أوقفت قوات الأمن المغربية في غابة أفرا، قرب مدينة الناظور، 22 مرشحا للهجرة السرية من دول جنوب الصحراء، بعد عمليات تمشيط بالغابة. على بعد 20 كيلومترا غرب الناظور ليصل عدد الموقوفين، في ظرف يومين، إلى 100 مرشح للهجرة السرية، إذ جرى إيقاف 78 مهاجرا سريا، يوم الأحد الماضي، عند محاولتهم اقتحام المركز الحدودي (باب مليلية) عنوة، وهو الحدث الذي جعل المغرب وإسبانيا يرفعان حالة التأهب بالمراكز الحدودية تحسبا لمحاولات اقتحام أخرى. وينتمي الموقوفون إلى جنسيات إفريقية مختلفة، استقروا بغابة أفرا، في انتظار الفرصة لولوج مدينة مليلية المحتلة سريا. وتمكنت قوات الأمن المغربية، في ظرف ستة أشهر، من إيقاف ألف و93 مهاجرا سريا، منهم 115 جزائريا، والباقي من دول جنوب الصحراء. وتزامنت حملة التمشيط الأخيرة مع عمليتي اقتحام المدينةالمحتلة من النقطة الحدودية بني انصار، فجر ومساء الأحد الماضي، حيث أوقفت القوات الأمنية المغربية 78 مهاجرا سريا من دول إفريقيا جنوب الصحراء. وكان عدد من المهاجرين السريين من جنوب الصحراء اقتحموا المركز الحدودي باب مليلية، مرتين، الأحد الماضي، الأولى في الفجر، والثانية في العاشرة مساء، في ما اعتبر الهجوم الأكبر من نوعه لمهاجرين أفارقة لاقتحام مدينة مليلية المحتلة، منذ سنتين، إذ حاول ما بين 60 و70 مهاجرا إفريقيا، مدججين بالعصي والحجارة، اقتحام النقطة الحدودية بني انصار، لولوج مدينة مليلية المحتلة، أوقف الأمن المغربي 30 مهاجرا منهم، في حين أوقف الحرس المدني الإسباني 28 آخرين، نجحوا في اجتياز بوابة المركز الحدودي. وكررت مجموعة جديدة، تتكون من 40 مهاجرا سريا من بلدان إفريقية جنوب الصحراء، المحاولة لاقتحام المركز الحدودي باب مليلية الناظور، مساء الأحد، حوالي العاشرة مساء، إلا أن قوات الأمن أوقفت 20 منهم، قبل أن يصلوا إلى المنطقة الجمركية، فيما لاذ الآخرون بالفرار. ويتخذ المهاجرون القادمون من بلدان جنوب الصحراء من غابات إقليمالناظور، الموزعة على مجموعة متباعدة من المناطق، مخبأ، حيث يعيشون في ظروف صعبة، أملا في تحقيق حلم الهجرة، عبر تجاوز الحاجز السلكي الفاصل بين مدينة مليلية والناظور. ويعتمدون في عيشهم على التسول، أو على مساعدات بعض السكان في تلك الغابات، فيما يضطر بعضهم للأكل من النفايات. وأكد بلاغ ل”جمعية الريف لحقوق الإنسان”، توصلت “المغربية” بنسخة منه، أن قوات الأمن المغربية نفذت حملة تمشيط “مفاجئة ومكثفة بمجموعة من المناطق القروية المحاذية لبلدية الناظور، أدت إلى اعتقال عدد من المهاجرين”. وتشهد الهجرة السرية نحو مدينة مليلية تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، ما جعل إقليمالناظور المحطة المؤدية إلى تحقيق حلم الهجرة لأفارقة وعرب وآسيويين. وانطلقت حملات التمشيط منذ سنة 2003، خاصة في غابات الإقليم، بحثا عن المهاجرين السريين الأجانب، وأسفرت عن إلقاء القبض على ألف و881 مهاجرا سريا في تلك السنة، و ألفين و758 مهاجرا سريا سنة 2004، و7 آلاف و749 مهاجرا سريا سنة 2005. وأكد تقرير سابق ل”جمعية الريف لحقوق الإنسان”، التي يرأسها شكيب الخياري، أن أصل المرشحين للهجرة لم يعد يقتصر دول إفريقية جنوب الصحراء، بل هناك أشخاص من 42 جنسية، بالإضافة إلى الأفارقة، وهناك آسيويون، من الهند وباكستان وأفغانستان، وعرب، من الجزائر وتونس. واعتبر التقرير أن الأفارقة كانوا يتجولون في أحياء الناظور بشكل عاد، يتسولون سكانها لتدبير حياتهم اليومية، في أفق الهجرة، قبل 25 يونيو 2005، عندما أقدمت مجموعة تتكون من حوالي 500 فرد من المهاجرين الأفارقة المتحدرين من بلدان جنوب الصحراء، على محاولة لتجاوز الحاجز السلكي الفاصل بين مدينة مليلية وإقليمالناظور، اختفى على إثرها هؤلاء المهاجرون عن الأنظار، ليستقروا في الغابات المجاورة للناظور