وجد بعض المستشارين بمجلس مقاطعة مرس السلطان خلال دورة الحساب الاداري الأخيرة، أنفسهم «مكرهين» وهم يفصحون عن مشكل بات بمثابة الشبح بالنسبة لهم، وهو المتعلق بالحفر ، ملقين باللائمة على مجلس المدينة، ومحملين إياه المسؤولية الكاملة للوضعية المتردية التي تعيش عليها الشوارع والأزقة الصغرى والكبرى على حد سواء! «اعتراف» هؤلاء المستشارين لم يترك للمواطنين ما يفعلونه، فإذا كان ممثلوهم قد عبروا عن عجزهم ورفعوا الراية البيضاء، مستسلمين أمام «جبروت» و «طغيان» الحفر، فماذا سيفعلون هم الذين لا حول لهم ولا قوة، والذين أصبحوا بمثابة احتياطي للطوارىء، وصار بعض المنتخبين يطلبون منهم جلب ما بداخل منازلهم من حجارة وأتربة ل «ترقيع» هاته الحفر وملئها مادام «الزفت» مفقوداً! لم نكن نجانب الصواب ونحن نقول بأن الحفر هزمت المنتخبين بالمقاطعات وبمجلس المدينة، فهم قد رسبوا في هذا الامتحان في مقابل الزحف والتوسع «الحُفَرِي»، سيما ونحن نعاين يوميا تناسل المزيد من الأخاديد، خاصة مع أمطار الخير التي شهدتها ولاتزال العاصمة الاقتصادية خلال هذه السنة، فالحفر والأخاديد في كل مكان متسببة في وقوع العديد من الحوادث ومستهدفة سلامة الحالة الميكانيكية لمختلف وسائل النقل، حتى صارت بعض الأزقة والشوارع بمثابة الأودية والأنهار، وما يزيد الطين بلة هو عودة الأشغال إلى بعضها الذي يعرف عملية تعبيد، لتتلوه، بعد ذلك، أشغال أخرى تقوم بها «ليدك» أو غيرها.. في غياب لأي تنسيق قبلي من شأنه تفادي مجموعة من السلبيات والنقائص! الزفت لا يعرف طريقه إلا نحو دوائر المقربين من أغلبية ساجد والمدعمين له في قراراته واختياراته، أما الباقي فلا خيار لهم سوى التعايش مع هاته الحفر، أو تقديم «ملتمسات» للسلطة المحلية حتى تغض الطرف عن عمليات البناء العشوائي بالأحياء الشعبية البسيطة، والتي لا ترقى إلى حجم البناء العشوائي في مفهومه وحجمه الحقيقي، حتى تتسنى الاستعانة بمخلفاته من أجل طمر الحفر، فتصير بذلك شرا لابد منه، في غياب بدائل حقيقية!