دعا أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، إلى تفكيك مضامين خطاب التطرف، ونقض الأسس والمقولات التي يقوم عليها. وقال عبادي، الذي كان يتحدث قبل قليل، في افتتاح ندوة بعنوان "في نقض أسس التطرف ومقولاته مقاربات وتجارب"، تنظمها الرابطة المحمدية للعلماء، بتعاون مع مكتبة الإسكندرية بمصر، "إن خطاب التطرف يشهر جملة من الأحلام كالوحدة والصفاء والكرامة والخلاص.. فالمتطرفون يشهرون شعار الوحدة والخلافة الإسلامية، وكأن البدء بالشعارات وحده كاف لتحقيق الوحدة وتحقيق الخلافة، وإشهار كلمة خلافة أو خليفة سيأتي دون النظر إلى الأسس، التي يتأسس عليها ذلك"، يقول عبادي. وأضاف المتحدث أن المتطرفين يرفعون شعار الصفاء بما هو تنقية للدين والشريعة من البدع، "وكأن الأمر لا يتعلق إلا بقطع بعض الرؤوس لتحقيق الشريعة". أما الشعار الثالث الذي يرفعه المتطرفون، بحسب عبادي، فهو شعار الخلاص، حيث يزعمون أنهم الفرقة الناجية والمنصورة، والتي تملك سفينة نوح التي يجب أن يركبها من أراد لنفسه النجاة، مبرزا أن هذه الشعارات كلها تحتاج إلى إعادة استكشاف وتفكيك. وأضاف عبادي أن التفكيك الوظيفي وليس الفكري السجالي سيفضح دعاوى التطرف وتفنيدها وتبيان خطئها حتى يدرك ذلك المروجون لها أنفسهم أنها شعارات جوفاء، من قبيل "إذا لم تكن متزوجا تعالى أزوجك أتقى النساء، وإذا لم يكن لك عمل أو وظيفة، تعالى أجعلك وزيرا للدفاع في دولة الخلافة". عبادي أوضح أن خطاب التطرف يستحضر ما وصفها بعدد من الجراحات التي أصابت الأمة، من قبيل تآمر الغرب على العالم الإسلامي، وجبر الضرر جراء ما أصاب العالم الإسلامي في فترة الاستعمار من قتل ونهب للثروات، وما تقوم به إسرائيل من قتل وتشريد في فلسطين، فضلا عن المعايير المزدوجة للمنتظم الدولي، وإهانة المسلمين في وسائل الإعلام الغربية، ونهب الثروات وتزوير التاريخ والجغرافيا، وهو ما يفرض ضرورة انتفاضة المؤسسة الدينية لمواجهة هذه الأمور وإثارة الانتباه إليها، "فنحن هنا ليس لنقول هؤلاء بؤساء أو تعساء، نحن هنا لتفكيك الخطاب وظيفيا، وإن لم ندرك أن القضية هي قضية مضمونية بالأساس فإن القضية خاسرة من البداية". ونبه عبادي إلى ضرورة الاعتناء بالتربية، مشيرا إلى أن التربية الآن تتم أمام الألواح الالكترونية والهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية، مبرزا أن مفهوم التربية الآن ليس هو الشحن، بل فهم المعلومات وتوظيفها، وشحذ الحس النقدي، بدل الاستظهار والتلقين. ودعا المتحدث في ختام مداخلته إلى إعادة الاعتبار للأسرة والتأكيد على دورها في التربية، كما أكد على استحضار كافة المداخل لمحاربة التطرف، سواء عبر المدخل الحقوقي أو الأمني والتنموي والاقتصادي. وتعرف الندوة التي انطلقت صباح اليوم مشاركة عدد من الأساتذة والباحثين ينتمون للرابطة المحمدية للعلماء ومؤسسة الأزهر.