الخط : إستمع للمقال في سياق الإعلان عن التعديلات الجديدة على مدونة الأسرة، قدّم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، رؤية عميقة للعلاقة التي تجمع إمارة المؤمنين والعلماء في المغرب، مستعرضا الأطر الدينية والتاريخية التي تستند إليها هذه العلاقة. وفي هذا السياق، أكد الوزير في كلمة له أثناء لقاء تواصلي حول تقديم تعديلات مدونة الأسرة على أن العلاقة بين إمارة المؤمنين والعلماء تتأسس على مفهوم البيعة الشرعية، التي تعد ركيزة أساسية للمشروعية في النظام الإسلامي المغربي. إصدار الفتوى وأوضح أن هذه البيعة ليست مجرد عُرف، بل هي عقد مكتوب التزم به المغاربة عبر التاريخ، لضمان قيام الحاكم بمسؤولياته تجاه الأمة في إطار من الالتزام بمبادئ الدين والكليات الخمس، هذه الكليات تشمل حفظ الدين، حفظ الأمن، حفظ النظام العام، حفظ العيش الكريم، وحفظ الكرامة الإنسانية، مما يجعل البيعة عقدا يتجاوز الجوانب السياسية ليغطي الأبعاد الاجتماعية والدينية. وأشار التوفيق إلى أن العلماء، بصفتهم الممثلين للمؤسسة العلمية المتمثلة في المجلس العلمي الأعلى، يعتمدون في إصدار الفتاوى على الاجتهاد القائم على دراسة النصوص الشرعية وفق آليات محددة كالإجماع والقياس، مبرزا أن العلماء يفرقون بين النصوص القطعية والظنية، مؤكدا أن هذا المنهج العلمي الراسخ يعزز من استقلالية العلماء وقدرتهم على تقديم رؤية دينية متجددة، تراعي مستجدات العصر دون التفريط في ثوابت الدين. حرية العلماء والثقة فيهم وأشاد التوفيق بالدور الذي تضطلع به إمارة المؤمنين في دعم العلماء ومنحهم الحرية والثقة، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس، باعتباره أمير المؤمنين، يلتزم بما يقره العلماء ولا يتدخل في اختصاصاتهم، مما يعكس العلاقة المتوازنة بين السلطتين الدينية والتنفيذية. وفيما يتعلق بتعديلات مدونة الأسرة، أكد التوفيق أن هذه التعديلات تأتي لتعزيز العلاقة بين الرجل والمرأة في إطار من المعروف والاحترام المتبادل، موضحا أن دور ولي الأمر هو ضمان حماية هذه العلاقة وتنظيمها بما ينسجم مع مقاصد الشريعة الإسلامية. كما شدد على أن استثناءات معينة قد تتطلب تدخل الدولة لضمان العدل والإنصاف، بما يعكس التوازن بين الواجبات والحقوق. رسالة العلماء الوزير أكد في كلمته على أن دور العلماء لا يقتصر على الإفتاء، بل يمتد إلى تبليغ قيم الدين وتعزيز الأخلاق الفاضلة في المجتمع، ودعا إلى مزيد من التعاون بين مختلف المؤسسات لضمان استمرار العلاقة التكاملية بين إمارة المؤمنين والعلماء في خدمة الدين والمجتمع. وأشار التوفيق إلى أهم ما قاله الملك محمد السادس في هذا الإطار "فإنني لن أحل ما حرم الله، ولن أحرم ما أحل الله، لاسيما في المسائل التي تؤطرها نصوص قرآنية قطعية". الوسوم المغرب مدونة الأسرة