يشكل حضور التعاونيات والجمعيات النسائية في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، المنعقد في نسخته الخامسة بمكناس، إضافة متميزة لفعاليات هذا الموعد السنوي وفرصة لتسويق والتعريف بمنتجات هذه التجمعات الصغيرة وطنيا ودوليا. وقد خصصت لهذه التعاونيات والجمعيات القادمة من مختلف جهات المغرب ضمن قطب السوق، حيزا هاما في فضاء الملتقى أثث بأروقة شهدت منذ اليوم الأول من افتتاحها إقبالا كبيرا من طرف الزوار والعارضين، وحركة اقتصادية نشيطة شكلت مناسبة لأعضائها للانفتاح على العالم الخارجي وعقد لقاءات وإبرام اتفاقيات مع أسواق جديدة. وتقول حبيبة عفيفي مسيرة لمجموعة تعاونيات ذات النفع الاقتصادي "لوزيما" بجماعة بني حذيفة بالحسيمة متخصصة في تسويق وتحويل اللوز، في تصريح لوكالة المغرب للأنباء، إن المجموعة فتحت المجال للنساء في الإقليم لتسويق منتوج يعتمدن في إعداده على وسائل بسيطة ويبعنه عبر الجمعية، معتبرة أن مثل هذه المبادرات ساعدت نساء كثر خاصة في العالم القروي بالإقليم على إيجاد فرص للشغل. وأبرزت أن المشاركة في المعرض، هي مناسبة هامة للتعرف على عارضين آخرين، وتطوير التجارب والبحث عن أسواق سواء في مناطق أخرى داخل المغرب أو في الخارج وتطوير مجال العمل، مشيرة إلى أن المجموعة ستوسع نشاطها في القريب عبر إحداث تعاونية نسائية لصنع الحلويات من مادة اللوز وذلك بفضل الأفكار والاقتراحات التي نسجتها في فضاء الملتقى. أما سمية القطيبي التقنية المسؤولة بجمعية المرأة القروية المتخصصة في النباتات الطبية والعطرية بحماميوش بجماعة الزينات بإقليم تطوان، فأكدت في تصريح مماثل أن الجمعية التي تأسست بدعم إسباني، وتضم 25 امرأة بالعالم القروي، تقوم بإنتاج وتحويل وتسويق هذه النباتات بالمغرب وخارجه، مضيفة أن النساء العضوات تلقين دورات تكوينية في الفلاحة وأصبحن ينتجن هذه النباتات الصيدلانية التي تزخر بها المنطقة في بقع أرضية خاصة بهن، فيما تساهم أخريات في تحويلها إلى مستحضرات التجميل وأنواع من الصابون بمساعدة تقنيين متخصصين. واعتبرت أن هذه الإستراتيجية حققت أهدافها، المتمثلة في تحسين وضعية المرأة القروية داخل النسيج الأسري، مؤكدة أن المعرض يشكل إضافة نوعية لعمل الجمعية خاصة وأنها تمكنت من الظفر بعقود واتفاقيات مع مؤسسات مغربية وأجنبية ومطاعم لتسويق منتوجها. أما بالنسبة لفاطمة ضبيع عضو جمعية منتدى البدائل- فرع السمارة، المتخصصة في إنتاج (الكسكس) بالقمح والشعير و(المخامس) و(الكوفة)، المنتوج الذي يدخل ضمن مطبخ الأقاليم الصحراوية، فأبرزت من جانبها أن الجمعية التي تأسست سنة 2005 فتحت مجالا للنساء للإسهام في تنمية المنطقة، مبرزة أن الجمعية المتفرعة عن جمعية دولية، تهدف أساسا إلى اعتماد مقاربة تشاركية في التنمية الاجتماعية من خلال الاهتمام أكثر بالنساء وتطوير كفاءاتهن والأخذ بعين الاعتبار خصوصيات ثقافة الجهة. وأوضحت في تصريح مماثل أن هذه الأهداف تشمل أيضا تنمية روح المبادرة لدى النساء وتمكينهن من تطوير قدراتهن الذاتية، عبر برامج محو الأمية والتكوين والتوعية، موضحة أن (الكسكس) الذي تسهر النساء على إنتاجه بالجمعية يسوق بشكل منظم ، ويحقق لهن دخلا قارا يساعدهن على مواجهة متطلبات الحياة. ومن ضمن التجارب المتميزة المتواجدة ضمن أروقة التعاونيات أيضا "جمعية سبو لتنمية المرأة الغرباوية" التي تضم في عضويتها 300 مستفيدة، والتي تأسست بدعم من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بمنطقة الغرب وتشتغل مع مجموعة من الجمعيات الموزعة على مختلف الدواوير، حيث تمكنت من خلق عدد من الأنشطة المدرة للدخل داخل البيوت كإعداد سبعة أنواع من (الكسكس) منها المخلوط بالأعشاب الطبية، وتقطير ماء الزهر والورد وإعداد "غاسول الشعر بالأعشاب" وتجفيف بعض المواد الغذائية وإعداد أنواع من مربى الخضر. واعتبرت نعيمة خلق الله رئيسة الجمعية أن المعرض منحها فرصة للتعريف بأنشطتها ومنتوجاتها ، حيث ستستفيد من مجفف آلي بقيمة 30 مليون سنتيم للرفع من الإنتاج، وذلك بفضل مجهودها في تحسين أوضاع المرأة القروية بتمويل من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، مشيرة إلى أن الجمعية التي تضم نساء أرامل ومطلقات وأخريات فقيرات، تمكنت من محاربة الفقر والتهميش وإعالة الأسر. وإن كان المعرض فرصة لعرض نماذج ناجحة في مجال النهوض بالاقتصاد الاجتماعي والمشاريع المدرة للدخل، الهادفة إلى محاربة الهشاشة وتنمية المرأة خاصة في العالم القروي، فإنه شكل بالمقابل مناسبة لأخريات للاطلاع على هذه التجارب وإبداء الرغبة في تأسيس مثيلاتها.