احتدم التنافس بين تنغير وبومالن دادس بورزازات خلال الآونة الأخيرة في سباق محموم لإحداث عمالة جديدة بأحدهما في إطار التقسيم الإداري الجديد الذي ينتظر الإفراج عنه خلال الأسابيع القادمة والذي سيعرف إحداث عمالات وأقاليم جديدة ، تنافس يعود لعقود ظل فيها كل طرف يعمل على إقناع السلطات المختصة بأحقيته في الظفر بعمالة لتقريب الإدارة من المواطنين وحل العديد من الإشكالات التي تعيشها المنطقة ودعم الحركية الاقتصادية وتنمية المؤهلات السياحية والفلاحية للمنطقة . ووجهت الجماعات الحضرية والقروية التابعة لدائرة بومالن دادس وهيئات المجتمع المدني بها ملتمسات إلى الجهات المختصة ، حصلت الحريدة على نسخ منها ، لإحداث عمالة بمقر دائرة بومالن دادس، مبررة مطلبها بمجموعة من المعطيات التي تتعلق أساسا بالموقع الاستراتيجي للمنطقة كصلة وصل بين القيادات و الجماعات التابعة لها و محور يربط الأرياف و القرى التي تجد صعوبة في التنقل إلى مقر عمالة ورزازات بالمناطق التي ستشكل العمالة الجديدة ، كما أنها تعد حلقة وسطى ما بين منطقة امسمرير التي تبعد على بومالن دادس بحوالي 70 كيلومترا بساكنة تصل إلى 18232 نسمة ، وبين منطقة اكنيون التي تبعد على بومالن بحوالي 65 كلم بساكنتها البالغة 15634 نسمة، وبين منطقة ايت يول التي تبعد على بومالن دادس بحوالي 10 كلم بساكنة تبلغ 4422 نسمة، وبين منطقة الخميس دادس التي تدخل في نفوذها جماعة اغيل نمكون التي تبعد عن بومالن دادس ب 89 كلم وتبلغ ساكنتها 35000 نسمة، وبين منطقة أيت سدرات الجبل 45 كلم بساكنة تصل إلى8493 نسمة، وبين بلدية قلعة امكونة بساكنة تصل إلى 14016 نسمة تبعد بعض مناطقها عن بومالن دادس بحوالي 45 كلم وبين بلدية تنغير التي تبعد عن بومالن دادس بحوالي 50 كلم بساكنة تتجاوز 30000 نسمة ومنطقة قبائل تودغة التي تبعد عن بومالن دادس بحوالي 70 كلم و عدد سكانها 32355 نسمة . واعتبر الملتمس التركيبة البشرية المتجانسة لهذه المناطق نقطة أساسية تدعم المقترح، إلى جانب تشابه مشاكل الساكنة المرتبطة بتمركز المصالح بورزازات و كون دائرة بومالن دادس هي الدائرة الوحيدة و القديمة بالمنطقة منذ فجر الاستقلال و التي تتضمن فروعا لجميع المصالح الخارجية من مفتشية لوزارة التربية الوطنية ، مقاطعة فلاحية ، مقاطعة طبية ، مقاطعة الدرك الملكي ، ثكنة عسكرية، مديرية المياه و الغابات، مديرية التجهيز، التعاون الوطني و الخزينة العامة. وتم تدعيم الملتمس بالمعطيات الجغرافية و الديموغرافية التي تبين أهمية المطالبة بإحداث عمالة جديدة بمركز دائرة بومالن دادس . ومن جهتها طالبت هيئات المجتمع المدني بتنغير بإحداث عمالة في إطار التقسيم الإداري المرتقب في ملتمس وجهته لوزير الداخلية نهاية الأسبوع المنصرم توصلنا بنسخة منه معتبرة أن هذه المدينة لها من المؤهلات ما يجعلها تستحق عمالة يمكنها أن تشكل فرصة لاستثمار جيد وأفضل لهذه الإمكانيات في إطار تقسيم إداري مناسب يجعل تنغير عمالة لإقليم جديد ويأخذ بعين الاعتبار إمكانيات المنطقة التي تمثل مركزا اقتصاديا مهما تؤمه ساكنة كبيرة من أقاليم مختلفة ( ورزازات ، الراشيدية ، زاكورة ) كما تمثل مركزا عقاريا كبيرا يجلب بشكل مستمر استثمارات ساكنة المناطق المجاورة في هذا المجال التي تشكل تجانسا اجتماعيا وإثنيا وتاريخا مشتركا بين هذه المناطق المتمركزة حول تنغير ، إلى جانب توفر مؤهلات طبيعية وبشرية كبيرة تزخر بها المنطقة ووجود مجتمع مدني مهيكل ومنظم وجالية كبيرة نشيطة بالخارج. ورغم ما يتداوله هذا الطرف أو ذاك حول حسم السباق لصالحه، فان مصادر متطابقة من عمالة ورزازات أكدت "للمساء" أن الحسم لم يتم بعد في أي من المقترحات وأن ذلك لن يتم إلا بعد انتهاء اللجان المتخصصة مركزيا من أشغالها ليتم الإعلان عن المقترحات التي حضيت بالموافقة قبل الانتخابات الجماعية المقبلة