الوداد تبحث عن البلسم لمداواة الجراح الرجاء لتكريس الإنتفاضة وتأكيد الذات هي قمة القمم والمواجهة التي ينتظرها ليس فقط جمهور الفريقين ولكن الجماهير المغربية ككل، اعتبارا لما تحمله هذه المباراة من طقوس احتفالية وحوار تاريخي يكون شعاره الأحمر والأخضر كلونين يمثلان الشيء الكثير لجمهور الفريقين·· الديربي رقم 105 يطل هذه المرة في الدورة ال 11 وسيكون حتما عنوانها الأبرز والحدث الموعود الذي يميز نهاية الأسبوع، الرجاء والوداد وديربي الدارالبيضاء سيكون مثيرا، عنيفا، مرعبا وساخرا في انتظار لأي لون سيعلن الولاء؟ الديربي الذي نفتخر به طبعا لكل بطولة عالمية قمتها ولكل بلد ديربي أو كلاسيكو يفتخر به ويتغنى به يكون المرآة التي تعكس شغفه وحبه المهووس بالمستديرة المجنونة، فكما لإسبانيا الريال وبرشلونة ولإيطاليا أسي ميلانو والأنتر، لفرنسا باريس سان جيرمان ومارسيليا، للبرتغال بينفيكا وسبورتينغ لشبونة، ولتركيا غلاطة سراي وفينرباتشي، ولمصر الزمالك والأهلي ولتونس الترجي والنجم الساحلي، فإن للمغرب الرجاء والوداد الذي يبقى أحد أهم الديربيات ذات الصيت العالمي والمتابعة الجماهيرية القياسية·· ويبقى له أيضا مكانة خاصة في عرف عشاق الفريقين بشعاره المعروف "لا للهزيمة" أيا كانت وضعية الفريقين وطموحاتهما· كبرياء وافتخار من جيل إلى جيل تناقلت طقوس هذا الديربي البيضاوي وقصصه حيث يحلو للجماهير الخضراء والحمراء تبادل الدعابات والمزح والنكات واستحضار لانتصارات الأمس البعيد أو القريب، فالتاريخ يحفظ في سجله لكل طرف انتصاراته الخالدة وكبواته المحزنة ويحفظ الأهداف الجميلة والطقوس الإحتفالية التي تميز الديربي عن باقي المباريات بتجاوز الأرقام الحالية التعادل غالبا ما يكون مريحا للفريقين والخسارة تحمل بداية المشاكل والفوز عرس يستمر إلى موعد الديربي القادم، وغالبا ما تسبب هذا الديربي في قطع رؤوس مدربين وأشعل فتيل المشاكل وهدد موقع رؤساء، ويبقى للرجاء حصة الأسد من حيث الإنتصارات بواقع 32 فوز مقابل 23 للوداد و 49 مباراة انتهت بالتعادل، ما يؤكد أن الديربي يحمل الجلباب الأخضر في انتظار ما تجود به الديربيات القادمة· رجاء منتعش ووداد حزين هي في الواقع وضعية جد مختلفة للفريقين، إذ يأتي الديربي في وقت يعيش فيه كل طرف وهو يعزف على وثر مختلف، فالرجاء أبى إلا أن يتسيد خمس دورات بعدما استفاد من 15 نقطة كاملة قبل أن يتوقف زحفه أمام المغرب الفاسي الذي فرض عليه التعادل في آخر لحظات المباراة، ومع ذلك فإن النتائج الأخيرة تؤكد أن الفريق الأخضر الذي يحتل المركز الثالث (18ن) في أفضل حال ووجد إيقاع نتائجه الإيجابية بعد انطلاقة متعثرة دامت خمس دورات· بالمقابل لا يشعر الوداد بالإرتياح نظير النتائج المتواضعة التي بات يحقق في الدورات الأخيرة، وكأن النحس قد طارد هذا الفريق بدءا بالخطأ الذي كلفه ضياع ثلاث نقاط وكذا تداعيات مباراته أمام الجيش، مشاكل ربما أثرت على استقرار الفريق الأحمر وسيره في النسق التصاعدي بدليل من أصل ثلاث مباريات أخيرة لم يقتنص سوى ثلاث نقط لا توازي حتما طموحات الفريق جمعهما من خسارة وتعادلين، إذ بات يبتعد شيئا فشيئا عن طابور المقدمة بالمركز السادس (14ن)·· والأكيد لا يمكن لهذا الترتيب أو النتائج أن تقنع أو تسر الجماهير الودادية التواقة لمتابعة فريقها في أفضل حال·· ومن يدري قد يكون هذا الديربي بلسم للجراح التي خلفتها المشاكل الأخيرة واللاإستقرار وكذا النتائج المتواضعة الأخيرة· هجوم كاسح في مواجهة دفاع صامد يجمع جل المتتبعين أن الرجاء يملك مهاجمين مهرة وموهوبين ومن الطراز الرفيع بقامات قصيرة وصغيرة، لكن وبأداء كبير، إذ يشكل خط الهجوم القوة الضاربة للفريق الأخضر ونقطة قوته، لاعبون قاسمهم المشترك المهارات الفنية والتقنيات وسرعة الإختراق من نجدي إلى متولي والطير وأگناو والجلايدي ولاعب الوسط سعد عبد الفتاح، ويأتي وراءهم المخضرم النجاري والسقاء مسلوب، ذلك أن الفتوة الهجومية حاضرة في هذه الجبهة وهي التي استطاعت تسجيل 15 هدفا كأفضل خط هجومي في البطولة، وإذا كان سلاح الرجاء هو الهجوم، فإن للوداد دفاع إسمنتي يشهد له بالقوة والصرامة والنضج، أكيد يتقدمهم المدافع المخضرم اللويسي والسقاط وأحمد العلمي العائد والبرازي الغائب، إذ دخلت مرمى الوداد 4 أهداف كأفضل خط دفاعدي إلى جانب الجيش، ويبدو أن عامل التجربة مطروح داخل الفريق الأحمر نظير عناصره الجديدة التي تحمل خبرة هامة في مثل هذه المباريات مقارنة بلاعبي الرجاء كالمهاجمين بيضوضان وسقيم وجويعة والسعيدي ومنقاري والطالبي· وسيشكل صراع الهجوم الأخضر والدفاع الأحمر أحد الإصطدامات داخل المباراة الجديرة بالمتابعة، والتي حتما ستعطي نكهة أخرى لهذا الديربي وصراع من نوع آخر سننتظر لمن يؤول؟ هل للفتوة الهجومية الخضراء؟ أم للخبرة الدفاعية الحمراء؟ نظريات روماو وتكتيك الزاكي داخل مباراة الديربي تبرز مجموعة من الصراعات الخفية، صراعات تعد مفاتيح الإنتصار ذلك أن كسبها يسهل الطريق إلى الفوز الموعود، وبغض النظر على أنها قمة وعرس رياضي وفريقين يعدان قطبين للكرة المغربية، فإنها حتما تجمع أحد أبرز مدربي البطولة الوطنية، فالبرتغالي خوسي روماو حتى وهو لم يدرب طويلا بالمغرب فإن له بصمة واضحة على الكرة المغربية لأنه المدرب الذي استطاع أن يعيد الوداد للمصالحة لقب البطولة الوطنية والمدرب الذي كان له الحظ أن يدرب الوداد والرجاء الإخوة الأعداء، ويسعى اليوم إلى إعادة الكرة مع الفريق الأخضر وكتابة اسمه في سجل الرجاء، فيما بادو الزاكي له نفس الطموحات والأهداف من خلال كتابة أحلام جديدة للوداد وإغناء رصيده على الصعيد الوطني·· فبادو الزاكي أكيد أنه يحلم يوما أن يصعد على البوديوم مع الوداد على صعيد البطولة، ولعل هذا الصراع سينعكس على رقعة الميدان·· روماو صاحب النظريات والخطط والنظرة الثاقبة سيهيء وصفة كالعادة ستعتمد على اللعب المنقح والفتوة وحماس الشباب، المدرب البرتغالي سيضع في قطع غياره الصلبة ولكسر التوليفة الودادية التي ستقودها الصرامة التكتيكية للمدرب بادو الزاكي وخبرة لاعبيه، ما يؤكد أن الصراع المثير سيكون حاضرا بين المدربين سيكون كل طرف مفروض عليه إيجاد السلاح الكفيل لفك شفرة الآخر· ديربي آخر إذن سيظل مجددا في ظروف متباينة، لكن القوة حاضرة في مباراة لها خصوصياتها وطقوسها وإثارتها، وكالعادة فالجمهور سيكون معني أيضا في إنجاح هذا الحدث والعرس الكروي المغربي بعيدا عن كل أشكال الشغب والتعصب المبالغ فيه والإنتصار في الأخير، هو انتصار للروح الرياضية، انتصار لتاريخ الرجاء والوداد وسمعتهما وانتصار أيضا للكرة المغربية المكلومة بمشاكلها· الديربي عبر التاريخ الرجاء مستقبلة 1957 : الرجاء - الوداد : 10 1958 : الرجاء - الوداد : 00 1959 : الرجاء - الوداد : 02 1960 : الرجاء - الوداد : 21 1961 : الرجاء - الوداد : 20 1962 : الرجاء - الوداد : 10 1963 : الرجاء - الوداد : 11 1964 : الرجاء - الوداد : 01 1965 : الرجاء - الوداد : 11 1966 : الرجاء - الوداد : 00 1967 : الرجاء - الوداد : 00 1968 : الرجاء - الوداد : 00 1970 : الرجاء - الوداد : 02 1971 : الرجاء - الوداد : 00 1972 : الرجاء - الوداد : 00 1973 : الرجاء - الوداد : 10 1974 : الرجاء - الوداد : 10 1975 : الرجاء - الوداد : 11 1976 : الرجاء - الوداد : 00 1977 : الرجاء - الوداد : 11 1978 : الرجاء - الوداد : 22 1979 : الرجاء - الوداد : 01 1980 : الرجاء - الوداد : 12 1981 : الرجاء - الوداد : 10 1982 : الرجاء - الوداد : 00 1983 : الرجاء - الوداد : 00 1984 : الرجاء - الوداد : 31 1985 : الرجاء - الوداد : 20 1986 : الرجاء - الوداد : 11 1987 : الرجاء - الوداد : 00 1988 : الرجاء - الوداد : 10 1989 : الرجاء - الوداد : 01 1990 : الرجاء - الوداد : 10 1992 : الرجاء - الوداد : 11 2001 : الرجاء - الوداد : 11 2002 : الرجاء - الوداد : 02 2003 : الرجاء - الوداد : 10 2004 : الرجاء - الوداد : 20 2005 : الرجاء - الوداد : 10 2006 : الرجاء - الوداد : 11 2007 : الرجاء - الوداد : 01 20 : الرجاء - الوداد : 2008 الوداد مستقبلة 1957 : الوداد - الرجاء : 30 1958 : الوداد - الرجاء : 11 1959 : الوداد - الرجاء : 12 1960 : الوداد - الرجاء : 00 1961 : الوداد - الرجاء : 00 1962 : الوداد - الرجاء : 10 1963 : الوداد - الرجاء : 01 1964 : الوداد - الرجاء : 11 1965 : الوداد - الرجاء : 21 1966 : الوداد - الرجاء : 00 1967 : الوداد - الرجاء : 00 1968 : الوداد - الرجاء : 13 1969 : الوداد - الرجاء : 10 1970 : الوداد - الرجاء : 00 1971 : الوداد - الرجاء : 00 1972 : الوداد - الرجاء : 11 1973 : الوداد - الرجاء : 10 1974 : الوداد - الرجاء : 00 1975 : الوداد - الرجاء : 00 1976 : الوداد - الرجاء : 11 1977 : الوداد - الرجاء : 23 1978 : الوداد - الرجاء : 11 1979 : الوداد - الرجاء : 00 1980 : الوداد - الرجاء : 02 1981 : الوداد - الرجاء : 12 1982 : الوداد - الرجاء : 10 1983 : الوداد - الرجاء : 11 1984 : الوداد - الرجاء : 22 1985 : الوداد - الرجاء : 12 1986 : الوداد - الرجاء : 10 1987 : الوداد - الرجاء : 11 1988 : الوداد - الرجاء : 10 1989 : الوداد - الرجاء : 31 1990 : الوداد - الرجاء : 21 1991 : الوداد - الرجاء : 01 1992 : الوداد - الرجاء : 10 1993 : الوداد - الرجاء : 22 1994 : الوداد - الرجاء : 00 1995 : الوداد - الرجاء : 21 1996 : الوداد - الرجاء : 03 1997 : الوداد - الرجاء : 22 1998 : الوداد - الرجاء : 11 1999 : الوداد - الرجاء : 01 2000 : الوداد - الرجاء : 11 2001 : الوداد - الرجاء : 30 فوز الرجاء باعتراض 2002 : الوداد - الرجاء : 20 2003 : الوداد - الرجاء : 03 2004 : الوداد - الرجاء : 01 2005 : الوداد - الرجاء : 01 2006 : الوداد - الرجاء : 12 2007 : الوداد - الرجاء :11 2008: الوداد - الرجاء : 01 أقوال النسور محمد أولحاج: سنفوز على الوداد >لقاءات الديربي لها صبغة خاصة بها تختلف عن باقي المقابلات الأخرى بالدوري الوطني، وهو عرس كروي يعيشه سكان البيضاء خاصة والمغاربة عامة، وأنا محظوظ لكوني خضت حتى الساعة ثلاث ديربيات في انتظار المزيد، نحن مستعدون لهذا العرس وكلنا أمل في العودة بنتيجة الفوز بالرغم من قوة الخصم، ولدينا أسلحتنا التي سنستعملها لتجاوزه<· عبد الله جلايدي: سنحسب ألف حساب للوداد >الوداد فريق قوي ويحسب له ألف حساب، ويجب أخذ الحيطة والحذر والتركيز على مجريات اللقاء، وإن شاء الله النتيجة ستكون لصالحنا، فنحن حاليا تجاوزنا مرحلة الفراغ التي عشنها مع بداية الموسم وعدنا إلى سالف عهدنا وتصالحنا مع جماهيرنا، وبالنسبة لي لعبت ثلاث ديربيات مع النسور<· عمر النجاري: هذه مباراة الموسم >يعود أول ديربي لعبته إلى سنة 1993 وآخره سنة 2000، مثل هذه اللقاءات تتطلب تركيزا خاصا، فالذي يكون أكثر تركيز يمكنه الفوز، مباريات الديربي تبقى مباراة الموسم بالنسبة للفريقين، وكل طرف لا يرضى بالهزيمة، الوداد فريق كبير نتائجه منذ بداية الموسم لا تعرف استقرار يمكن أن يكون لها تأثير أمامنا، وإن شاء الله سنهدي الفوز للجماهيرالخضراء المتعطشة لمثل هذه الإنتصارات<· أقوال حمراء - عصام عدوة: أصعب ديربي في حياتي >لقد لعبت خمس ديربيات وكلها مرت بسلام، واعتبر ديربي هذا الموسم الأصعب في حياتي، نحن نواجه خصما قويا تجاوز أزمته بسلام واسترجع كامل عافيته، لكننا سنوقف زحفه ونلحق به الهزيمة، وإن شاء الله ستكون الإنطلاقة الحقيقية لفريق الوداد من هذا اللقاء<·