أعلنت الشركة الإسبانية "سيغيسا" عن بدء الدراسات الأولية لمشروع إنشاء نفق بحري يربط بين المغرب وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق، في خطوة جديدة لتعزيز الروابط بين أوروبا وإفريقيا. ويمتد النفق المقترح على طول 42 كيلومترًا، ويربط بين بونتا بالوما في طريفة الإسبانية وبونتا مالاباطا قرب طنجة المغربية. المشروع، الذي طال انتظاره، يُتوقع أن يُسهم في تعزيز حركة النقل، إذ سيوفر مسارًا جديدًا لنقل الركاب والبضائع بين القارتين. ووفقًا للتقديرات الأولية، سيتيح النفق نقل حوالي 12.8 مليون مسافر سنويًا، إلى جانب 13 مليون طن من البضائع. ويأتي المشروع كجزء من خطة استراتيجية لزيادة التبادل التجاري والسياحي بين البلدين. تشمل الدراسات الأولية التي أطلقتها "سيغيسا" تحليلات تقنية وجيولوجية دقيقة، مع مراعاة العوامل الزلزالية والتربة البحرية لضمان سلامة واستدامة النفق. ومن المقرر أن يتكون النفق من أنبوبين متوازيين وخط طوارئ مخصص للخدمات. جدير بالذكر أن فكرة إنشاء نفق بحري بين المغرب وإسبانيا كانت قد طُرحت لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي، لكن عقبات مالية وتقنية حالت دون تنفيذها. اليوم، ومع التقدم التكنولوجي الكبير في مجال حفر الأنفاق البحرية، بات المشروع أكثر قابلية للتنفيذ. من المتوقع أن يحتاج المشروع إلى استثمارات مالية كبيرة وتعاون مكثف بين الحكومتين المغربية والإسبانية، إضافة إلى دعم مؤسسات مالية دولية. ويُتوقع أن يُسهم النفق في تحقيق قفزة نوعية في العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين. رغم التفاؤل الذي يحيط بالمشروع، إلا أن هناك تحديات كبيرة يجب التغلب عليها، بما في ذلك التمويل وضمان ملاءمة الأرضية البحرية لحفر نفق آمن ومستدام.