حصل منبر Rue20.Com على تفاصيل مثيرة، تخص بلاغ إبتزاز الدولة الصادر عن ممثلين للوبي مدارس التعليم الخاص بالمغرب، للحصول على تعويضات مالية من صندوق التضامن ضد فيروس كورونا. و حمل البلاغ لغة إبتزازية للدولة والمجتمع وكافة المغاربة، دون إستحضار لا مشاعر المغاربة ولا مبادرات المٓلك محمد السادس بدعوة الجميع للتضامن ضد وباء يهدد الأمة، ليقوم هؤلاء بالهروب إلى الأمام للمطالبة بالتعويضات المالية، رغم كونهم يجنون المليارات سنوياً. وأثار هذا البلاغ غضباً عارماً في صفوف المغاربة، الذين طالبوا الدولة المغربية للتدخل بحزم وسحب كافة تراخيص المدارس المنضوية تحت لواء الموقعين على هذه المراسلة فوراً مع ترتيب الجزاءات القانونية في حقهم، بالنظر إلى الأسلوب الابتزازي للدولة في وقت الأزمة. كما عبر الألاف من المغاربة عن استيائهم من إنعدام الوطنية لدى هؤلاء، بالمطالبة بالاستفادة بشكل مباشر من الأموال التي تبرع بها المغاربة لإنقاذ وطنهم، والجشع الذي دفعهم الى تدبيج هذا البلاغ الذي يحمل كافة أدلة الجريمة في حق الوطن غير الوقت الذي كان الجميع ينتظر منهم مبادرات تعليم أبناء المغاربة مجاناً في هذه المحنة التي يمر بها الوطن. القاضي السابق والمحامي ‘محمد الهيني' وصف بلاغ المدارس الخاصة، بالخيانة. وكتب ‘الهيني' في تدوينة له على الفيسبوك : "بيان رابطة التعليم الخاص بيان خيانة لكل جهود الدولة والمجتمع في محاربة وباء الكورونا …للشجع عنوان واحد هؤلاء لا علاقة لهم بالتربية والتعليم هؤلاء شناقة". من جهته، عبر الباحث الجامعي ‘عمر الشرقاوي' عن استيائه في تدوينة له، عقب اطلاعه على هذا البلاغ. الى ذلك، استغرب الأستاذ الجامعي ‘منار اسليمي' من الجشع الذي أظهره هؤلاء، معتبراً أن المغاربة كانوار ينتظرون من المدارس الخاصة أن تتخذ قرارات مواطنة لتدريس أبناء المغاربة مجاناً، بينما سارعت الى المطالبة بالمال. و يتعلق الأمر بقيادات بحزب ‘العدالة والتنمية'، على رأسهم ‘رابطة التعليم الخاص بالمغرب' التي ظل يقودها ‘عبد الهادي زويتن' القيادي بحزب ‘العدالة والتنمية' والصديق الحميم لعبد الاله بنكيران رئيس الحكومة السابق بل أحد الممولين لحملات بنكيران الانتخابية بمدينة سلا، وهو ليس سوى شقيق محمد ازويتن البرلماني السابق عن مدينة سلا، والذي كان الثاني في لائحة عبد الالاه بن كيران في انتخابات 2011. كما شغل شقيق رئيس هذه الرابطة التي وقعت بلاغ الابتزاز، مهمة منسق لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بحزب ‘العدالة والتنمية'، أي المُكلف بجمع التبرعات من رجال الاعمال لفائدة الحزب. الرابطة صاحبة البلاغ الابتزازي، يقودها حالياً عبد السلام ع.، وهو مقرب جداً من عبد الاله بنكيران، والذي شغل في نفس الوقت مهمة الكاتب العام السابق لذات الرابطة خلال ولاية ‘زويتن' وخير الرابطة التي يسيطر عليها قيادات الحزب الحاكم بحكم ملكية عشرات القيادات لمئات المدارس الخصوصية. الرئيس الحالي لرابطة التعليم الخاص بالمغرب التي أسسها إخوان بنكيران عام 1991، يرأس مجموعة من المؤسسات التعليمية الخاصة بالرباط تقدر بالعشرات. وتناسلت المدارس الخصوصية بالمغرب بشكل غير مسبوق في كل دول العالم، حيث ارتفع عدد المدارس الخصوصية باستثمارات ضخمة من بعض قيادات حزب ‘العدالة والتنمية'، منذ 2007 الى ما يزيد عن 2600 مدرسة خاصة ما يعني جني عشرات المليارات سنوياً. وسبق للوبي التعليم الخاص الذي يقوده قيادات الحزب الاسلامي، أن مارس إبتزاز سابق وعدة ضغوطات على وزارة التربية الوطنية ومديرية الضرائب، من أجل انتزاع عدة إمتيازات، وهي الضغوطات التي عرفت دعماً من برلمانيي ومنتخبي الحزب الاسلامي، حيث حصلت الرابطة على موافقة مؤسسة منتخبي حزب ‘العدالة والتنمية' للضغط على رؤساء مجالس الجماعات و مجالس العمالات والأقاليم، بحضور كل من نجيب بوليف و سعيد خيرون.