في الوقت الذي تتسارع فيه الأشغال على قدم وساق ببلدية بومالن دادس لتلميع الصورة هذه الأيام، تناسى المجلس البلدي المياه العفنة التي تزكم الأنوف بكل أزقتها وشوارعها. فحتى الأنظار تعامت عن البئر الذي ينضح ماء حارا بشارع محمد الخامس بالمحاذاة من المكتب الوطني للكهرباء، مما يلوث الهواء ويجعل هذه المياه دائمة الجريان وعلى مدار السنة، وإن صح القول فإن جريان هذه المياه والينابيع الحارة أكثر دواما من جريان واد دادس ككل الذي عرف ندرة في مياهه هذه السنة. وإن كانت الأنظار قد لفتت خلال أسبوع أو اسبوعين إلى ما يمكن اعتباره عرضيا، فإن إصلاح ما هو جوهري، بحفظ صحة المواطنين ومرتادي هذا الشارع، وكذا مستعملي الطريق من الانزلاق على الجليد الذي تخلفه هذه البؤر المتصدعة وتعريض سلامة الراجلين والسائقين للخطر، أسبق من طلاء الطوار وتبليط الرصيف وستر عورة الطريق بين مركز المدينة والمستشفى بالكرافيي وستر ركام الأزبال الذي يرسل الأكياس البلاستيكية إلى المدينة كطائرات هوائية تتقاذفها الرياح في الفضاء. وأسبق أيضا من تقليم الأشجار المستحدثة وتهذيبها ( والصورة نموذج للحياة اليومية لشوارع المدينة). وإذا كانت هذه الأسغال تسابق الزمن بتسخير جميع الآليات الصغيرة والكبيرة، فإن ظهور أعضاء المجلس البلدي في غضون أسبوعين بمختلف أنحاء المدينة يبعث على السؤال، رغم التركيز على الواجهتين المحاذيتين للطريق الوطنية رقم 10 التي تعبر المدينة، وهو ما استغرب إليها الغادي والرائح، فهل هي حملة قبل الأوان أم أنها تلميع لصورة مدينة تحتضر بين آبار الواد الحار التي امتلأت وأصبحت ألغاما تتهددها بالغرق ما لم تسارع الجهات المسؤولة إلى إخراج مشروع إعادة تهيئة المدينة وتمرير قنوات الصرف الصحي.