نظّمت عدد من الشبكات والفعاليات الأمازيغية، صباح اليوم الأحد 20 أبريل، وقفة احتجاجية حاشدة بساحة باب الحد وسط العاصمة الرباط، تخليدًا لما يُعرف ب"الربيع الأمازيغي" في سنته 2975، وهو الموعد الرمزي الذي يستحضر فيه نشطاء الحركة الأمازيغية محطات النضال من أجل الاعتراف بالهوية واللغة والثقافة الأمازيغية بالمغرب. الوقفة التي شهدت حضورًا مكثفًا للأجهزة الأمنية، عرفت تطويقًا تامًا لساحة باب الحد من مختلف الجهات، ومنعت قوات الأمن المحتجين من تحويل وقفتهم إلى مسيرة نحو مقر البرلمان عبر شارع محمد الخامس، كما جرت العادة في عدد من المناسبات المماثلة. ورفع المتظاهرون شعارات قوية تندد بما وصفوه ب"التراجع الملموس" في تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، رغم التنصيص عليه في دستور 2011 والقوانين التنظيمية ذات الصلة. واعتبر المحتجون هذا التراجع "تهميشًا سياسيًا ومؤسساتيًا"، مستدلين بما وصفوه بالإقصاء المستمر في قطاعي التربية الوطنية والتعليم العالي، وعدم الترجمة الفعلية لالتزامات الدولة تجاه الأمازيغية. إلى جانب ذلك، حمل المحتجون مطالب ذات طابع اجتماعي وحقوقي، على رأسها المطالبة بإنهاء معاناة المتضررين من زلزال الحوز، الذين ما يزال بعضهم يعيش في خيام وسط المناطق الجبلية منذ أكثر من سنة ونصف، إضافة إلى مطلب إطلاق سراح المعتقلين على خلفية حراك الريف لسنة 2017، والذين يعتبرهم عدد من النشطاء رموزًا للاحتجاجات الاجتماعية المشروعة. الاحتجاجات التي حملت صبغة وحدوية على مستوى الشعارات والمطالب، لم تُخفِ انقسامًا في صفوف الحركة الأمازيغية بشأن مكان تخليد ذكرى الربيع الأمازيغي هذه السنة، حيث اختارت بعض المكونات تنظيم مسيرة موازية بمدينة مراكش، في وقت آثرت أخرى الاحتجاج من قلب العاصمة الإدارية الرباط، ما يعكس تباينًا في الرؤى والتنظيم، وإن اتفقت المطالب.