18 أكتوبر, 2015 - 12:19:00 عاشت مدينة طنجة مساء يوم السبت 17 أكتوبر ساعة من الظلام الدامس، نتيجة الشكل الاحتجاجي الذي نفذته ساكنة المدينة، والقاضي بإطفاء الأضواء ساعة من الزمن، بين الثامنة والتاسعة ليلاً. وبمجرد حلول الساعة الثامنة حتى انطفأت الأضواء في جل بيوت المدينة ومحلاتها التجارية، واستعاضت عن ضوء الكهرباء بالشموع. ورغم أن ساعة اطفاء الاضواء تزامنت مع مباراة لكرة القدم الاسبانية يواجه فيه فريق برشلونة ريال فايكانوا، وكما هو معروف فالجمهور الرياضي الطنجاوي مهوس بمباريات الليغا الاسبانية، إلا أنهم اختاروا أن يشاهدوا المبارة تحت أضواء الشموع، والانصياع لقرار اطفاء الأضواء. زبناء إحدى المقاهي على ضوء الشموع وبجانب اطفاء الأضواء، خرجت مسيرات عفوية في جل أحياء المدينة، مسيرات قادتها النساء والشباب والاطفال، رافعين شعارات تطالب برحيل شركة أمانديس الموكول لها تدبير قطاعي الماء والكهرباء بالمدينة، كما أكدوا من خلال شعاراتهم عزمهم على الاستمرار في الاحتجاج حتى تحقيق كل المطالب، ومن بين الشعارات التي تكررت كثيرا " الشعب يريد اسقاط أمانديس" و"أمانديسامانديس، هادي طنجة ماشي باريس".. وكان عمدة المدينة الجديد محمد العبدلاوي قد أصدر ليلة البارحة بلاغاً يقول فيه إنه بعد اجتماع مع ادارة الشركة توصلوا إلى جملة من الاجراءات، منها الإيقاف المؤقت لقطع التزود بالماء والكهرباء لمن رفضوا اداء الفواتير، وكذا عدم احتساب غرامة تأخير الاداء، ومنح بعض التسهيلات في الأداء، وغيرها من الاجراءات التي اعتبرتها ساكنة المدينة لا تسمن ولا تغني من جوع، وأنها لم تنصف الساكنة ولم تلبي ولو جزء يسير من مطالبها، لذلك كان الانخراط اليوم في هذا الشكل الاحتجاجي بقوة بمثابة رفض لبلاغ العمدة. وتشتكي ساكنة مدينة طنجة من الغلاء الفاحش لفواتير الماء ومحمد العبدلاوي، خاصة بعد اعتماد نظام الاشطر الذي يجعل الفاتورة تتضاعف قيمتها بشكل سريع جدا، وهناك عائلات واسر معوزة تفاجأت بأثمنة اعتبرتها خيالية بالنسبة إلى قدرتها الشرائية وهو ما خلف حالة غليان لدى المواطنين الذين تضرروا من تضخم الفواتير. وكانت قد انطلقت شرارة الاحتجاج من حي "بير الشيفا" حيث خرجت ساكنته للاحتجاج امام فرع الشركة في الحي بشكل يومي قبل عشرة أيام، كما نظموا اعتصامات متواصلة أمامه،و قبل أيام قليلة انضمت الى الاحتجاج احياء أخرى من المدينة، وتم اقتراح يوم السبت 17 اكتوبر من أجل خوض شكل احتجاجي يقضي باطفاء الاضواء ساعة من الزمن، وتم التعبئة للحملة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتبادلت ساكنة المدينة رسائل الواتساب تحمل نداء الى المواطنين من أجل الانخراط في هذه الخطوة الاحتجاجية. وما زالت بعض المسيرات تجوب أحياء المدينة لحدود الان حتى بعد نهاية ساعة اطفاء الاضواء، ولوحظ أن القوات العمومية في البداية لم يظهر لها أثر في محيط المسيرات الاحتجاجية، لكن بعد ذلك عمدت السلطات المحلية إلى نشر قوات التدخل السريع في مدارات بعض الطرق من أجل منع المحتجين من سد الطرقات، ومازالت الاجواء متوترة، حيث بدأ انتشار القوات العمومية بكثافة، فيما بعض المحتجين ما زالوا يجوبون احياء المدينة يرفعون شعارات ضد شركة أمانديس.