(من مبعوثي الوكالة) يسعى العديد من صغار الفلاحين الذين قدموا من مختلف جهات المملكة لزيارة الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب المقام حاليا بمكناس إلى الاستفادة المثلى من هذا الموعد الاقتصادي الهام لاقتناء الآلات المنخفضة الثمن. وقد أصبح هذا الملتقى (28 أبريل الجاري إلى 2 ماي المقبل) بالنسبة لصغار الفلاحين المغاربة، الذي حلوا بالعاصمة الاسماعيلية فرادى أو ضمن مجموعات، موعدا يدرج في أجندتهم السنوية الخاصة بالأنشطة الفلاحية التي يقومون بها. وتعرف هذه الدورة، التي تنعقد تحت شعار "التنمية المستدامة"، إقبالا كبيرا للفلاحين خاصة الصغار منهم الذين عبر بعضهم، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن عميق اقتناعهم بأن الملتقى بكل ما يحمله من جديد سيبقى مناسبة للالتقاء والاطلاع على تجارب المغاربة والأجانب في الميدان الفلاحي واقتناء الآلات المناسبة التي تعرض بهذه المناسبة. وفي هذا الصدد قال موحى وعلي، وهو فلاح من إقليمخنيفرة، إن الملتقى أتاح له فرصة البحث عن الآلات الفلاحية التي يحتاجها للأنشطة الزراعية التي يمارسها في الإقليم، مؤكدا أنه سيعمل على اقتناء آلات خاصة بإزالة الأحجار من الأرض التي يستصلحها حاليا من أجل الارتقاء بوضعه الاجتماعي. أما محمد أوعزيز، وهو فلاح من إقليمالخميسات، فأكد أن اهتمامه بالملتقى وحضور فعالياته يأتي لكونه يجمع مختلف المهنيين والفلاحين الصغار والكبار من مختلف جهات المملكة مما يمكنه من التعرف على كل النشاطات الفلاحية للمناطق دون أن ينتقل إليها. وأوضح أنه سيعمل خلال تواجده بالعاصمة الاسماعيلية على البحث عن آلات تناسب نشاطه الفلاحي لا سيما أن الملتقى يعرف تخفيضا ملحوظا في أثمنة الآلات الصغيرة، مشيرا إلى أن المقاولات والمؤسسات المشاركة تعرض منتوجاتها من الآلات والبذور بأثمنة مناسبة لصغار الفلاحين. من جانبه، أبرز مكيد بوعزة، فلاح من دائرة تيداس والماس، أن الملتقى، الذي يحضره للمرة الثانية على التوالي، أصبح بالنسبة إليه موعدا لا محيد عنه وأن زيارته مدرجة مسبقا ضمن الأنشطة السنوية التي لا ينبغي تجاوزها مهما كانت الظروف. ويأتي اهتمام هؤلاء الفلاحين الصغار باقتناء آلات صغيرة لكون الملتقى خصص قطبا للآلات الفلاحية والذي يوفر فضاء جيدا للآلات والمعدات الفلاحية الصغيرة والكبيرة التي تناسب مختلف الأعمال الفلاحية بالمغرب. وتعرض ضمن هذا القطب المعدات والتجهيزات المخصصة لمجال الاستغلال الفلاحي، حيث يتم تقديم الآلات المختلفة بهدف الاستجابة لانتظارات الفلاحين سواء على مستوى المردودية أو الإنتاجية أو على مستوى تخفيض كلفة الإنتاج. وفي هذا الإطار، أبرز السيد بوسرغيني الشاذلي مسؤول بإحدى الشركات المتخصصة في معدات الري وسقي الأراضي الفلاحية أن صغار الفلاحين يقبلون بشكل كبير على اقتناء المعدات التي تناسب سقي أراضيهم الصغيرة وكذا شراء تلك المتعلقة بصرف المياه. وأكد أن صغار الفلاحين، الذين لا يتوفرون على الموارد الضرورة للحصول على المعدات الباهضة الثمن، يعمدون إلى شرائها عبر التعاونيات والتجمعات الفلاحية. أما السيد عبد الله الشطيبي مسؤول بأحد الأجنحة الخاصة بالآلات الفلاحية، فأكد أن صغار الفلاحين هم الأكثر إقبالا على شراء الآلات الفلاحية وعلى الخصوص الصغيرة منها. وعزا السيد الشطيبي السبب إلى الأثمنة المناسبة التي تطرحها المقاولات المشاركة ضمن قطب الآلات الفلاحية، مشيرا إلى أنه مع مرور الدورات بدأ الملتقى يعرف تواجدا مهما لصغار الفلاحين الذين لهم دور كبير في تحقيق رواج هام للملتقى. ويعتبر قطب الآلات الفلاحية ضمن الأقطاب الموضوعاتية التسعة التي يتضمنها الملتقى والمتعلقة بقطب الجهات الستة عشر للمملكة، وقطب المستثمرين والمؤسسات المساندة، وقطب المنتجات المحلية، وقطب السوق، وقطب المواشي، وقطب الطبيعة والحياة والبيئة، وقطب الفاعلين في عملية الإنتاج الفلاحي ومستلزمات الفلاحة، والقطب الدولي، إضافة إلى قطب الآلات والمعدات الفلاحية. ويسعى الملتقى، الذي تنظمه وزارة الفلاحة والصيد البحري وجمعية الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، إلى أن يكون واجهة فعلية لتسليط الضوء على تنوع وثراء الفلاحة المغربية والدولية، وفتح المجال لأزيد من 100 ألف فلاح مغربي للإطلاع على مختلف المعاملات التجارية والتجارب الأجنبية وآخر الابتكارات الصناعية الفلاحية، وفرص التصدير والاستثمار.