الخميس 05 شتنبر 2013م أكد موقع "ديبكا" أنها المرة الأولى منذ 8 سنوات التي يفي فيها الجيش المصري بالالتزامات التي أبرمها حسني مبارك عام 2005 إبان الانسحاب الأحادي من قطاع غزة، وذلك في إطار التعليق على قصف الجيش المصري لقريتي الثومة والمقاطعة. وزعم التقرير الذي نشره الموقع المقرب من الاستخبارات "الإسرائيلية" أول أمس (الثلاثاء) وترجمه الناشط السيناوي إسماعيل الإسكندراني أن الجيش المصري عمل على إستراتيجيتين متزامنتين منذ الإطاحة بمحمد مرسي للتضييق على من أسماهم "الإرهابيين" الذين يشكلون خطرًا على كل من مصر و"إسرائيل"؛ وهما: إقامة منطقة عازلة بطول 14 كلم هي حدود مصر مع غزة، وإقامة عشرات نقاط التفتيش التي تحد من وصول الإمداد البشري واللوجيستي. ووصف التقرير الذي نشر ظهر الثلاثاء بعنوان الضربة الجوية بأنها "دعم لحصار غزة"، واعتمد في معلومات على الرواية الأمنية الرسمية التي تفيد بمقتل وإصابة العشرات في العملية المذكورة. وربط التقرير الاستخباراتي الصهيوني بين الضربة الجوية وبين قيام الجيش المصري بهدم الأنفاق في رفح للتضييق على ما أسماها حرية الحركة للمسلحين من حماس ومن الجهاديين بين غزة والمنطقة الحدودية من شمال سيناء. واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الضربة الجوية كانت استباقًا من قبل الجيش الثاني الميداني بقيادة اللواء أحمد وصفي لما زعمه "ديبكا" من هجوم كبير كان المسلحون الجهاديون يستعدون له. يذكر أن المروحيات التابعة للجيش قصفت قريتي "الثومة" و"المقاطعة" جنوب مدينتي "الشيخ زويد" و"رفح" ظهر الثلاثاء. كما قام الجيش المصري حسب ما أكده شهود عيان بعملية هدم للمنازل في منطقة رفح المصرية من دون أن يدفع تعويضات لأهلها ويهددهم بالتهجير القسري؛ من أجل إقامة منطقة عازلة بموازاة الحدود مع قطاع غزة. وأكد أحد سكان رفح أن القائد العسكري أتى إلى حي «القنابزة» في زي مدني بعدما مرَّ على حيي البراهمة والشواعر ليمهلهم أسبوعًا قبل أن يبدأ الجيش بهدم المنازل الواقعة في شعاع 500 متر من الخط الحدودي الفاصل بين شطري رفح المصري والفلسطيني. وحول التعويض العادل الذي مُنح للسكان، أجاب باستخفاف: «كلكم لديه قصور من أرباح الأنفاق». وقد أجَّج نار الاحتقان في المدينة شروع قوات الجيش في هدم بعض منازل عائلة الشواعر، ما دفع قاطنيها إلى التهديد بتفجير أنابيب «البوتاغاز» المنزلية في أنفسهم وفي القوات إذا اقتربت. غير أن قائدًا عسكريًّا ميدانيًّا برتبة عميد تدخل واحتوى الموقف، مطمئنًا الأهالي بعدم التهجير ووقف الهدم. لكن طمأنة العميد لم يسر مفعولها سوى ليوم واحد، حيث استأنفت قوات الجيش هدم ثلاثة منازل ظهر الاثنين، وسط تأكيد الأهالي أن المنازل المهدومة لم يكن فيها أنفاق، وليس لأهلها الذين صاروا مشردين بديل. وبذلك يكون إجمالي المنازل المهدومة في رفح في غضون ثلاثة أسابيع تسعة منازل، تم تفجير بعضها وهدم الباقي بالجرافات.