يعقد فريق الوداد البيضاوي جمعه العام العادي على إيقاع موسم جديد، حقق خلاله نتائج جد إيجابية، رغم أنه فشل في حسم لقب البطولة لفائدة بعد صراع مع حسنية أكادير استمر حتى اللحظات الأخيرة. الوداد يخرج من النفق لم يخل الموسم الماضي من تصدعات داخل الفريق الأحمر، وعاش مع البداية لحظات عصيبة، تمثلت بالأساس في الندوة الصحفية التي عقدها اللاعب رضوان العلالي، والتي اعتبرها عدد من المتتبعين بمثابة رصاصة الرحمة على علاقة اللاعب بفريقه. والذي ظل منذ ذلك التاريخ يطالب بمبلغ 20 مليون سنتيم كمستحقات مادية لا زالت في دمة الفريق، ومع توالي الدورات تتوالى النكبات ليفقد الوداد الرياضي أحد مدافعيه الأساسيين وهو المرحوم يوسف بلخوجة الذي قضى نحبه إثر نوبة قلبية ألمت به، بعد عشرين دقيقة من اللعب في إحدى أقوى مباريات نصف نهاية كأس العرش ضد الغريم التقليدي الرجاء الرياضي، وهذه المأساة حركت صالونات كرة القدم ليطالب الجميع بإعادة النظر في الوضع الحالي للطب الرياضي الذي لا يرقى إلى المستوى المطلوب. بل هو في الدرك الأسفل وعلى جميع الأصعدة، ولتتواصل الجراح مع قرار اللجنة التأديبية الجامعية بوقف المدرب لوزانو لمدة ستة أشهر بعد تصريحات نارية اتهم فيها كرة القدم الوطنية بالفساد وبأنها تعيش في الوحل بعد لقاء الفريق ضد نهضة سطات والذي عرف عدة أحداث، ورغم كل هذه الأحداث والمواقف، فإن الفريق الأحمر حافظ على توازنه وعلى روحه المعنوية واستطاع إنهاء الموسم في المركز الثاني خلف حسنية أكادير. الإخفاق في تحقيق اللقب النقطة التي قد تفيض الكأس سيكون الجمع العام فرصة أمام المنخرطين لطرح السؤال الذي ظل يتردد بعد نهاية البطولة، لماذا اخفق الفريق في إحراز اللقب رغم مشواره الرائع، وأين يكمن الخلل هل في الإدارة التقنية أم المسيرين أم الاعبين وسيكون على رئيس الفريق الإجابة على هذا السؤال خصوصا بعد الذي تردد من إشاعات وكلام حول تهاون بعض اللاعبين في آخر لحظات البطولة الوطنية، كما أن انسحاب المدرب فخر الدين مباشرة بعد مباراة الحسنية سيرمي بضلاله، خاصة وأن فخر الدين تمكن من أداء مهمته على أكمل وجه سواء على المستوى المحلي أو القاري، ولا نظن أن الهزيمة أمام غزالة سوس وبمدينة أكادير ستكون سببا كافيا لإبعاده مما يقوي الشكوك أن أشياء غريبة وقعت داخل الكواليس، وقد نجد بعض المنخرطين الذين يرغبون في معرفة كل الحقيقة. الإدارة التقنية في الميزان يعاني فريق الوداد كغيره من الأندية الوطنية حالة مرضية مزمنة تتمثل في عدم استقرار الإدارة التقنية للفريق، مع فارق بسيط أن الوداد اضطرت إلى الاستغناء عن مدرب استطاع إعادة بناء الفريق، ولولا الأزمة "المفتعلة التي أدت إلى توقيفه لاستمر على رأس الإدارة التقنية لمدة أطول، وحتى بعد مجيئ فخر الدين كحل مؤقت في انتظار عودة لوزانو، فإن الجماهير الودادية ظلت تحتفظ للمدرب الفرنسي بكثير من الود والاحترام، كيف لا وهو الذي تمكن من بعث الروح في تشكيلة الفريق، وأعاد هيكلة صفوفه عبر إدماج عدد من اللاعبين الموهوبين والذين تمكنوا من فرض وجودهم، محليا وقاريا. هل يؤثر رحيل اللاعبين على مسيرة الفريق سيجد المدرب رشيد الطاوسي نفسه مضطرا للتعامل مع خليط من اللاعبين السابقين والجدد وأيضا خلق تشكيله متجانسة يغيب عنها أفضل العناصر التي رسمت أجمل الصور في المواسم الأخيرة فهناك رحيل المدافع حمودة بنشريفة وبدر القادوري وربيع العفوي وسعد وبوجمعة قصاب إضافة إلى احتمال الاستغناء عن طارق الجرموني، وهذه الباقة من اللاعبين شكلت دائما العمود الفقري للنادي. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هل ستتمكن العناصر المتبقية والمجلوبة هذا الموسم من سد النقص في التركيبة البشرية، مما يجعل أي حديث عن المنافسة على اللقب المقبل سابقا لأوانه في انتظار معرفة مستوى اللاعبين مع بداية البطولة الوطنية. الدوبلالي يحصل على الإجماع ولكن..!! يعتقد عدد من أنصار الفريق، أن الرئيس نصر الدين الدوبلالي، استطاع إعادة الاعتبار للفريق، وقدم نتائج جد مشجعة، رغم ما شكلته تصريحاته على مدى الموسم الماضي من انقسامات ليس فقط على مستوى الفريق ولكن داخل مجتمع كرة القدم بصفة عامة، ويجد الدوبلالي نفسه محاصرا بجملة من الأسئلة خاصة ما يتعلق منها بالجانب المادي الذي يعتبر نقطة الحسم، مع الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها الفريق، حيث أن اللاعبين عانوا كثيرا من تأخر مرتباتهم ومنحهم. وبالنسبة للجمهور الودادي فإن المبالغ المالية المتحصلة من بيع اللاعبين خاصة صفقة بدر القادوري التي تركت في صندوق الفريق حوالي نصف مليار سنتيم. ونظرا لعدم وجود بديل للدوبلالي فإنه سيحضر بإجماع كل مكونات الفريق على الأقل في الفترة الحالية، وكيف لا وقد تحقق في عهد الشيء الكثير خاصة الانتصار على الغريم التقليدي الرجاء البيضاوي في كل مواجهتمها الأخيرة.