– متابعة: من الدروس القوية التي لقنتها الهبة الشعبية ضد شركة "أمانديس"في مدينة طنجة، هو ذلك التلاحم غير المسبوق الذي برهنت عليه جميع الفئات الشعبية في مواجهة هذا "الغول الفرنسي"، بما فيها الفئات الميسورة التي كان أفرادها في الموعد الاحتجاجي الذي عم جميع مناطق مدينة البوغاز. ولم تقتصر الاستجابة الواسعة لحملة إطفاء الأنوار في المنازل والمقاهي، على المناطق الشعبية والهامشية، من مدينة طنجة، وإنما انخرط سكان مجموعة من الأحياء الراقية في المدينة بشكل واسع، وكذلك الأمر بالنسبة للكثير من المواطنين الأجانب المقيمين بالمدينة، الذين تفاعلوا بدورهم بشكل إيجابي مع الغضب الشعبي ضد غلاء فواتير الماء والكهرباء، التي وصلت إلى مستويات جنونية. المشاريع التجارية والخدماتية الراقية، كانت هي الأخرى في الموعد الاحتجاجي، حيث لم يتردد أصحاب الكثير من المقاهي ومسيرو الفنادق الكبرى على طول شارع محمد السادس، الممتد من مالاباطا وحتى المنطقة المينائية، في الانخراط في الاحتجاج ضد الشركة الفرنسية، بالرغم من تزامن الموعد الذي اختاره الطنجاويون مع فترة رواج مهمة، بالنظر إلى الإقبال المهم الذي تعرفه مختلف هذه الخدمات من طرف زبنائها خلال ليالي نهاية الأسبوع. وكلما مرت إحدى المسيرات الاحتجاجية الحاشدة من أحياء مثل "البرانس" و"مستر خوش" أو وسط المدينة، كان سكان هذه الأحياء يستقبلون المحتجين بالدعم المعنوي عبر التلويح لهم من شرفات المنازل والعمارات، تعبيرا منهم عن الدعم والمساندة. ويفسر الكثيرون هذا التلاحم غير المسبوق بين جميع مكونات مدينة طنجة، بإجماع هذه المكونات على أن "أمانديس" قد تجاوزت جميع الحدود المعقولة، وأن الاستخفاف بحقوق المواطنين الذي تنهجه يجب أن يتوقف بأي ثمن، بعدما لم تستثني عربدتها فئة دون الأخرى، بما فيها المشاريع السياحية والتجارية التي تضررت بشكل مفرط جراء الفواتير المجنونة لهذه الشركة. وتعيش مواقع التواصل الاجتماعي، نقاشا محموما بين مختلف النشطاء، حول الأشكال الاحتجاجية المزمع اتخاذها خلال الأيام المقبلة، من أجل إرغام الشركة الفرنسية على الرضوخ على الرضوخ لمطالب المواطنين، وهو ما ينبئ أن أياما عصيبة تنتظر "أمانديس"، مما يستوجب على السلطات المسؤولة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الغضب الشعبي المتنامي.