رغم كون ساكنة بومالن قد تفاءلت خيرا في انطلاقة أشغال مشروع التطهير السائل، فإن فرحهم سينقلب ترحا، بمجرد أن تبدأ المياه في التدفق في هذه القنوات التي لا يتسع صبيبها لمرور مياه زخة مطرية واحدة من ليالي شتاء بومالن دادس، فبالأحرى أن ترتبط بها ساكنة أحياء المدينة ككل والدواوير التابعة لها. فالقنوات الرئيسة التي يفترض فيها أن تكون من حجم أكبر لتتسع للمياه القادمة من الدور ومياه الأزقة والشوارع، وضعت فيها قنوات من حجم 40 س بلغة الميدان. وينضاف مشكل آخر ببداية الأشغال هو غياب شروط السلامة والأمن في الأزقة والشوارع التي بدأت بها الأشغال باستثناء بعض الحواجز المركونة هنا وهنا وفي مسافات متباعدة، وتزيد خطورة الوضع بالخصوص عندما يحل الظلام الدامس بالمدينة. ويزداد سوءا في بعض الأزقة التي تفتقر إلى الإنارة العمومية، والصورة الملتقطة ليلة 11 أكتوبر 2012 بالطريق المحاذية للثانوية أسوء دليل على غياب عنصر التأمين بغياب علامات ضوئية وحواجز مترابطة للوقاية من وقوع حوادث قد لا تحمد عقباها كما جرت العادة في اشغال بمثل هذا الحجم، خصوصا وأن الغبار المتناثر في السماء يحول دون رؤية جيدة ليلا فإلى متى يتم الاستهثار بحياة المواطنين؟ أم أننا سننتظر وقوع الحادث ثم بعده نتبادل أصابع الاتهام في من يحمل المسؤولية؟ والجميع ما يزال يتذكر الحادث المؤلم الذي رج مدينة قلعة مكونة صيف 2011، حين ذهب ضحية أشغال حفر الطريق الوطنية العابرة للمدينة شاب في مقتبل العمر بسبب غياب شروط سلامة الأشغال الجاري بها العمل، واخترقت صدره قضبان حديدية مكشوفة بمدخل المدينة. وكي لا يتكرر ما وقع، فحفر الخنادق بجنبات الطريق في بومالن دادس لتمرير قنوات الصرف الصحي، يجب أن يكون مقرونا بسلامة المارة ومستعملي الطريق.