: صنع سكان طنجة، حدثا غير مسبوق في تاريخ مدينة البوغاز وباقي المدن المغربية، من خلال احتجاجاتهم ضد شركة "أمانديس"، التي أبانوا بواسطتها عن روح السلمية والمسؤولية، بالرغم من الحشود البشرية التي خرجت في مسيرات ضخمة، للمطالبة بوضع حد لتغول هذه الشركة الفرنسبة، التي تجاوزت كل حدود المنطق والقانون، وحتى حدود العربدة المألوفة. وكانت عشرات المسيرات الاحتجاجية، قد خرجت في عدة مناطق بمدينة طنجة، تزامنا مع انخراط ألاف المواطنين في حملة إطفاء المصابيح المنزلية، وتوجه أغلبها نحو وسط المدينة، في مشاهد لم تشهد مدينة البوغاز من قبل لها مثيلا، وهو ما آثار حالة استنفار أمني كبير، حيث وصلت تعزيزات أمنية إلى المدينة، تحسبا لأي طارئ او انفلات محتمل. غير أن هذا التخوف، لم يكن في محله، بعدما نجح السكان المحتجون في إفشال أي محاولات لتحريف أهداف هذا الشكل الاحتجاجي المسؤول، وجره إلى سلوكات لا تمت للاحتجاج الحضاري بصلة، حيث حافظ المحتجون على انضباطهم وانتظاهم، بالرغم من تسجيل حوادث شاذة متفرقة، كان أبطالها بعض المراهقين. وأجمع مختلف المراقبين، أن هذه الخطوات الاحتجاجية من طرف سكان مدينة طنجة، قد حققت هدفها المرحلي، وهو أن زمن السكوت والصمت اتجاه تغول "أمانديس" وسط صخب أصوات المحتجين وصراخهم الذي تعالى مطالبا برحيلها وبتدخل السلطات المسؤولة لوضع حد لجرائمها. ويعتزم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مواصلة الفعاليات الاحتجاجية ضد الشركة الفرنسية، إلى حين رضوخها لمطالب المواطنين، الذين اكتووا بنيران فواتيرها المجنونة، وهي الدعوات التي يتوقع أن تلقى تجاوبا أوسع من "انتفاضة السبت"، مما يحتم على المسؤولين ضرورة اتخاذ قرار شجاع لصالح المواطنين وضد الشركة الفرنسية. وكان سكان طنجة، قد أغرقوا أحياء المدينة وسط ظلام حالك، لساعة كاملة من الزمن، في محاولة على ما يبدوا لبث رسالة إلى مسؤولي أمانديس، أن عليهم العودة في أسرع وقت ممكن إلى بلاد أنوارهم بعيدا عن ظلمة الأيام التي تنتظرهم في مدينة طنجة.