أجدد إعتذاري للوداديين اللقب جسر عبور نحو الأحلام الإفريقية كانت وما تزال مدرسة الرجاء المعروفة بالقلعة الخضراء مدرسة ولو بتوائمها وتعدد مواهب أبنائها الذين يتناسلون بشكل انسيابي، مع إتقانهم لفن اللعبة المستديرة بالفطرة، وكأن الأب الروحي للفريق المرحوم الأب جيكو قد غرس فيهم فن الإبداع وإمتاع الجماهير باللوحات الفنية على المستطيل الأخضر منذ الرعيل الأول مع حميد بهيج واعليوات وموسى وحمان وغاندي وبنيني وبيتشو، ومرورا بالمايسترو عبد المجيد الظلمي والسوادي وحمراوي ومستودع وبصير، ووصولا إلى أحفاد أولئك النجوم الذين حافظوا على الطابع المميز لمدرسة الشياطين الخضر كما كانوا يلقبون، مع تغيير بسيط فرضته ظروف الممارسة الحديثة، وهي البحث عن الألقاب للمشاركة في مختلف المنافسات العربية والقارية والدولية· ولعل من بين هؤلاء الأحفاد الذين يحاولون ربط الماضي المشرق بالحاضر الواعد، النجم الصاعد محسن متولي الذي يتألق مباراة بعد أخرى ويقرع باب المنتخب الوطني الأول بكل قوة رغم ثقل الأسماء المحترفة المشكلة للمنتخب الوطني·· ومع محسن متولي إذا سنحاول رفقة قرائنا الأعزاء سبْرَ أغوار هذا الحوار المتنوع الذي أجريناه معه·· المنتخب: في البداية، ما تعليقك على التحفظ الذي تقدم به فريق أولمبيك آسفي والجيش الملكي بشأن مشاركتك في المبارتين؟ محسن متولي: قبل الإجابة عن هذا السؤال، إسمحوا لي أن أستغل مرة أخرى منبركم الإعلامي هذا لأتقدم باعتذاري إلى كل الوداديين أينما كانوا على ما بدر مني في حالة هستيرية ولا شعورية، وأتمنى من كل قلبي أن يغفروا لي هذا الخطأ الذي لن يتكرر أبدا مهما تعرضت للإستفزاز، والجمهور الودادي هو رديف وشقيق للجمهور الرجاوي، وكلاهما يقومان بدور كبير في تحفيز اللاعبين وخلق الفرجة سواء بالمدرجات أو على المستطيل الأخضر، ولا يمكن لأي بيضاوي أن يتصور وداد بدون جمهور أو رجاء بدون مشجعيها، ومن هذا المنطلق ما عانيته من آلام نفسية وتأنيب الضمير، أطلب العفو والسماح من كل الوداديين الشرفاء المعروفين بروحهم الرياضية العالية· أما بخصوص تعليقي على التحفظ الذي تقدم به فريقا أولمبيك آسفي والجيش الملكي بشأن مشاركتي لزملائي في المبارتين اللتين إنهزما فيهما أمام الرجاء، فمن حقهما على اعتبار أن المشرع أو قوانين اللعبة تسمح بذلك لربح اللقاء بالقلم بدل القدم، وهو حق مشروع، وبالرغم من خلو تقرير الحكم وكذا مندوب المباراة من أي إشارة أو تلميح ضدي، فقد بادر المكتب المسير لفريق الرجاء لتوقيفي عن اللعب والممارسة إلى أجل غير مسمى لما بدر مني من تصرف >لارياضي< حتى وإن ندمت بعده مباشرة، خصوصا بعد نهاية المباراة وعودتي إلى البيت، ثم عندما زكت اللجنة التأديبية قرار فريقي، أي عندما أقرت هذه اللجينة المنبثقة عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بأنني لاعب مُدان، في وقت كنت أسعى فيه جادا لإقناع الناخب الوطني بمؤهلاتي، وشتان ما بين تزكية الإدانة والإقناع! وقد كان الدرس بليغا بالنسبة لي حتى وإن تحدد التوقيف في ما بعد في ثلاث مباريات، ومن غير ذلك، فقد كان فوز زملائي فوزا بينا أداء ونتيجة سواء على الأولمبيك أو الجيش الملكي وباعتراف الناخب الوطني الأسبق ومدرب الجيش الحالي السيد امحمد فاخر· المنتخب: هل كان بإمكان الرجاء أن يفوز لو لم يُشرك محسن متولي في اللقاءين؟ محسن متولي: أظن بأن نتائج الرجاء لا تتوقف على لاعب واحد، بدليل أن كرسي البدلاء يعج بالمواهب وبلاعبين مهرة، وكلما تمَّ إقحام أحدهم حسب الخطط التقنية والتكتيكية للمدرب إلا وأعطى الإضافة المطلوبة وأثبت علو كعبه، فكم من نجم لعب للفريق قبل أن يحلق عاليا في سماء الإحتراف، لكن دون أن يؤثر رحيله أو إحترافه في الأداء الجماعي للفريق·· بالأمس القريب بات سفيان العلودي هداف الفريق بامتياز، وقبله أبوشروان وقبلهما صلاح الدين بصير·· واحترف العميد عبد اللطيف اجريندو بالخليج ثم عاد لعمادته لمسايرة الفريق في تألقه·· صحيح أن السنة الماضية لم نظهر بشكل لافت، بل وتميزت بعض مبارياتنا بالتواضع، لكن الرجاء هذه السنة في مستوى كل الطموحات، ونراهن على لقب البطولة الذي سيفتح لنا باب المشاركة الإفريقية والعربية، وبالتالي باب التألق والإحتراف لتحسين الوضعية الإجتماعية· المنتخب: هل تريد أن تقول لنا بأن لقب البطولة محسوم فيه مسبقا؟ وأنه بات من نصيب الرجاء؟ محسن متولي: أبدا، لم أقل هذا فلقب هذه البطولة سيظل معلقا ومحط صراع مجموعة من الفرق الوطنية الكبيرة والقوية التي تمتلك ترسانة بشرية مهمة قادرة على مواصلة التنافس بنفس الحماس والعزيمة والإمكانات التقنية والبدنية كالدفاع الحسني الجديدي والجيش الملكي والوداد البيضاوي، لكن ما أريد أن أؤكده في هذا الصدد هو أن كل الفعاليات الرجاوية بمن فيهم اللاعبون يراهنون على الفوز باللقب في ظل الإنسجام الكبير الحاصل بيننا، وفي ظل هذه المعنويات العالية التي نتمتع بها بعد هذه السلسلة من النتائج الإيجابية سواء داخل الملعب أوخارجه·· وقد ضيعنا فوزا مستحقا والعودة بثلاث نقط من تطوان لولا سوء أرضية الملعب التي حالت دون تسجيلنا لأكثر من هدف·· أما مبارتنا ضد الجيش الملكي فقد كانت قمة بكل المواصفات، واستعرضنا فيها عضلاتنا وتقنياتنا الفردية والجماعية التي زكت فوزنا المستحق على فريق عسكري هزمنا في مباراة الذهاب برباعية غاشمة أيقظتنا من غفوتنا وزرعت فينا حب التحدي وعدم الغرور، وها نحن اليوم نتصدر سبورة الترتيب العام، وسنعمل على الحفاظ على هذه المرتبة· المنتخب: كيف يتم تأقلم اللاعبين الجدد مع هذه الطريقة السريعة داخل فريق الرجاء الذي يتميز بطابعه الخاص؟ محسن متولي: أولاً نحن داخل الرجاء نعيش أجواء العائلة الواحدة، أو كجسم واحد إذا اشتكى منه عضو واحد تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وبمجرد ما يلتحق بنا أي لاعب نرحب به وتهيئُ له كل الأجواء وسبل التألق، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فالرجاء البيضاوي يضم مكتبه المسير مجموعة من التقنيين الذين يجيدون حسن اختيار الطيور الناذرة والسريعة التأقلم، أي أن مكتب الرجاء غالبا ما يصيب في انتداباته، ولكم أن تعلقوا على معظم اللاعبين الذين عززوا صفوف الخضراء بدءا من مولاي عبد الله الجلايدي وسيري ديا وسانغور وعمر نجدي وأكناو وغيرهم ممن يشكلون قطع غيار نادرة وثمينة· المنتخب: وأي دور للمدرب جوزي روماو في كل هذا؟ محسن متولي: هو القائد ومايسترو الفرقة الموسيقية· أظن بأن عمله واضح للعيان، كانت البداية متعثرة رغم الإنطلاقة المبكرة في الإستعدادات، لكن رجاحة عقل المكتب المسير وعدم تسرعه في إقالته من مهامه أعطت أُكلها بعد توالي الدورات·· هو مدرب من طينة المدربين الكبار، تتنوع خططه التكتيكية وتتعدد بتعدد خصومه، فهو يستهل كل أسبوع تقريبا بخطة جديدة وتكتيك مخالف لسابقه يفرضه خصمه الجديد·· وقد يستعين في ذلك على أشرطة لخصومه وما يعرفه عنهم عندما أشرف على تدريب الوداد البيضاوي، وعلى ما يستقيه من مساعده السيد رضوان حجري الذي يملك بدوره عدة مؤهلات تجعل منه خير مساعد لروماو سواء من حيث اللغة أو الأهلية التقنية، إذ أنهما يتكاملان ويكملان بعضها البعض، سيما إذا أضفنا إليهما العمل الجبار الذي يقوم به المعد البدني وكذا مدرب حراس المرمى· أظن بأن السيد روماو هو الذي حدد المراكز التي يجب أن تتقوى أكثر، كما أنه هو الذي أشر في الأخير على اختيارات الطاقم التقني المساعد له·· شيء آخر يتميز به روماو وهو أنه يركز كثيرا على عدم استصغار الخصوم، ويعتبر كل المقابلات مهمة مع الرفع من معنوياتنا على أننا سنكون الأحسن إذا ما طبقنا تعليماته بطريقة حرفية، وأنه يتحمل في ذلك كل العواقب، وبطبيعة الحال فأداؤنا يتحسن دورة بعد أخرى· المنتخب: ما الفرق بين رجاء السنة الماضية ورجاء الموسم الرياضي الجاري؟ محسن متولي: أظن بأنه ليس هناك فرق كبير، خصوصا إذا قمنا بتبادل الموقع·· فرجاء السنة الماضية كان في طور إعداد وتأهيل مجموعة من العناصر الشابة التي تفتقر وتفتقد إلى الإحتكاك القوي بقسم الكبار بالرغم مما تمتلكه من موهبة وتقنيات فردية، مع الإشارة إلى العمل الذي قام به السيد إيف شاي رفقة مساعده السيد جمال السلامي· ورجاء هذا الموسم هو امتداد للموسم المنصرم رغم بعض التغييرات التي همت التشكيلة والإدارة التقنية، وباختصار شديد فرجاء اليوم هو تحصيل حاصل في ظل استمرار السياسة المتبعة من طرف المكتب المسير للنادي· المنتخب: وأي دور للجمهور في المسيرة الكروية لمتولي؟ محسن متولي: أولا أنا ما زلت في بداية المشوار، أما دور الجمهور فهو كبير جدا بغض النظر عما يتركه في خزينة الفريق من مداخيل مادية، ولكم أن تتصوروا مباراة في كرة القدم بين فريقين كبيرين وبدون جمهور أمام مدرجات فارغة! فمن سيحفز من؟ من سيهتف بتسجيل الهدف ويتفاعل مع القناطر الصغيرة وضربات المقص والتسديدات النصف هوائية؟ فالجمهور هو اللاعب النجم رقم 12 في كل المباريات الوطنية والدولية، واللاعب لا يلقب أو يدعى نجما إلا من طرف جمهور الفريق أو من يتابعه عن كثب، لذلك يجب أن يوضع الجمهور في منزلة عالية، سواء جمهور الفريق المحلي أو جمهور الفريق الخصم· المنتخب: هل تفكر في البحث عن جمهور آخر بدول خليجية أو أوروبية؟ محسن متولي: (مبتسما) حاليا أنا مع فريق الرجاء وسأستمر معه إلى نهاية الموسم، وربما إلى موسمين آخرين، صحيح أنه تقدمت لي ثلاثة عروض من أندية خليجية بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لكنني أحلتها جميعا على المكتب المسير وعلى السيد رشيد البوصيري حتى لا أسقط ضحية سوء اختيار الفريق أو عدم التحديد الدقيق والواضح لبنود العقد المحتمل توقيعه بين الطرفين، كما أظن بأن فوزنا بلقب بطولة هذا الموسم سيؤهلنا بكل تأكيد إلى المشاركة في عصبة الأبطال الإفريقية والتي ستفتح لنا الأبواب على مصراعيها من أجل الإحتراف، ولم لا اللعب للمنتخب الوطني المغربي الذي يبقى حلم أي لاعب· المنتخب: على ذكر المنتخب الوطني المغربي، ما هي حظوظه في هذه الإقصائيات المؤهلة لكأس العالم بجنوب إفريقيا؟ محسن متولي: صحيح أن زمن المنتخبات الصغيرة قد انتهى، لكن يجب في المقابل أن نثق في مؤهلات عناصرنا الوطنية، فمعظمهم يشكلون إحدى الدعامات الأساسية للفرق الأوروبية أو المحلية التي يلعبون لها، لهذا فحظوظنا جد وافرة للتأهل لهذا المونديال·· وكم أنا متعطش للإنضمام للتشكيلة الوطنية، وبالتالي الدفاع عن الألوان المغربية، وسيظل هذا الهاجس يطاردني ويدفعني إلى بذل المزيد من المجهودات لأكون في مستوى الطموحات· المنتخب: ألا تظن بأن منتخبات كثيرة قد تجاوزتنا لدخول أنديتها المحلية وتطبيقها لنظام الإحتراف كما فعلت شقيقتنا تونس؟ محسن متولي: صحيح أن تطبيق الإحتراف ينظم الممارسة أكثر، لكن لاعبينا المغاربة يتميزون بالتقنية والمهارات منذ نعومة أظافرهم، وبخصوص تونس والحديث هذه الأيام عن العقدة التونسية بالنسبة للكرة المغربية، فأنا شخصيا لا أومن بهذا الطرح حتى وأن تمّ إقصاء مجموعة من الفرق المغربية على يد نظيراتها التونسية التي كانت أكثر حظا ليس أكثر، وبهذه المناسبة أتمنى من كل قلبي أن يكون فريق الوداد البيضاوي خير سفير للكرة المغربية في دوري أبطال العرب، وعلينا جميعا أن نساند كل الفرق المغربية تمثل بلادنا في مختلف التظاهرات الرياضية· المنتخب: على ذكر الوداد البيضاوي، أظن بأنك لعبت لإحدى فئاته الصغرى قبل أن تلتحق بمدرسة الرجاء؟ محسن متولي: نعم، لقد تدربت رفقة إحدى الفرق الصغرى للوداد لمدة أربعة أشهر تقريبا لأنقطع بعدها لمدة ليست بالقصيرة ثم أعود مرة أخرى، لكن ضمن الفئات الصغرى لمدرسة الرجاء البيضاوي، على إعتبار أن درب السلطان بكامل أحيائه هو أحد معاقل الجمهور الرجاوي، وكان من الطبيعي ألاَّ أكون نشازا في انتمائي للقلعة الحمراء والنسور الكاسرة تحلق حولي وتكاد تحجب الأفق البعيد بأجنحتها· المنتخب: من هو اللاعب المفضل لديك والذي يثوق لبلوغ نجوميته؟ محسن متولي: حتى وإن انقطع عن الممارسة الآن، فمازالت أحتفظ بمعظم أشرطة مبارياته وهو يحدث الفارق لفائدة فريقه أو منتخب بلاده، إنه الساحر الأرجنتيني دييغو مارادونا· المنتخب: وما هي المباراة التي ما تزال عالقة بذهنك لما أبليت فيه رفقة زملائك من بلاء حسن؟ محسن متولي: هما في الحقيقة مبارتان وليست واحدة، الأولى ضد غريمنا التقليدي الوداد البيضاوي، والثانية ضد الجيش الملكي الذي لم يقو على مسايرة إيقاعنا المرتفع، وما رافق المبارتين معا من متابعة جماهيرية فرضت علينا الفوز والتألق· بطاقة متولي الإسم الكامل: محسن متولي تاريخ ومكان الإزدياد: 03031986 بالبيضاء الإسم والنسب: محسن متولي تاريخ ومكان الإزدياد: ثالث مارس 1986 الطول: 1.74 الوزن: 67 كلغ رقم الحذاء: 41 رقمه المفضل: 5 مركز اللعب: وسط مهاجم النادي الحالي: الرجاء لعب لاتحاد تواركة: موسم 20042005·