ضمن أولى حلقات البرنامج السياسي "نقاش في السياسة"، تستضيف جريدة هسبريس الإلكترونية القيادية الاتحادية حسناء أبوزيد، عضو المكتب السياسي السابق لحزب "الوردة"، التي تتحدث عن رؤيتها لملف الصحراء المغربية على خلفية القرار الأخير لمجلس الأمن، القاضي بالتمديد ل"المينورسو" سنة إضافية. كما تكشف أبوزيد عن موقفها من دعوات إدريس لشكر للمصالحة داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وواقع مشاركة الاتحاد في حكومة العثماني ما بعد التعديل، بالإضافة إلى نقاش الحريات الفردية المطروح بحدة في المغرب. البوليساريو لا تمثل الصحراويين أكدت حسناء أبوزيد في هذا الحوار "على المجهودات التي قادتها الملكية للتوفيق بين الإكراهات الداخلية والخارجية في ملف الصحراء المغربية"، مشيرة إلى أن "المغاربة في قلب الحدث المتجدد، وهو ما يعكس التكامل بين الملكية والشعب المغربي". وأوضحت القيادية الاتحادية أن "الخطوات التي قطعتها السياسة الخارجية برئاسة الملك مهمة جدا في الملف"، مشيرة إلى أن "التمديد ل"المينورسو" هو محاولة لإقفال الحل بالضغط، الذي سعى المبعوث الشخصي السابق للأمين العام كريستوفر روس المتخلى عنه إلى الدفع به في سبيل إيجاد حل للملف". وفي هذا الاتجاه أكدت أبوزيد أن "الفاعل والمثقف والسياسي والمواطن تتجاوز مهامهم رصد التحولات الخارجية في ملف الصحراء المغربية"، مسجلة أنه "رغم كون السياسة الخارجية سياسة عمومية، لكن مجال الفعل فيها محصور في رئيس الدولة". وأشارت أبو زيد إلى أن "هناك أوراشا داخلية تهم ملف الصحراء المغربية، وتجسد أن المغرب يوجد على أرضه"، مضيفة أن هذا المعطى "يجعل النخب مطالبة بتجسيده فعليا ببناء ديمقراطي حقيقي، لأن البوليساريو لا تمثل الصحراويين بقدر ما تمثل التيار الانفصالي في مواجهة صحراويين مغاربة مؤمنين بما يجمع الصحراء المغربية والمملكة من روابط شرعية وتاريخية". الاتحاد يواصل مسلسل السقوط الحر في هذا الحوار أيضا تكشف أبوزيد الأسباب التي جعلت فئة كبيرة من الاتحاديين، الذين عزلتهم مراحل تنظيمية من المساهمة الحزبية المتعارف عليها، تأخذ مسافة أخلاقية مع التنظيم الذي يرأسه إدريس لشكر، مشيرة إلى أن ذلك "راجع إلى الاختلاف الذي طوره بعضهم إلى خلاف، بعد تقييمين متعارضين لمرحلة ما بعد 2016". وفي هذا الصدد ترى أبوزيد أن "الحزب دشن مسلسلا من السقوط الحر مع القيادة الحالية، عنوانه التراجع القيمي والسياسي والانتخابي والأخلاقي والفكري"، مبرزة أنه "لا يمكن أن يبرر هذا التراجع بالعوامل الخارجية المرتبطة بالسلطوية وتزوير العملية الانتخابية". وأوضحت البرلمانية السابقة عن حزب "الوردة" أن "أزمة الحزب مرتبطة بتجربة غير موفقة للكاتب الأول للحزب، وهذا الأمر اعترف به شخصيا، لكنه جاء في توقيت غير مناسب". من جهة ثانية، أكدت أبوزيد أن "الاتحاد لا يزال حيا، ولكن تم تقزيم دوره عندما تحول فقط إلى فعل محدود ببعض المبادرة غير المجدية"، مستغربة "اختزال المصالحة في اللقاء العاطفي لأن المسألة تتطلب تقديم مشروع، في مقدمته المصداقية". وأضافت أبوزيد أن "مسلسل التراجعات داخل الحزب كان يجب الوقوف عليه بعد المؤتمر الأخير، وهو ما أصبح مستحيلا مع القيادة الحالية"، معتبرة أن "إعلان لشكر استمراره على رأس الحزب حتى 2021 هو نوع من إجهاض المبادرة التي أطلقها". "ما يقع داخل الحزب، اليوم، هو أن القيادة الحالية تنتج قيما لا تسعف في تطور الاتحاد، بل تزيد خنقه"، تقول أبوزيد، التي ابتعدت عن الأضواء مدة طويلة، مبرزة أن "خرجات قياديي الحزب أثبتت أنهم لا يمتلكون المشروعية السياسية، التي يستطيع من خلالها القيادي حمل صوت ما يؤمن به كيفما كان، وأن تكون له القدرة على أن ينعكس ذلك على سلوكه". مخلّفات الرضائية الجنسية تتحملها النساء وعلاقة بموضوع الحريات الفردية الذي أثار نقاشا واسعا في المغرب، ترى أبوزيد أن "هذا الأمر يتطلب، بالإضافة إلى قراءة للواقع، طرح السؤال حول ما إذا كان مدخل تنظيم الحريات الجنسية يعتبر مدخلا لتنظيم المجتمع، وكذلك سؤال: هل كلما اجتمعت الحرية والرضائية والرشد تنتج لنا حقا يصبح الفضاء العام مسؤولا عن حفظه؟". وخلصت أبوزيد بخصوص هذا المحور إلى أن "الحداثة، كما أتصورها، هي توقع ما يحدث داخل المجتمع، وعدم تعريض الأمن الجنسي للمغاربة للمغامرة بفعل ردود فعل من قبيل ما نراه اليوم"، معلنة أنها "ضد أن تختزل الحريات الفردية في الجنس والإجهاض". وفي هذا الصدد قالت القيادية الاتحادية: "لا توجد أسرة مغربية ستطبّع مع وجود حرية جنسية داخل محارمها مثلما وصلت إليه بعض الدول اليوم"، مشيرة إلى أن "الرضائية مبدأ لا رجعة فيه بين جنسين مختلفين راشدين، وهو ما تكفله مدونة الأسرة عندما اعترفت بابن الخطيبين". وأكدت أبوزيد في حوارها مع هسبريس أنها "ضد رضائية لا تحمل مساواة حقيقية بين الجنسين"، معللة ذلك بكون "كلفة الرضائية تتحملها النساء فقط، لذلك أنا ضد جعل أجساد النساء في خدمة الإنسانية، لأن هذا ينتج ضررا للمرأة باسم الكونية".