دعت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة إلى التصدي للإعلانات المضللة التي تتعلق بالأدوية والمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل، حيث تم إنتاج وصنع وصلات إشهارية مزورة تنسب لأطباء ذوي شهرة عالمية، بالإضافة إلى استغلال هذه الإعلانات لشخصيات معروفة في السياسة والفن والرياضة والإعلام، بما في ذلك مقدمو البرامج الإخبارية والتلفزيونية. ويتم ذلك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى كاذب ومضلل حول "علاجات معجزة" لمختلف الأمراض. ورغم الجهود المبذولة على الصعيدين الوطني والدولي لمكافحة تجارة الأدوية المزيفة والمكملات الغذائية المغشوشة، إلا أن هذه الإعلانات المضللة قد انتشرت بشكل واسع عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، مما يعرض صحة المستهلكين للخطر، ومن هنا، تزداد هذه الظاهرة مع ازدياد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات التجارية الكاذبة التي تستهدف جمهورا واسعا. وتشمل هذه الإعلانات المزيفة الترويج لعلاجات لمشاكل صحية خطيرة مثل السرطان، وأمراض القلب والشرايين، والجهاز العصبي، والسكري، والالتهاب الكبدي الفيروسي، والفشل الكلوي، والتوحد، والعقم، والضعف الجنسي، وأدوية للتخسيس، وغيرها من العلاجات التي يُزعم أنها "آمنة" دون التحقق من مكوناتها أو آثارها الجانبية، وتجدر الإشارة إلى أن هذه المنتجات غالبا ما تكون مجهولة المصدر ولم تحصل على شهادة الجودة من الهيئات المختصة مثل مديرية الأدوية أو المكتب الوطني للسلامة الغذائية. إضافة إلى ذلك، تزداد المخاطر المرتبطة بهذه الإعلانات، حيث يجهل العديد من المستهلكين خطورة هذه المنتجات التي قد تحتوي على مواد سامة أو مغشوشة، وقد تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة تهدد حياة الأشخاص. وبالمقابل، هناك من يروج لعلاج أمراض مستعصية باستخدام هذه المواد دون استشارة طبية مما يعرض حياة المرضى للخطر. ورغم وجود بعض المواقع الإلكترونية القانونية والمرخصة التي تقدم مكملات غذائية ومستحضرات تجميلية آمنة، إلا أن العديد من المواقع المضللة تقوم ببيع أدوية مغشوشة وغير مسجلة وهو ما يعزز من خطر الوقوع في فخ النصب عبر الإنترنت، وفي هذا السياق، حذرت منظمة الصحة العالمية في 2024 من شراء الأدوية عبر الإنترنت، مشيرة إلى أن 90بالمئة من هذه العمليات تنطوي على عمليات نصب، كما حذرت هيئة الرقابة الدولية للأدوية التابعة للأمم المتحدة من نمو الطلب على الأدوية المزيفة التي تباع عبر الإنترنت، مؤكدة أن هذه الأدوية لا تعالج المرض بل تقتل المرضى. ويمكن الرجوع إلى تقارير منظمة الصحة العالمية ودراسة هيئة الرقابة الدولية للأدوية وفي هذا الإطار، تحذر الشبكة المغربية من شراء هذه المنتجات الطبية غير السليمة عبر الإنترنت بسبب غياب التأكيد على جودتها وفاعليتها وكذلك غياب الإشراف الطبي المطلوب كما أن الشبكة تؤكد على ضرورة الالتزام بالقوانين المتعلقة بصرف الأدوية، التي تتطلب وصفة طبية وتوزيع الأدوية عبر الصيدليات لضمان سلامة المستهلك. بالإضافة إلى ذلك، تسجل الشبكة خطورة التضليل الناتج عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج فيديوهات مزورة تروج لأدوية ومكملات غذائية مغشوشة. وفي هذا السياق، تدعو الشبكة إلى ضرورة مضاعفة إجراءات الرقابة القانونية وتحسين التشريعات الوطنية بما يتوافق مع المعايير الدولية، واتخاذ تدابير صارمة لمنع بيع وتداول الأدوية غير المرخصة. وأخيرا، تدعو الشبكة المغربية الحكومة ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى التصدي لفوضى الإعلانات المضللة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لحماية المواطنين من المخاطر الصحية الناتجة عن استخدام الأدوية والمكملات المغشوشة. ومن هنا، يجب على السلطات المعنية تفعيل الرقابة المستمرة واتخاذ التدابير القانونية اللازمة للحد من هذه الظاهرة التي تعرض حياة المواطنين للخطر.