حظوظ الأسود وافرة للتأهل لمونديال 2010 المناداة علي للمنتخب المحلي تعزز حسن إنتقالي للرجاء تتعدد النجوم والنيازك الخضراء داخل القلعة الرجاوية التي لا ينضب معين مواهبها التي تربت وترعرعت داخل مدرسة النادي، أو القادمة من فرق وطنية أخرى تستجيب لأدق معايير الإنتماء للقلعة الخضراء ولأسلوب لعبها المتميز المبني على التمريرات البينية القصيرة والفرجة المرفوقة بالفعالية التي باتت تتطلبها كرة القدم الحديثة والعصرية، والتي تفتح الباب على مصراعه للمشاركة في مختلف الكؤوس والدوريات العربية والإفريقية والعالمية· ويعتبر الوافد الجديد عمر نجدي السوسي من طينة النسور النادرة التي تمكنت في فترة زمنية قصيرة أن تفرض وجودها وتستهوي عشاق فريق الرجاء الرياضي البيضاوي· وللإقتراب أكثر من هذا الفتى السوسي اليافع، ندعو قراءنا لمتابعة الحوار الذي أجريناه معه قبل الديربي البيضاوي الذي يحظى بمتابعة جماهيرية مكثفة تتجاوز كل الحدود وتفوق كل التوقعات· المنتخب: أول سؤال يطرح نفسه، هو كيف وجدت الأجواء داخل أسرة الرجاء؟ عمر نجدي: بسم الله الرحمان الرحيم، إسمحوا لي في البداية أن أشكر جريدتكم الرياضية على هذه الإستضافة، وعلى متابعاتها لكل الأحداث الرياضية·· أما بخصوص سؤالكم وبكل صراحة، فلم أجد في المكتب المسير للفريق وفعالياته إلا ما يثلج الصدر، كما أن العناصر الرجاوية رحبت بي وسهلت عملية تأقلمي مع الأجواء الرجاوية البيضاوية، وباختصار شديد وكما جاء في سؤالكم، لقد وجدت نفسي داخل أسرة متفهمة، متحابة ولا وجود لما يعرف بالتكثلات، بل الجميع يساهم في صنع الأفراح سواء كلاعب رسمي أو كبديل احتياطي يتنافس تنافسا بريئا من أجل إقناع الطاقم التقني للإعتماد عليه خلال المباريات الرسمية التي يلعب فيها الجمهور >اللاعب رقم 12<، وكم هو جميل ورائع وأنت تتفاهم وتتفاعل مع هذا الجمهور الذواق الذي لا يزيدك إلا إصرارا على بذل المزيد من المجهودات لتكون في مستوى طموحاته· المنتخب: على ذكر الجمهور، ما رأيك في الإحتجاجات والصفير الذي يرافق بعض المباريات التي يعجز فيها الفريق عن التسجيل أو تستقبل شباكه بعض الأهداف المبكرة، أو بالمرة لتوالي الهزائم؟ عمر نجدي: أولا الجمهور هو الرأسمال الحقيقي لأي فريق أو ناد، وهو ملح المباراة ومحركها الأساسي، وأشك بأن أي مستشهر لا يمكنه أن يتعاقد مع أي فريق بدون جمهور يؤثث فضاءات المدرجات المكشوفة والمغطاة، لهذا فهو يفرض علينا احترامه وتقدير موقفه وحبه الشديد لفريقه، لكن في المقابل لا أظن بأن الجمهور الحقيقي سيتمادى في احتجاجاته إلى حد التجريح والسب والشتم لسبب واحد ووحيد وهو أن هذه الإحتجاجات المبالغ فيها والتي تخرج عن نطاقها الرياضي تأتي دوما بنتائج عكسية، لأن اللاعب مهما كانت تجربته فهو قبل كل شيء إنسان، والإنسان ليس ملاكا معصوما من الأخطاء، وقد يحدث أن يضيع اللاعب فرصا حقيقية للتسجيل أو تسجل عليه أهدافا سهلة أو غير ذلك مما يتعارض ورغبة الفوز، لكن هل كان اللاعب يقصد ذلك؟ وهل كان يرغب في إغضاب جماهيره وعشاقه الذين يكنون له كل الإحترام؟ قطعا لا، وعلى الجمهور ألا يكون قاسيا في إحتجاجاته، وليعلم أن تجاوزه لبعض أخطاء لاعبيه وتشجيعه وتحفيزه لهم لمن شأنه أن يقوي عزيمتهم ويشحذ همهم لتجاوز الأخطاء والضغط النفسي الذي قد يلقي بظلاله على مردودية الفريق ككل· المنتخب: ألم تكن متخوفا من أن تستمر النتائج المتواضعة لفريق الرجاء وأنت قادم للبحث عن المزيد من الأضواء داخل القلعة الخضراء؟ عمر نجدي: أظن بأن الفرق الكبيرة لا تموت أبدا وإنما تظل شامخة، متحدية كل العواصف الهوجاء·· قد يحدث في جميع الأندية العالمية أن تعرف بعض فترات الفراغ والإستعصاء، لكن سرعان ما تعود إلى سالف عهدها مع النتائج الجيدة والسارة كذلك·· فريق الرجاء البيضاوي الذي يشهد له تاريخه بما حقق من إنجازات تاريخية وأنجب مواهب ساهمت بطريقة أو أخرى في تطوير اللعبة ببلادنا سواء كمسيرين أو لاعبين أو مؤطرين، وقد يضيق الحيز لسرد مجموعة من الأسماء التي سمعت أو قرأت عنها أو التي ما زالت تمارس وتقوم بواجبها الوطني في المجال الرياضي، وهو ما حدث لفريق الرجاء مع مستهل البطولة رغم الإستعداد الجيد والمعسكر الذي أقيم بأكادير مسقط رأسي· أما عن كوني قادم للبحث عن المزيد من الأضواء داخل فريق الرجاء، فهو مطلب ومسعى مشروع بحكم المكانة التي يحتلها الفريق داخل النسيج الكروي الوطني، وعلى إعتبار أن فريق الرجاء كان محطة مهمة وأساسية لمجموعة من اللاعبين ممن تألقوا في سماء الكرة الدولية، عبر بوابة المنتخب الوطني أو الإحتراف وتاريخ النادي يشهد بأن التألق ليس حكرا على من تدرج في كل فئات النادي الأخضر، والأمثلة هنا كثيرة ومتعددة·· إذن فلماذا لا أكون واحدا ممن أحسنوا اختيار الفريق والنادي الذي يساعدهم على التألق وبلوغ الأهداف المنشودة، وأظن بأننا اليوم نسير في الإتجاه الصحيح بعد تلك البداية المتعثرة· المنتخب: ألم يكن بإستطاعة فريق حسنية أكادير أن يستجيب لطموحاتك المستقبلية؟ عمر نجدي: بلى، فقد لعب فريق الحسنية دورا كبيرا في تكويني وصقل مواهبي عبر مختلف فئاته الصغرى، وعلى أيدي مؤطرين أكفاء ما زلت أكن لهم كل الحب والوفاء والإعتراف بالجميل، ولولاهم بعد الله لما سعى فريق الرجاء الفريق الكبير وصاحب الألقاب الوطنية والعربية والقارية أن يضمني رفقة زميلي يوسف أكناو إلى صفوفه وترسانته البشيرية، وإلتحاقي بالرجاء في حد ذاته هو مطمح واحد من بين المطامح الكثيرة التي أتوق لتحقيقها سيما وأنني مازلت في بداية مشواري الرياضي· المنتخب: إذا فأنت تريد أن تقول بأن انتقالك إلى الرجاء هو مجرد محطة قبل التحليق إلى عواليم أخرى أرحب؟ عمر نجدي: بكل تأكيد، لأن عددا كبيرا من الدوليين المغاربة والذين عانقوا عالم الإحتراف ودخلوه من أوسع أبوابه لعبوا لهذا الفريق العريق المعروف ليس على الصعيد العربي والإفريقي فقط، بل على الصعيد العالمي، وأنا عازم إن شاء الله أن أتألق رفقة الرجاء الذي تلعب من أجل الظفر إن شاء الله بأحد الألقاب، وبالتالي المشاركة في إحدى الدوريات العربية أو القارية، مشاركة ستفتح الباب على مصراعيه للتألق وطرق باب الإحتراف الذي هو أمنية كل لاعب طموح· المنتخب: وكيف إستقبلت خبر المناداة عليك لتعزيز صفوف المنتخب الوطني المحلي؟ عمر نجدي: لقد سعدت كثيرا لهذا الخبر الذي زكى حسن انتقالي من الحسنية الأم إلى القلعة الخضراء التي كانت فأل خير، ولا أظن بأن أي لاعب لا يسعى لامتشاق القميص الوطني والدفاع عن ألوانه وفي ذلك نكهة أخرى، بل واجب وطني يبيح لك اللعب بإسم المغاربة ونيابة عنهم جميعا، وسأضاعف من مجهوداتي أكثر لأضمن رسميتي في انتظار الإلتحاق بالفريق الأول الذي هو ليس حكرا على المحترفين فقط، بل هو مفتوح في وجه كل من إستطاع أن يقنع الإدارة التقنية الوطنية، سيما وأن السيدين روجي لومير وفتحي جمال يتابعان أسبوعيا لقاءات البطولة الوطنية· المنتخب: هل هذا يعني أنك لا تفكر في الإحتراف في الظرف الراهن؟ عمر نجدي: أنا الآن أركز على تطوير مؤهلاتي ومضاعفة مجهوداتي خلال الحصص التدريبية والمقابلات التي أخوضها رفقة الرجاء، لأنني كما سبق وأن أشرت، فالرجاء بوابة مناسبة نحو عالم الإحتراف واكتساب الشهرة، الجماهيرية على أوسع نطاق، كما حصل مع لاعبين سابقين قبلي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فعالم الإحتراف يضمن للاعب الإستقرار النفسي والمادي، بحيث أن حياة اللاعب كممارس هي قصيرة جدا وتفرض عليه حسن إستغلالها وإستثمارها· المنتخب: ما رأيك في المجموعة التي وقع فيها المنتخب الوطني الأول إلى جوار الكاميرون والطوغو تحديدا؟ عمر نجدي: هي فعلا مجموعة قوية من قوة منتخبنا الوطني، فعلينا ألا نستهين بعناصرنا الوطنية، وعلينا جميعا أن نؤازرهم ونحمسهم ونشحذ هيممهم على أنهم الأقوى، مع ضرورة عدم الإستهانة بأي منافس، فكل الفرق المؤهلة لهذه الأدوار هي منتخبات قوية، وتفرض أخذ كامل الحيطة والحذر منها، ودون إعطائها أكثر مما تستحق أو التهويل من قيمتها والتخويف من ملاقاتها، فالمنتخب الوطني يتوفر على لاعبين من المستوى الدولي، وعلى إدارة تقنية يشهد لها بالكفاءة، وبكل صراحة لا ينقصنا سوى الإنسجام التام والثقة التي بإمكان الجمهور وكل الفعاليات أن تزرعها في نفوس أسودنا وهي تنافس وتقارع خصومها لضمان ورقة التأهيل إلى نهائيات كأس إفريقيا والعالم، بل دعني أقول لكم بأن هذه المنتخبات المتواجدة بمجموعتنا هي التي تتخوف منا ومن إقصائنا لها، وعلينا أن نفكر بهذه الطريقة وبهذا المنطق الذي لن يجعلنا نتهاون أو نستصغر خصومنا أو ننقص من قيمتنا· المنتخب: لنعد مرة أخرى للحديث عن الرجاء الرياضي، ما تعليقك عن نتائج الفريق؟ وما السر وراء هذه الإنتفاضة؟ عمر نجدي: لقد سبق وأن قلت بأن الفرق الكبيرة لا تموت أبدا حتى ولو تعثرت لفترة زمنية معينة قد تطول أو تقصر، والرجاء البيضاوي وفرت له كل الظروف والإمكانيات المادية واللوجيستيكية ليكون في مستوى تطلعات قاعدته الجماهيرية الواسعة وطموحات كل فعالياته في حصد المزيد من الألقاب خلال الموسم الرياضي الحالي 2009/2008·· عاكست النتائج الأولية كل التوقعات ومني الفريق أمام الجيش المكلكي بهزيمة كانت حصتها بمثابة رجة قوية من الخناق أفاقت على إثرها الرجاء من غفوتها وغفلتها رغم كل ما كان يقوم به الطاقم التقني والطبي والإداري من مجهودات أعطت أكلها بعد هذا التعثر وهذه الكبوة التي لم تطل كثيرا على كل حال· أما السر، فليس هناك سر يذكر غير المثابرة والجدية وتطبيق التعليمات والخطط التقنية والتكتيكية لكل مباراة· المنتخب: وأي خطة أو أي وصفة تكتيكية سيعدها جوزي روماو لهزم أشبال بادو الزاكي الذي يعرف قيمة المباريات الكلاسيكية بين الوداد والرجاء؟ عمر نجدي: بخصوص هذه المباراة الكلاسيكية، فأظن بأن روماو الذي سبق وأن أشرف على الإدارة التقنية للوداد يعرف ويقدر بدوره قيمة الديربي البيضاوي، وكلاعب رجاوي أخوض لأول مرة مباراة كلاسيكية بحجم الديربي الذي يستقطب أكبر نسبة جماهيرية تعرفها الملاعب الوطنية سأكون سعيدا إذا ما تم الإعتماد علي كعنصر أساسي داخل التشكيلة الرسمية، حتى أساهكم في خلق الفرجة، ولم لا تسجل أهداف ليدرج إسمي ضمن هدافي المباريات الكلاسيكية البيضاوية ، وبالتالي أزيد من ربط أواصر العلاقة المثينة التي أصبحت تربطني بجماهير الرجاء البيضاوي التي تحج إلى المركب بكل ألوان التشجيع· المنتخب: وكيف تتوقع سيناريو المباراة؟ عمر نجدي: ستكون مباراة قوية بين قطبين كرويين لهما من المؤهلات البشرية والتقنية ما يجعل المباراة عرسا رياضيا بامتياز، وتسود فيه الروح الرياضية العالية المطلوبة في كل المباريات حتى نساهم بدورنا كلاعبين من تجنب الشغب والدواعي والدوافع إليه، ولأنها في نهاية المطاف مباراة لا يخرج تنقيطها عن سائر المباريات· المنتخب: كلمة أخيرة عمر نجدي: أريد أن أتوجه بالشكر الجزيل من خلال منبركم الإعلامي هذا إلى الجمهور الرياضي لفريق حسنية أكادير الذي كان لا يبخل علي بتشجيعاته، كما أتوجه بالشكر إلى كل فعاليات الفريق متمنيا لهم مسيرة موفقة ، كما أريد أن أتقدم بخالص التشكرات للجمهور الرجاوي وكل فعالياته التي سهلت عملية تأقلمي السريع مع الأجواء العامة، وأتمنى أن أفوز رفقة الرجاء بإحدى الألقاب خلال الموسم الرياضي الجاري·