يواصل سكان مدشر أم العلق اعتصامهم المفتوح الذي كانوا قد أعلنوا عنه منذ أزيد من شهر بجانب الطريق الوطنية رقم 12 الرابطة بين طاطا وبوزاكارن، في ظروف وُصفت بغير الإنسانية. وقال فاعلون بمدشر أم العلق التابع لبلدية اقا بإقليم طاطا إن حوالي 200 من نساء وأطفال وشيوخ المدشر نصبوا خياما بالمحاداة من الطريق الوطنية المذكورة، لإثارة انتباه المسؤولين إلى ما يعيشونه من "ظلم وحكرة" وما وصفه الفاعلون بتحالف السلطة الإقليمية في شخص عامل طاطا عبد الكبير طاحون مع لوبيات الفساد الانتخابي التي تُحكم سيطرتها على كل كبيرة وصغيرة مقابل ما توفره للمسؤولين من مصالح مادية وغيرها على حد تعبير المتحدثين أنفسهم. وقال عدد من المحتجين المشار إليهم أن كل ما يطالبون به هو السماح لهم باستثمار أموال صندوق جماعتهم السلالية في مشاريع تعود بالنفع على أبناء المدشر، خاصة الإسراع باقتناء حافلة للنقل المدرسي لمحاربة ظاهرة الهدر المدرسي التي منعت بنات أم العلق من متابعة دراستهم الإعدادية والثانوية، متهمين عامل طاطا ممثلة سلطة الوصاية على أراضي الجموع، بعرقلة المشروع بتواطئ مع رئيس المجلس الإقليمي والنائب البرلماني عن طاطا مصطفى تاضومانت ووالد المستشار البرلماني عن جهة كلميمالسمارة اللذان ينحدران من المدشر نفسه، وذلك لحسابات انتخابية كما يبين المحتجون المذكورون. ووجه سكان أم العلق رسالة إلى كل من عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة ومحند العنصر وزير الداخلية وادريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، يطالبون فيها بإنصافهم مما يقولون عنه ظلما يتعرضون له من طرف عامل طاطا عبد الكبير طاحون وعدم وفائه بالتزاماته اتجاههم، "ورضوخه لمنتخبين لا تهمهم مصلحة المواطنين"، موضحين في الرسائل التي توصلت "هسبريس" بنسخ منها، أن عامل طاطا يعمل ضد الإرادة الملكية في الإصلاح، وأنه سبب مباشر في عدد من المشاكل الاجتماعية التي تفجرت في مناطق أخرى بالإقليم، داعين إلى التفكير فيهم كمواطنين كاملي المواطنة والعمل على جبر الضرر الذي لحقهم جراء هجوم عسكري قاده مرتزقة البوليساريو على أم العلق خلف أزيد من 11 شهيدا من المدنيين العزل بالإضافة إلى جرح عدد آخر ونهب ممتلكات مواطنين لم يكن ذنبهم سوى الاستماتة في الدفاع عن وطنهم. وعلمت "هسبريس" من مصادر من مجلس النواب أن نوابا من فرق العدالة والتنمية والاستقلال والاتحاد الاشتراكي سيوجهون أسئلة كتابة وشفوية في موضوع اعتصام سكان أم العلق، إلى وزير الداخلية محند العنصر، كما علم الموقع أن المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الإنسان راسل الوالي الجديد لجهة كلميمالسمارة عبد الفتاح البجيوي في موضوع الملف المطلبي لسكان أم العلق. يشار إلى أن الوالي الجديد لجهة كلميمالسمارة الذي تم تنصيبه يوم الجمعة 18 ماي الجاري كان شاهدا على هجومين لعصابات البوليساريو على أم العلق سنة 1980 و1981 حيث كان يعمل قائدا بقيادة أقا.