أوقف الدرك الملكي، يوم الأحد المنصرم، قاربا مطاطيا بمحركين، شمال غرب شاطئ السعيدية، وعلى متنه 37 مغربيا مرشحا للهجرة السرية. وأوضح بلاغ للدرك الملكي، يوم الأربعاء 20 يناير 2010 ، أن التحقيقات مكنت من إيقاف سبعة من أعضاء الشبكة المنظمة لعملية الهجرة السرية هذه، تمت إحالتهم على العدالة. وحسب المصدر ذاته، فإن البحث جار عن متورط آخر في هذه العملية تم تحديد هويته. وفي موضوع ذي صلة، أوقفت مصالح البحرية الملكية بمدينة الحسيمة الأسبوع الماضي 36 مرشحا للهجرة السرية ينتمون إلى دول جنوب الصحراء، كانوا على متن قارب مطاطي قرب سواحل الإقليم ويعتزمون الهجرة نحو جنوبإسبانيا. وأفاد مصدر أمني بأن هؤلاء المرشحين للهجرة السرية من جنسيات مختلفة، وتتراوح أعمارهم ما بين 20 و38 سنة، مضيفا أن القارب، الذي كان يقلهم نحو جنوبإسبانيا انطلق من منطقة رأس كيلاطي التابع لإقليم الناظور. وقد أحيل هؤلاء المهاجرون السريون على المصالح الأمنية لاستكمال البحث معهم قبل تقديمهم إلى العدالة. وفي السياق ذاته، سبق لدائرة الشرطة في جزر الكناري أن أشارت أن أعداد المهاجرين غير الشرعيين، ولا سيما الأفارقة، الواصلين إلى الأرخبيل الإسباني تراجعت في 2009 إلى أدنى مستوياتها منذ عشرة أعوام. وفي الإجمال، وصل 2242 مهاجرا إلى الأرخبيل في 2009 على متن زوارق بدائية من سواحل إفريقية، مقابل أكثر من تسعة آلاف مهاجر غير شرعي في 2008 ورقم قياسي من 31600 مهاجرا في 2006 حسب أ.ف.ب.ويعتبر هذا الرقم أدنى رقم منذ 1999 عندما وصل إلى جزر الكناري 2165 مهاجرا. من جهته، كان رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو قد رحب -حسب نفس المصدر-، بتراجع عدد المهاجرين غير الشرعيين الواصلين إلى إسبانيا إلى سبعة آلاف في 2009 مقابل 14 ألفا في ,2008 معتبرا أنه في صدد الانتصار في المعركة ضد الهجرة غير الشرعية.ونسب ثاباتيرو هذا الانخفاض الشامل إلى اتفاقيات التعاون المبرمة مع دول المنشأ في إفريقيا وإلى تعزيز وسائل مكافحة الهجرة غير الشرعية، وخصوصا عبر نشر القوة الأوروبية فرونتكس قبالة السواحل الإفريقية.ويقول الاختصاصيون أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي شهدتها إسبانيا مع أربعة ملايين عاطل عن العمل، أحبطت من جهة أخرى من عزيمة المهاجرين غير الشرعيين. وتعززت الهجرة غير الشرعية نحو اسبانيا بين 2005 و,2007 في حين كانت في اوج قفزتها الاقتصادية. يذكر أن المغرب تمكن سنة 2008 من تفكيك أزيد من140 شبكة إجرامية تنشط في مجال الهجرة السرية سنة 2008 فضلا عن إحباط أزيد من تسعة آلاف محاولة لتهريب البشر، في حين أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أنه تم خلال نفس الفترة اعتقال 11 ألفا و63 شخصا للاشتباه في علاقتهم مع شبكات الهجرة السرية.