تمكنت قوات الأمن، التي تباشر حملات تمشيطية ضواحي مدينة الناظور، بحثا عن المهاجرين السريين.الذين اتخذوا من غابات الإقليم ملجأ لهم لتحين الفرصة لولوج مدينة مليلية المحتلة... تمكنت من اعتقال 35 مواطنا جزائريا مرشحين للهجرة غير الشرعية من بينهم ثمانية نساء و14 قاصرا، ليلة الثلاثاء الأربعاء... وجرى إيقاف هذه المجموعة الجديدة بمنطقتي سلوان والعروي جنوب غرب مدينة الناظور، بعد أن أوقفت قوات الأمن يوم الاثنين 22 مرشحا للهجرة من دول إفريقية جنوب الصحراء. وجاءت هذه الحملات التمشيطية على إثر هجوم مجموعة من المهاجرين السريين على النقطة الحدودية بني نصار وباب مليلية، فجر الأحد الماضي، في محاولة لدخول المدينة عنوة، وأوقفت قوات الأمن المغربية حينها 30 فردا، فيما أوقف الحرس المدني الإسباني 28 آخرين، استطاعوا دخول المدينةالمحتلة، وأوقفت القوات الأمنية المغربية مساء اليوم ذاته 48 مهاجرا سريا من دول إفريقية جنوب الصحراء، بعد محاولة ثانية لدخول مليلية بالقوة. وبلغ عدد الموقوفين منذ المحاولة الأولى لاقتحام المدينةالمحتلة مليلية 135 مرشحا للهجرة السرية، إذ جرى إيقاف 78 مهاجرا سريا، و22 يوم الاثنين بغابة أفرا، و35 أول أمس الثلاثاء وأمس الأربعاء. وتمكنت قوات الأمن المغربية، في ظرف ستة أشهر، من إيقاف ألف و130 مهاجرا سريا، منهم 137 جزائريا، والباقي من دول جنوب الصحراء. وكان عدد من المهاجرين السريين من جنوب الصحراء اقتحموا المركز الحدودي باب مليلية، مرتين، الأحد الماضي، الأولى في الفجر، والثانية في العاشرة مساء، في ما اعتبر الهجوم الأكبر من نوعه لمهاجرين أفارقة لاقتحام مدينة مليلية المحتلة، منذ سنتين، إذ حاول ما بين 60 و70 مهاجرا إفريقيا، مدججين بالعصي والحجارة، اقتحام النقطة الحدودية بني نصار، لولوج مدينة مليلية المحتلة. وكررت مجموعة جديدة، تتكون من 40 مهاجرا سريا من بلدان إفريقية جنوب الصحراء، المحاولة لاقتحام المركز الحدودي باب مليلية الناظور، مساء الأحد، حوالي العاشرة مساء، إلا أن قوات الأمن أوقفت 20 منهم، قبل أن يصلوا إلى المنطقة الجمركية، فيما لاذ الآخرون بالفرار. ويتخذ المهاجرون القادمون من بلدان جنوب الصحراء من غابات إقليمالناظور، الموزعة على مجموعة متباعدة من المناطق، مخبأ، حيث يعيشون في ظروف صعبة، أملا في تحقيق حلم الهجرة، عبر تجاوز الحاجز السلكي الفاصل بين مدينة مليلية والناظور. ويعتمدون في عيشهم على التسول، أو على مساعدات بعض السكان في تلك الغابات، فيما يضطر بعضهم للأكل من النفايات. وتشهد الهجرة السرية نحو مدينة مليلية تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، ما جعل إقليمالناظور المحطة المؤدية إلى تحقيق حلم الهجرة لأفارقة وعرب وآسيويين. وانطلقت حملات التمشيط منذ سنة 2003، خاصة في غابات الإقليم، بحثا عن المهاجرين السريين الأجانب، وأسفرت عن إلقاء القبض على ألف و881 مهاجرا سريا في تلك السنة، و ألفين و758 مهاجرا سريا سنة 2004، و7 آلاف و749 مهاجرا سريا سنة 2005. وكان الأفارقة المرشحون للهجرة يتجولون في أحياء الناظور بشكل عاد، يتسولون سكانها لتدبير حياتهم اليومية، في أفق الهجرة، قبل 25 يونيو 2005، عندما أقدمت مجموعة تتكون من حوالي 500 فرد من المهاجرين الأفارقة المتحدرين من بلدان جنوب الصحراء، على محاولة لتجاوز الحاجز السلكي الفاصل بين مدينة مليلية وإقليمالناظور، اختفى على إثرها هؤلاء المهاجرون عن الأنظار، ليستقروا في الغابات المجاورة للناظور.