شهدت تدريبات فريق شباب بلوزداد الجزائري أزمة غير مسبوقة بعد الخسارة الثقيلة التي تعرض لها أمام الأهلي المصري في الجولة الثالثة من دوري أبطال إفريقيا، والتي انتهت بفوز الأخير (6 1). هذه الهزيمة القاسية ليست فقط تاريخية بالنسبة للنادي الجزائري، بل إنها فتحت الباب لعدة خلافات داخل الفريق بدأت بتصاعد الأزمات بين اللاعبين والجهاز الفني. تلقى شباب بلوزداد، وصيف بطل الدوري الجزائري، واحدة من أثقل الهزائم في تاريخ مشاركاته القارية، حيث فشل في الصمود أمام قوة الأهلي المصري الذي سجل سداسية كاملة. ورغم أن بلوزداد بدأ المباراة بتسجيل هدف التقدم في الدقيقة 21 عن طريق أيمن محيوس، إلا أن الأهلي قلب الطاولة وسجل 6 أهداف، بينها هاتريك للمهاجم وسام أبو علي، إضافة إلى أهداف من حسين الشحات، بيرسي تاو، وإمام عاشور. تلك الهزيمة تركت أثرا كبيرا على الفريق، حيث تجمد رصيد شباب بلوزداد عند 3 نقاط في المركز الثالث بالمجموعة الثالثة، التي يتصدرها الأهلي برصيد 7 نقاط. فالمباراة لم تكن مجرد خسارة بل كانت نقطة تحول فجرت العديد من المشاكل الداخلية التي ظهرت بوضوح بعد العودة إلى الجزائر. بعد العودة من القاهرة، وتحديدا خلال التدريبات، دخل اللاعب طلال بوصوف في اشتباك عنيف مع مدربه عبد القادر العمراني. بوصوف الذي كان قد تعرض للإصابة، رفض العودة إلى التدريبات بحجة استمرار شعوره بالألم، وهو ما دفع المدرب إلى اتهامه بالتهرب من المشاركة في التدريب. الخلاف تطور إلى اشتباك لفظي، تدخل فيه المسؤول الأول عن الفريق مهدي الرابحي. وحسب مصادر قريبة من الفريق، فإن بوصوف (23 عاما) هدد بعدم العودة للفريق مطالبا بفسخ عقده في فترة الانتقالات الشتوية الحالية. يشار إلى أن اللاعب لم يشارك في العديد من المباريات هذا الموسم، حيث كان قد لعب 34 دقيقة فقط في المباراة أمام أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي في نوفمبر الماضي، قبل أن يُخرج من حسابات الجهاز الفني بشكل نهائي. وتبدو أزمة بوصوف ليست الوحيدة في شباب بلوزداد، حيث تواجه إدارة النادي مشكلات مالية، ما يساهم في تصعيد التوتر داخل الفريق. المهاجم إسلام السليماني، القادم من تجارب أوروبية، دخل في خلافات مع الإدارة أيضا بسبب تأخر دفع الرواتب، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع. تسود حالة من عدم الاستقرار داخل شباب بلوزداد، الأمر الذي يهدد مسيرته في دوري الأبطال وفي البطولة المحلية. فالأزمات الداخلية، سواء كانت مالية أو تتعلق بالخلافات بين اللاعبين والجهاز الفني، قد تؤثر بشكل كبير على الأداء الجماعي في المباريات المقبلة.