21 ديسمبر, 2015 - 03:45:00 دعا علماء ومفكرون، اليوم الاثنين 21 دجنبر، في ندوة دولية لمعالجة قضية التطرف بالعاصمة المغربية الرباط، إلى اعتماد المقاربة التربوية، والاقتصادية، والحقوقية، والأمنية ل"مواجهة التطرّف"،و محاربة أسبابه المتعلقة بارتفاع نسبة الفقر، والبطالة، والأمية، وغياب العدالة الاجتماعية، والديمقراطية، وحرية التعبير. جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للندوة، التي نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية (حكومية)، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية (مصر)، اليوم وغداً، بالرباط، تحت عنوان "في نقض أسس التطرف ومقولاته: مقاربات وتجارب". ودعا أحمد عبادي، رئيس الرابطة المحمدية لعلماء المغرب ، إلى "اعتماد المقاربة التربوية، والاقتصادية، والحقوقية، والأمنية لمواجهة التطرّف، إضافة إلى تكاتف جهود الدول العربية والإسلامية من أجل تحقيق نتائج ايجابية". وقال عبادي إن "المقاربة التربوية لا تتم بالأقسام والفصول الدراسية فقط، بل تتم أمام الألواح الالكترونية، والهواتف الذكية"، مضيفاً: "يجب توظيف الرسوم المتحركة والقصص من أجل تقوية الحس النقدي لدى النشء، والاستغناء عن التربية التي تعتمد استهلاك المعلومة فقط، بدل تحليلها". وأشار إلى "ضرورة انخراط العلماء لمواجهة التطرف، والعمل على تنظيم الفتاوى وعدم تركها لمن هب ودب"، معتبرًا أن "المؤسسات الدينية هي الملاذ والحصن لمحاربة التطرف". واعتبر أن "المؤسسات الدينية بالدول العربية والإسلامية، مدعوة من أجل مواجهة هذا التطرّف، خاصة و أن هذه الدول تتوفر على عدد كبير من العاملين في المجال الديني، حيث يبلغ عددهم في بلاده 150 ألف عامل في المجال ديني ، وفي مصر 280 ألف ، والسعودية 300 ألف ، وفي تونس 80 ألف ، بالإضافة إلى الدول الأخرى". بدوره دعا إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية بمصر، خلال الجلسة الافتتاحية، إلى "محاربة الأسباب التطرف المتعلقة بارتفاع نسبة الفقر، وزيادة البطالة، وارتفاع نسبة الأمية والجهل والشائعات والخرافات، و أسباب أخرى تتعلق بغياب العدالة الاجتماعية ، والديمقراطية، وحرية التعبير". واعتبر أن "مؤشرات العنف باسم الإسلام ارتفعت، والإسلام منها براء"، رافضاً "توظيف الجماعات المتطرفة للإسلام، أو أن يحملوا اسمه"، ومضيفاً أن "الإسلام أقر لغير المسلمين حقوقا، ووفر لهم الحق في العيش والكرامة دون تمييز". بدوره، قال محمد بلكبير، رئيس مركز الدراسات والأبحاث في القيم، التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، إن "تحليل الفكر المتطرف مدخل أساسي لمحاربته"، مؤكداً "ضرورة الاعتماد على علم الاجتماع لفهم ظاهرة التطرف ونقدها، لأن فهم العقل المتطرف خطوة أولى للعمل على محاربته".