تم التوقيع اليوم الخميس بمكناس على اتفاقية تعاون بين المغرب وألمانيا في مجال السلامة الصحية للأغذية، وذلك في إطار فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب المنعقد من 28 أبريل الجاري إلى 2 ماي المقبل بالعاصمة الاسماعيلية، تحت شعار "التنمية المستدامة". وتهدف هذه الاتفاقية، التي وقعها وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش ونائب وزيرة الأغذية والفلاحة وحماية المستهلكين الألمانية السيد غيرد مولر، إلى وضع إطار للتعاون الثنائي يؤسس لشراكة طويلة المدى في مجال حماية صحة المستهلكين وإثراء المستوى المعرفي في مجال السلامة الصحية للأغذية. كما تنص الاتفاقية، التي تهم التعاون بين المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالمغرب والمكتب الفدرالي لحماية المستهلكين والسلامة الصحية للأغذية بألمانيا، على التبادل المستمر بين الطرفين من أجل التعرف بشكل أفضل على الهياكل وأساليب عمل كل منهما، وكذا مناقشة القضايا الراهنة وخاصة تلك المتعلقة بالسلامة الصحية للأغذية وحماية النباتات والترخيص للأدوية والمستلزمات البيطرية والمبيدات الزراعية. وبموجب هذه الاتفاقية يقوم الطرفان، على الخصوص، بتبادل المعلومات حول السلامة الصحية للأغذية وحماية النباتات والأدوية وتدبير المخاطر على امتداد السلسلة الغذائية والمخاطر المرتبطة بتجارة المنتجات بين البلدين. وأكد السيد أخنوش ، في كلمة بالمناسبة ، أن هذه الاتفاقية تجسد الرغبة الكبيرة للبلدين في تعزيز وتقوية علاقاتهما في المجال الفلاحي وتعميق الشراكة بين المؤسسات والمهنيين في كلا البلدين. واعتبر أن حضور وفد ألماني هام للمشاركة في فعاليات الدورة الخامسة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب يشكل دليلا على الاهتمام الذي توليه ألمانيا للقطاع الفلاحي المغربي الذي دخل في دينامية جديدة، وذلك بفضل مخطط المغرب الأخضر. كما عدد الوزير مختلف فرص الاستثمار "الحقيقية والمتنوعة" والتعاون في مجال الفلاحة التي توفرها المملكة، مؤكدا أن المغرب يهتم، على الخصوص، بالمشاريع التي تندرج في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر المرتبطة بالفلاحة التضامنية. من جهته، عبر السيد مولر عن استعداد بلاده للمساهمة في الدينامية التي يعرفها القطاع الفلاحي بالمغرب، من خلال التكنولوجيات الفلاحية ووضع تجربتها وخبرتها في هذا المجال رهن إشارة المغرب. وأشار السيد مولر إلى أن ألمانيا، من خلال مشاركة وفد هام يضم أساسا رجال أعمال وممثلي عدد من المقاولات الألمانية، تطمح إلى مضاعفة الحجم الحالي للمبادلات التجارية بين البلدين، بثلاث مرات في غضون السنوات المقبلة. وتميز هذا اليوم ، المخصص لألمانيا باعتبارها ضيف شرف الدورة الحالية للملتقى، بتقديم عرضين، الأول تناول السياسة التي ينهجها المغرب في مجال السلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وآخر حول التوجهات العامة لألمانيا في ميدان السلامة الصحية للمنتجات الفلاحية. وحسب إحصائيات نشرت بمناسبة تنظيم الدورة الخامسة للمعرض فإن المبادلات التجارية بين البلدين من منتوجات الصناعة الغذائية شهدت ارتفاعا مضطردا، حيث يميل الميزان التجاري حاليا لفائدة المغرب بنحو 36 مليون أورو. وقد ارتفعت صادرات المغرب إلى ألمانيا من الطماطم بنسبة 24 في المائة خلال السنة الماضية، في حين استوردت المملكة من هذا البلد 7 آلاف من رؤوس الأبقار. وتجدر الإشارة إلى هذا اليوم (يوم ألمانيا بالمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2010)، يتميز أيضا بعقد المنتدى المغربي-الألماني للمقاولين، وكذا بعرض تجربة هذا البلد في مجال تربية الأبقار، وتنظيم لقاءات بين فاعلين ورجال أعمال مهتمين بالمجال الفلاحي من كلا البلدين.