(من مبعوثي الوكالة) تعكس المشاركة الدولية الهامة في الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب انفتاح المملكة على التعاون مع دول أخرى وتدعيم وتثمين علاقاتها التجارية. وتشكل مشاركة 30 دولة تنتمي إلى مختلف القارات الخمس بعدا دوليا للمعرض ودليلا على أن هذا الموعد الاقتصادي السنوي الهام اكتسب مكانة هامة تنظيميا سواء في المغرب أو على المستوى الدولي. وتتميز هذه الدورة الخامسة، المنعقدة من 28 أبريل الجاري إلى 2 ماي المقبل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار "التنمية المستدامة"، بحضور وازن لدول لها تجربة كبيرة في المجال الفلاحي، يعتبر الملتقى بالنسبة إليها فرصة لإبراز خبرة راكمتها خلال عقود. ويشمل القطب الدولي، الذي يعد من بين الأقطاب التسعة التي يتضمنها المعرض، على العديد من المقاولات الأجنبية العاملة في القطاع الفلاحي ومجال الصناعة الغذائية والهيئات الدولية والمنظمات غير الحكومية، خصصت لها مساحة خمسة آلاف متر مربع بعدما كانت في الماضي تبلغ 2400 مترا مربعا. وتحضر في إطار الملتقى دول تشارك لأول مرة نظرا للسمعة الجيدة التي اكتسبها الملتقى على مر الدورات السابقة مثل كرواتيا التي تحضر عبر مشاركة 8 مقاولات تهتم بالأساس بالتكنولجيات والآلات الفلاحية وقطع الغيار الخاصة بمجالات الري وحرث الأراضي الزراعية، وهي تتطلع إلى أن تتموقع بشكل جيد في السوق الفلاحي المغربي. وأبرز ممثلو المقاولات الكرواتية التي تعرض منتوجاتها في جناح مقام على مساحة 185 متر مربع، لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العديد من الشركات الفلاحية المغربية عبرت عن استعدادها لاقتناء مختلف الآلات التي يتم عرضها في إطار فعاليات هذا الموعد الفلاحي الهام. أما الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تشارك للمرة الخامسة فتطمح إلى خلق فرص أمام الفاعلين المغاربة الأمريكيين من أجل تبادل المعلومات خاصة حول المبادرات الأمريكية في مجال تنمية الفلاحة الأمريكية، ووسائل تثمين لمنتوجات الفلاحية وآفاق دينامية التبادل التجاري بين المغرب والولاياتالمتحدة. وتشارك الولاياتالمتحدة في هذا المعرض من خلال ثلاث مؤسسات هي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومقاولة "تحدي الألفية" ووزارة الفلاحة الأمريكية. وفي هذا الصدد قال السيد عبد الرحيم بوعزة مدير البرامج بالوكالة الأمريكية للتنمية – فرع المغرب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا الحضور يروم خلق فضاء للالتقاء والتبادل بين الخبراء ورجال الأعمال الأمريكيين ونظرائهم المغاربة. وأضاف السيد بوعزة أن هذه المشاركة بجناح على مساحة 121 متر مربع تروم استعراض مختلف الأنشطة التمويلية للقطاع الفلاحي بالمغرب من خلال دعم مخطط المغرب الأخضر خاصة في مجال تثمين مياه الري بالجهة الشرقية وبجهة دعالة عبدة. واختيرت ألمانيا ضيف شرف هذه الدورة بتخصيص يوم كامل لها (يوم الخميس) تميز بعقد المنتدى المغربي-الألماني للمقاولين، وعرض تجربة هذا البلد في مجال تربية الأبقار، وتنظيم لقاءات بين فاعلين ورجال أعمال مهتمين بالمجال الفلاحي من كلا البلدين، فضلا عن التوقيع على اتفاقية تعاون في مجال السلامة الغذائية. وتؤكد ألمانيا، التي تشارك بوفد هام يضم رجال أعمال وممثلي عدد من المقاولات الألمانية، أنها تتوفر على إمكانيات هامة يمكن للمملكة أن تستفيد منها من أجل الرفع من إنتاجها الفلاحي خلال السنوات العشر المقبلة، وعلى الخصوص الإنتاج من الحبوب والحليب، لا سيما أن عدد رؤوس الأبقار التي جلبها المغرب من ألمانيا تضاعف خلال السنوات الأخيرة. كما يطمح المنظمون من خلال هذه المشاركة إلى استكشاف الميادين التي يمكن من خلالها تعزيز هذه العلاقات، في أفق تكثيف المبادلات التجارية بين البلدين. وتنظم أيضا في إطار الملتقى أيام أخرى لبعض البلدان منها فرنسا (يوم الجمعة) وأستراليا (يوم السبت) حيث من المنتظر أن يتم بحث إمكانيات إقامة علاقات تعاون معها في المجال الفلاحي بالنظر لقوة قطاعه الفلاحي مما يتيح فرصا واسعة للاستفادة من تجربته. وتعتبر أندونيسيا من الدول الإسلامية المهتمة بفعاليات الملتقى وبالتجربة المغربية التي راكمها في الميدان الفلاحي، حيث تطمح إلى التعريف بالعديد من المنتوجات الفلاحية خاصة على مستوى النباتات والأعشاب الطبية التي لها فائدة مهمة في علاج بعض الأمراض الحيوانية. وأكد مسؤول في رواق أندونيسيا، الذي يضم ست مقاولات، في تصريح مماثل، أن وفد بلاده يغتنم هذه المناسبة من أجل البحث عن مقاولات ورجال أعمال مغاربة لإبرام اتفاقيات وعقد شراكات بغية تسويق المنتوجات الفلاحية الاندونيسية في المغرب. يذكر أن الدورة الحالية للمعرض تتمحور حول تسعة أقطاب موضوعاتية، هي قطب الجهات الستة عشر للمملكة، وقطب المستثمرين والمؤسسات المساندة، وقطب المنتجات المحلية، وقطب السوق، وقطب المواشي، وقطب الآلات والمعدات الفلاحية، وقطب الطبيعة والحياة والبيئة، وقطب الفاعلين في عملية الإنتاج الفلاحي ومستلزمات الفلاحة، إضافة إلى القطب الدولي. ويسعى الملتقى، الذي تنظمه وزارة الفلاحة والصيد البحري وجمعية الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، إلى أن يكون واجهة فعلية لتسليط الضوء على تنوع وثراء الفلاحة المغربية والدولية، وفتح المجال لأزيد من 100 ألف فلاح مغربي للإطلاع على مختلف المعاملات التجارية والتجارب الأجنبية وآخر الابتكارات الصناعية الفلاحية، وفرص التصدير والاستثمار.