مازالت عناصر البحرية الإسبانية والمغربية تبحث عن عدد من المهاجرين الأفارقة الذين حاولوا فجر يوم السبت الماضي التسلل من جزيرة ليلى إلى مدينة سبتة عبر زورق مطاطي كان يقل، وفق مصدر أمني مغربي، «أكثر من 59 مهاجرا سريا من بينهم نساء وأطفال». وإلى حدود اليوم ثبت غرق ثمانية مهاجرين أفارقة من السنغال ونيجيريا من بينهم رجل وسبع نساء من جنوب الصحراء، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و27 سنة أثناء محاولتهم التسلل بحرا عبر قارب مطاطي كان يقوده مهاجر إفريقي إلى سبتة، فيما ذكرت مصادر أمنية أن القارب كان يعتزم التوجه إلى شبه الجزيرة الإيبيرية قبل أن ينقلب في عرض البحر، قرب جزيرة ليلى المغربية، بعد 30 دقيقة عن انطلاقه من شاطئ قرية بليونش. وعادت مأساة المهاجرين الأفارقة مجددا إلى واجهة الأحداث، حيث يتواجد في الغابات المحيطة بقرية بليونش وجبل موسى العشرات منهم قي انتظار فرصة مواتية للهجرة إما عبر اجتياز السياج الحدودي الفاصل بين سبتة والفنيدق، مثلما حصل منذ أسبوع، حيث نجحت مهاجرتان إفريقيتان في الوصول إلى سبتة أو بحرا مثلما وقع مؤخرا للقارب الذي كان يقل الغرقى والناجين الأفارقة في محاولة يوم السبت الأخير. وقالت كارمين شاكون، وزيرة الدفاع الاسباني إن البحرية الإسبانية انضمت إلى جهود البحث عن عشرات المهاجرين الأفارقة المفقودين، فيما تم العثور على 11 شخصا أحياء حتى الآن. وذكرت وزيرة الدفاع الاسباني أن «كل حرس السواحل وكذلك القوات المسلحة الاسبانية يشاركون في هذا البحث المأساوي عن المهاجرين الأفارقة.» وكان المهاجرون الأفارقة ومعظمهم من نيجيريا قد أبلغوا بأنفسهم هاتفيا عن موقعهم بعد وقوع الفاجعة فجر يوم السبت حيث حلت طائرات هيليكوبتر، تابعة لمصالح البحرية الملكية المغربية، وزوارق تابعة للحرس المدني الإسباني بالمكان. ومشطت هذه القوات مسرح الحادث، لتعثر على 8 جثث، معظمها لنساء حوامل، من ضمنها جثة امرأة ألقى بها البحر على بعد بضع عشرات الأمتار عن شواطئ مدينة سبتة، فيما تمكنت عناصر البحرية الملكية، مرفقة بوحدات من الدرك الملكي، من إنقاذ بقية المهاجرين، الذين نقلوا إلى المستشفيات المغربية بكل من مدينة المضيق وطنجة. من جهتها قالت ناطقة باسم الحكومة الإسبانية المحلية في سبتة إن عشرة مهاجرين تم إنقاذهم، لكن ناطقا في الصليب الأحمر الإسباني اعتبر أنه من المبكر إعطاء رقم نهائي للضحايا. وشاركت مروحيات إسبانية ومغربية في عمليات البحث عن الزورق الذي غرق غير بعيد عن سبتة.