– متابعة: لم تكد تصل عقارب الساعة الثامنة من مساء اليوم السبت، حتى كانت ظلمة حالكة قد أرخت سدولها على مختلف أحياء وشوارع طنجة، فيما أخذت أنوار خافتة تبدو تباعا من نوافذ وشرفات منازل وعمارات المدينة، إيذانا بانطلاق محطة جديدة من "ثورة الشموع"، التي قرر الطنجاويون، خوضها حتى إخضاع شركة "أمانديس" لمطالبهم وإلغاء الفواتير الفاحشة الغلاء، نظير خدمات الماء والكهرباء. وبدت معظم مناطق طنجة، مرة أخرى، غارقة وسط ظلام دامس، نتيجة الاستجابة الواسعة من طرف المواطنين، لنداء إطفاء أنوار المصابيح المنزلية، خلال الفترة الممتدة ما بين الساعتين الثامنة والعاشرة ليلا، باستثناء مصابيح الإنارة العمومية، على نفس النحو الذي انطلقت به هذه "الانتفاضة الشعبية" السلمية، من أجل إسقاط تغول شركة "أمانديس" الفرنسية، في حق الطنجاويين. ولم يكن أرباب المحلات التجارية والفضاءات العمومية، في معزل عن هذا الغضب الشعبي ضد "أمانديس"، حيث كانوا هم أيضا في الموعد الذي أجمع عليه سكان طنجة، وقاموا بإطفاء أنوار المصابيح، والاستعانة بأضواء الشموع، بحسب ما عاينته صحيفة طنجة 24 الإلكترونية، في مختلف أحياء وشوارع المدينة. وكانت المحطة الثانية من "ثورة الشموع"، التي نفذها سكان طنجة مساء اليوم، مسبوقة بحالة من الترقب في صفوف المواطنين، من مختلف الشرائح الاجتماعية، لاسيما أمام حالة الاستنفار الأمني، التي فرضتها السلطات العمومية، من خلال نشر أعداد كبيرة من أفراد القوات العمومية في العديد من الشوارع الرئيسية. غير أن هذا الاستنفار الكبير، لم يثني نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، من مواصلة حملاتهم الافتراضية وأيضا على أرض الواقع، لتعبئة أكبر عدد من سكان مدينة طنجة، للانخراط في هذه الانتفاضة السلمية، فيما شدد نشطاء المجتمع المدني، على التزام الصورة الحضارية التي أبدتها الساكنة منذ بداية الاحتجاجات الشعبية، وتفادي أي سلوكات من شانها أن تضر بهذا الحراك السلمي الحضاري. في غضون ذلك، واصل سكان أحياء بالمدينة، وقفات حاشدة ضد الغلاء الفاحش في فواتير الماء والكهرباء، التي فرضتها شركة "أمانديس"، فيما يدل على أنه إصرار متواصل للاستمرار في المعركة السلمية ضد "الغول الفرنسي"، وإرغامه على الانحناء أمام مطالب الساكنة.