انتهت حمى المباريات، واستخلص الكل النتائج والتقييم، وهذا يعني ان نخصص بالكتابة قليلا، بعض الحالات والظواهر التي ميزت الموسم الرياضي في سوس، عبر طرح قضايا تهم مناحي رياضية، لم تظهر على الساحة الاعلامية وفق ما تستحق ... الجميع ربما يلوم حسنية اكادير لكرة القدم، ويلو مسيريها بالتحديد، في قضية عدم اهتمامهم باللاعب المحلي، من خلال جلب لاعبين من فرق سوسية تمارس ضمن اقسام الهواة..لكنني سأبدي نوعا من الاختلاف مع الاتهام بشكله هذا، واعترف بأن الفريق فعلا يسعى من حين لآخر نحو هذا المسلك.. هذا الموسم الرياضي، اذكر ان الحسنية جلبت لاعبا شابا من جمعية ادرار سوس، الفريق الذي بمجرد تلقيه الطلب، استجاب دون شروط، ولم يطلب مقابلا يذكر، بل منح للحسنية بشكل نهائي، والسبب في ذلك كما يقول السيد الحسين بونجما مساعد المدرب" نحن كنا نراهن على مصلحة اللاعب، فقد لمسنا تميزه، وكنا دائما نقول بأنه يمكن ان يكون من الطاقات التي انجبها الفريق،ونظرا لخدماته الكثيرة للفريق، فكرنا في مصلحته قبل التفكير في الماديات".. سلوك طيب، وتعاون بمعناه الصحيح، حبذا لو كان مشتركا بين جميع مسيري فرقنا السوسية .. انتقل اذن اللاعب ياسين الرامي، وهو كشهادة مني مدافع صلب وشاب، له بالفعل حضور قوي على ارضية الملعب، بل كان العمود الفقري لفريقه ادرار سوس.. وبدأ اللاعب يأخذ مكانته ضمن تداريب كبار الحسنية، بل اقحم في شوط من مباراة ودية ضد اولمبيك آسفي بأكادير، وكان من المؤهلين لمنازلة مولودية وجدة في ميدانها..كانت الامور سارة في البداية، لكن بمجرد رحيل مولدوفان، جمد ياسين، وضم الى شبان الفريق مادام سنه يسمح بذلك، وهو ما يعني ان طموح اللاعب الشاب بدأ يقل.. وبما ان المدرب الجديد لا يبدو انه يراهن على الشبان في توجهاته،فإن من السهولة وفق هذا النوع من المدربين ان يفرط في لاعبين شباب، سرعان ما سيحس بالندم على نوعية معاملته لهم من ذي قبل، وهذه ظاهرة عالمية يعرفها الجميع، وربما ان اعطيت كمثال فقط حالة ايطو مع الريال لوضعت الصورة في اطارها.. دخل فريق آخر على الخط، ابدى رغباته في استثمار موهبة الرامي، ومنحه مكانة رسمية في الفريق، وهو بالطبع الاتحاد الرياضي ايت ملول، الذي وبشهادة محبيه وجمهوره، قاموا بصفقة متميزة، بالنظر الى الصورة التي ظهر بها ياسين وهو يحمل قميص النادي الملولي، كمدافع متميز.. ان يفرض لاعب شاب مكانته في منافسات القسم الاول هواة، ليس بالهين، فمستوى التنافس فيها يرقى في حالات كثيرة عن مستوى اقسام عليا، وفي هذه الحالة، نعتبر قرار الحسنية بالتخلي عن خدماته قرارا غريبا، في وقت كان فيه من الممكن الا نرى عفريتا واحدا في سن وموهبة عمر نجدي، بل نرى فريقا كله شباب وطموح، بمستوى عال من روح القتالية على ارضية الملعب، بدل سياسة دأبت الحسنية عليها منذ سنوات كثيرة، وهي استقدام لاعبين على مشارف الشيخوخة بالمعنى الرياضي، وبشكل يستحيل معه وضع استراتيجيات بعيدة المدى، مادام تجديد التركيبة البشرية يعرف وتيرة افقية، دون الاهتمام اكثر بالقاعدة التي تشكلها الفئات الاخرى سواء للفريق او للفرق السوسية الاخرى التي يمكن الاستفادة منها.. والقول بصعوبة تحقيق ذلك الرهان مسألة فيها نظر، لأن الذي يقع بصراحة ان لاعبي شبان الحسنية نادرا ما يستمرون مع الفريق الاول،او قليلا ما يصلون كما يقال بالعامية، وهو ما يعني فقدان عنصر الثقة في تلك الفئات، وضعف الجدية في الرهان على عطاءاتهم، وهذه سياسة في التدبير وجب من الاخوة في الحسنية صراحة اعادة تقييم حصيلتها، واستخلاص نتائج هي وحدها يمكن ان تثبث صلاحية الاستمرار في نهجها ام حان وقت تغيير استراتيجية الفريق في هذه الناحية بالذات... بقلم: محمد بلوش