تشك قوات الحرس المدني الإسباني، بمدينة سبتة المغربية المحتلة، في وجود 60 مهاجرا سريا إفريقيا من دول جنوب الصحراء، يختبئون في الأحراش المحيطة بالمدينة، وبالضبط في بلدة "بليونش" ريثما تواتيهم الفرصة للقيام بمغامرة اختراق السياج الحدودي والدخول إلى سبتة. ويأمل المهاجرون الأفارقة في تكرار المحاولة المثيرة التي قام بها حوالي 600 منهم عام 2005 حينما هجموا بقوة وعنف على السياج الحدودي، مستعملين ما حملت أيديهم لتقطيع الأسلاك الشائكة وتحطيم الأعمدة الحاملة لها. ويبلغ طول السياج المكون من الأسلاك المسننة والمتشابكة 6 أمتار، ويمتد على طول 8.6 مترا على الجانب الإسباني من الحدود البرية المصطنعة. إلى ذلك ، وفي نفس السياق، تعتقد منظمة غير حكومية، أن ما بين 500 و600 مهاجر سري ، يقيمون بصفة غير قانونية في مدينة طنجة المغربية، إلى جانب مركز تجمع آخر للمهاجرين أقل كثافة يوجد بمدينة تطوان الواقعة بين سبتة وطنجة. يذكر أن السلطات الإسبانية، اعترفت أكثر من مرة، ومنذ الأحداث المأساوية التي وقعت على حدود سبتة عام 2005 بتراجع معدل الهجرة السرية نتيجة التنسيق الأمني مع المغرب، لدرجة أن مركز الإيواء المؤقت في مدينة سبتة، أصبحت به أماكن فارغة، بينما عجز في الماضي عن استيعاب الأعداد المتكاثرة من المهاجرين الذين تعتقلهم السلطات الإسبانية في سبتة وهم يهمون بمغادرتها نحو البر الإسباني. ويبدو أن الأزمة التي الاقتصادية التي تمر بها أوروبا منذ العام الماضي، ساهمت، من جهتها، إلى حد كبير في تقليص عدد المهاجرين الوافدين على أوروبا من مداخل عدة. يشار في هذا الصدد الى أن السلطات الجزائرية من جانبها اقتنعت بأخطار الهجرة السرية، حيث لم تكن حازمة في الماضي بخصوص التصدي لقوافل الأفارقة القادمين لعبور صحرائها في اتجاه الحدود الشرقيةوالجنوبية للمغرب. ولم تلجأ السلطات الجزائرية إلى الحسم والحزم إلا بعد ما توفرت لها الدلائل من كون الشبكات الإرهابية وعصابات المهربين، يستغلون بؤس المهاجرين السريين، ويستخدمونهم في مهام بغيضة. وفي تطور جديد ومثير، أعلنت مصادر تابعة لقوات الحرس المدني، يوم الجمعة، في مليلية المحتلة، أنها ألقت القبض على عناصر شبكة متخصصة في سرقة السيارات وتهريب المهاجرين السريين الأفارقة عبر الحدود الفاصلة بين المدينة والتراب المغربي، مقابل مبالغ مالية. وذكرت ذات المصادر أن العصابة تتشكل من عدة عناصر بينها المغاربة والإسبان، لكن الغريب في الأمر أن خمسة بينهم يعملون في خدمة الجيش الإسباني بحامية مليلية . ويوجد ضمن العسكريين الخمسة، المسؤول الرئيسي الثاني في العصابة.