أعلن الحرس المدني الإسباني الأربعاء 28 شاتبر 2005 أن نحو 500 من المهاجرين السريين من إفريقيا جنوب الصحراء قاموا الليلة ما قبل الماضية بمحاولة اقتحام جديدة للسياج الذي يحيط بمدينة مليلية المحتلة. وأوضح المصدر أن نحو مائة مهاجر سري تمكنوا بالفعل من الانسلال إلى المدينة بعد تمكنهم من عبور السياج حوالي الساعة العاشرة مساء. وفجر الثلاثاء 27 شاتبر تمكن نحو مائة مهاجر سري من إفريقيا جنوب الصحراء من الدخول إلى مدينة مليلية المحتلة عقب عملية اقتحام للسياج المحيط بالمدينة قام بها حوالي 500 شخص. وقد خلفت عملية الاقتحام الأولى 18 جريحا، من بينهم 10 من عناصر قوات الأمن الإسبانية. وقررت السلطات المحلية بمليلية المحتلة، أمام تزايد كثافة المهاجرين الأفارقة الراغبين في اقتحام السياج المعدني للمدينة، الذي بني عام 1998 تشديد المراقبة الأمنية حوله بزيادة عدد العناصر الأمنية الإسبانية بنحو أربعين عنصرا، بعد القرار الذي اتخذته في الأسبوع الماضي بزيادة علو السياج من أربعة إلى ستة أمتار للحيلولة دون تخطيه من قبل المهاجرين الأفارقة الذين يستخدمون في ذلك السلالم الخشبية. وشهد السياج المعدني الفاصل العديد من المحاولات لاختراقه في الأسابيع الأخيرة من قبل مهاجرين أفارقة وآسيويين، وقالت مصادر إسبانية إن عدد هؤلاء المهاجرين تزايد بشكل ملحوظ خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث ارتفع من 12 ألفا و337 عام 2002 إلى 26 ألفا 368 عام 2003 ليصل إلى 55 ألفا و645 في العام الماضي. وقد احتجت عدة جمعيات حقوقية في المغرب وإسبانيا على لجوء الحكومة المحلية في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية إلى الإجراءات الأمنية في التصدي للمهاجرين، وعبرت جمعية استقبال في إقليم الأندلس والشبكة المكونة من عدد من الجمعيات في شمال المغرب في رسالة وجهتاها أول أمس إلى رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث زباثيرو عن استيائهما إزاء تعامل الحكومتين المحليتين في المدينتين المغربيتين المحتلتين مع قضية الهجرة، وطالبت بالاهتمام بحقوق الإنسان في معاملة المهاجرين، كما استنكرت الرسالة المشتركة تعامل أفراد الحرس المدني الإسباني مع هؤلاء المهاجرين واستعمال «أساليب غير شرعية لا تتناسب والقانون الدولي».