كشف المعهد الوطني الإسباني للهندسة تفاصيل تقنية حول مشروع النفق المزمع إنشاؤه تحت مضيق جبل طارق، الذي يهدف إلى ربط مدينة طريفة الإسبانية بمدينة طنجة المغربية عبر مسار بطول 42 كيلومترا. وبحسب المخطط، يتألف المشروع من ثلاثة أنفاق متوازية، اثنان منها مخصصان لحركة القطارات، بينما يُخصص الثالث للخدمات والصيانة، بهدف توفير معايير أمان عالية. وسيكون النفق قادرا على استيعاب قطارات عالية السرعة وقطارات شحن، مع تصميم يضمن تشغيلًا متواصلا وآمنا. وتشير التقديرات إلى أن النفق سيتيح عبور القطارات بين طنجة وطريفة في غضون 30 دقيقة فقط، ما يعزز الكفاءة مقارنة بوسائل النقل الحالية عبر المضيق. ويعتمد التصميم على تقنيات حفر متقدمة للتعامل مع التحديات الجيولوجية والبيئية في قاع المضيق، حيث سيُستخدم نظام حفر آلي مزود بتقنيات تدعيم مدمجة لمواجهة ضغط المياه والطبقات الصخرية. وسيتم تزويد النفق بشبكة تهوية حديثة للتحكم في جودة الهواء داخل الأنفاق، إلى جانب أنظمة مراقبة رقمية لمتابعة حركة القطارات والتأكد من الالتزام بمعايير الأمان. كما سيُخصص النفق الثالث للخدمات، متضمنا ممرات طوارئ ومنشآت للصيانة، بهدف تسهيل التدخل السريع في الحالات الاستثنائية وضمان استدامة تشغيل المشروع. ويُعد هذا النفق أحد أطول الأنفاق البحرية في العالم، حيث يعتمد تصميمه على تجارب مماثلة مثل نفق القنال الإنجليزي، مع تعديلات تلائم الظروف الفريدة لمضيق جبل طارق. ويجري حاليا تقييم الأثر البيئي للمشروع، بالتوازي مع دراسات هندسية تهدف إلى وضع جدول زمني دقيق للتنفيذ.