الأدوية المغشوشة تغرق العالم! قال مسؤول إن العقاقير المغشوشة باتت صناعة يصل حجمها الى 200 مليار دولار في العام وان منظمة الجمارك العالمية التي تضم في عضويتها 176 دولة ستوقع على إعلان في وقت لاحق الشهر الجاري للتصدي لهذه المشكلة. ------------------------------------------------------------------------ وقال كريستوف زيمرمان منسق مكافحة التزوير والقرصنة في المنظمة «الأدوية المقلدة في السوق أكثر من الأصلية. في العام 2007-2008 وحده ارتفعت بنسبة 596%. وتبيع الصيدليات وتجار السوق السوداء في أفريقيا العقاقير المغشوشة بأسعار زهيدة. وتقول منظمة التجارة العالمية إن عقاقير الملاريا المقلدة تقتل مئة ألف أفريقي سنويا وان السوق السوداء تحرم الحكومات مما بين 2.5% و5% من إيراداتها. وتمثل منظمة الجمارك العالمية ومقرها بروكسل عمليات الجمارك على مستوى العالم ووحدت جهودها مع مؤسسة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك لزيادة الوعي لدى كبار المسؤولين للتصدي للصناعة غير المشروعة. وفي إشارة إلى أن أوروبا تتعامل مع المسألة بجدية أيضا فمن المقرر أن يصدق وزراء العدل في مجلس أوروبا على اتفاقية بشأن الأدوية المغشوشة في اسطنبول في نونبر القادم. الأدوية المزيّفة.. الوباء المسكوت عنه وطالما حذرت منظمة الصحة العالمية من هذا المسكوت عنه من خلال دعواتها المتكررة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة وعاجلة لمكافحة الأدوية المزيّفة. وتفيد المنظمة أن تزييف الأدوية ظاهرة منتشرة في جميع البلدان، وهي تمثّل 10% من تجارة الأدوية على الصعيد العالمي. وتدفع الأدوية المزيّفة المرضى، نظراً لما يتسّم به منتجوها من قدرة فائقة على الخداع، إلى الاعتقاد بأنّهم يتعاطون أدوية لها القدرة على شفائهم، مع أنّها قد تزيد من مرضهم أو تودي بحياتهم في بعض الأحيان. يقول هوارد تسوكر، المدير العام المساعد لشؤون التكنولوجيا الصحية والمستحضرات الصيدلانية بمنظمة الصحة العالمية، «إنّ حمل حقيبة يدوية مزيّفة أو ارتداء قميص داخلي مزيّف لا يعرّض حياة المرء للخطر، غير أنّ المرء قد يهلك إذا ما تعاطى دواءً مزيّفاً. وبناء عليه، ينبغي أن تكون الإجراءات التي تتخذها الشرطة على الصعيد الدولي ضدّ مصانع الأدوية المزيّفة وشبكات توزيعها بالصرامة ذاتها التي يواجه بها مهرّبو المخدرات.» وتدخل الأدوية المزيّفة ضمن ظاهرة أوسع نطاقاً تتمثّل في المستحضرات الصيدلانية المتدنية النوعية. والفرق الوحيد هو أنّ وسمها لتبيان هويتها و/أو مصدرها يتم عمداً وبشكل مضلّل. وليس لتلك المنتجات، في معظم الأحيان، أي فوائد علاجية، بل إنّها قد تتسبّب في ظهور مقاومة ضدّ الأدوية الحقيقية والموت في نهاية المطاف. وتنتشر الأدوية المغشوشة بصورة أكبر في البلدان التي تقلّ فيها الآليات اللازمة لمراقبة اللوائح الخاصة بالأدوية وإنفاذها. غير أنّ جميع البلدان باتت معنية بتلك المشكلة. ذلك أنّ التقارير الواردة من دوائر الصناعة الصيدلانية تشير بوضوح إلى أنّ الوسائل والقنوات التي يستخدمها منتجو الأدوية المزيّفة أصبحت أكثر تعقيداً، ممّا يزيد من صعوبة الكشف عنها. ومن بين التدابير التي تم اتخاذها حتى الآن من أجل مكافحة الأدوية المزيّفة تقديم الدعم اللازم إلى السلطات التي تعوزها الموارد من ضمن السلطات المعنية بتنظيم الأدوية؛ وتوفير كواشف رخيصة وسهلة التأويل للتثبّت من صحة الأدوية، مثل شريط التشفير؛ وترصد الأدوية المغشوشة والأدوية المتدنية النوعية عبر الحدود الوطنية؛ وتثقيف المرضى والعاملين الصحيين والصيادلة. ويمكن الكشف عن الأدوية المغشوشة بفعالية عن طريق استخدام وسائل بسيطة وزهيدة التكلفة. فقد تم، على سبيل المثال، إحراز نجاح في استخدام تحاليل قياس اللون، التي استُحدثت أصلاً للأدوية القائمة على مادة الأرتيميسينين، من أجل الكشف عن الأدوية المغشوشة القائمة على مادة الأرتيسونات والمستخدمة في مكافحة الملاريا. وينبغي أن يتم تبادل المعلومات عن هوية الأدوية المغشوشة وتوزيعها، على الصعيدين الوطني والدولي، بين السلطات الحكومية المعنية بتنظيم الأدوية والجمارك والشرطة وشركات الأدوية والمنظمات غير الحكومية ومجموعات الدفاع عن المستهلكين. وينبغي الإبلاغ عن المخاطر المرتبطة بتلك الأدوية، بما في ذلك عن طريق وسائل الإعلام، من أجل إذكاء الوعي العام في هذا الصدد. المصنع مجهول! ومن بين أبرز الشركات المزيفة ما يتركز في الهند والصين، ويعتقد خبراء قطاع الأدوية أنهما بؤرة شبكة عالمية معقدة، تصنع وتوزع الأدوية لأسواق ومرضى يُستبعد أن تنكشف معهم حالة التزييف؛ ففي عام 1996 قُتل 89 طفلا في هاييتي. وبعد إجراء تحقيقات اكتشف أن الشركة المصدِّرة صينية، ولكنها باعت الشحنة لشركة ألمانية التي بدورها باعته لشركة هولندية، ثم شركة ألمانية أخرى، ثم بيعت لشركة في روتردمام. وبعد شهرين من تخزينها كجزء من خطة التهريب تم شحنها لهاييتي، لكن المثير جدا أن المحققين لم يكتشفوا المصنع الحقيقي للدواء، كما يقول أنيسفيلد!! وهكذا فشركات الأدوية المغشوشة المحتوى صارت كتجار المخدرات؛ فالمكونات الكيميائية تُجمع في بلد، ثم تُركب في بلد ثانٍ، ثم تعلب في بلد ثالث، يحمل الدواء اسم شركة منه ليُصدَّر لبلد رابع. وعبر أكثر من شركة تصديرية يصل أخيرا للسوق المستهدفة، التي يمكن أن تستقبل الدواء من شركة عالمية ذات مصداقية في سوق الدواء؛ لأن المنتجين قلدوا عبواتها وأختام ماركتها التجارية! وحتى في الولاياتالمتحدة.. وحسب تقرير قدم للكونجرس الأمريكي في يونيو 2001 يشير إلى أن ما بين 95-70% من مختلف أصناف مكونات العقاقير الطبية التي تصنعها الشركات الأمريكية تستورد من الخارج. كما أن من طرق التزييف -كما تقول إدارة الأدوية والغذاء الأمريكية (إف دي إيه) في تقرير لها عام 2000- أن الشركة تقدم دواء صالحًا عند طلب سلطة الأدوية في بلد ما لاختبار الدواء والمصادقة عليه، ثم ما تلبث أن تهرب شحنة مغشوشة من الدواء نفسه، مشيرة إلى أن السوق الأمريكية استوردت أدوية من 242 شركة أجنبية لم يتم اختبار جميع أدويتها من كل شحناتها من قِبل إدارة الأدوية... فماذا عن الدول الأخرى. أدوية الإنترنت المغشوشة! كما تحذر السلطات الأمريكية من الاعتماد على الأدوية التي تباع عبر شبكة الإنترنت وتشحن للمستهلكين؛ لأن معظم هذه الأدوية مغشوشة. ففي مارس 2001 اكتشفت شحنة أدوية من 1800 صندوق في مخزن بمدينة سانتو الصينية معدة للتصدير إلى نيجيريا، وتحمل اسم 14 ماركة مختلفة لشركات عالمية معروفة؛ بزعم أنها صنعت في الهند وباكستان، غير أن «توني تشيو» الذي يعمل في هونج كونج مع شركة نوفارتس الأمريكية المعروفة للأدوية يقول بأن الأدوية كانت مصنعة في الصين، واكتشفت التحقيقات تورط أكثر من 10 معامل في 5 أقاليم صينية، بالإضافة إلى 5 مصانع شاركت في تزييف العبوات، وبعد أشهر اكتُشف غش موظفي حكومة شركة صينية لثلاثة من أكثر الأدوية استخداما، تم شحنها للفليبين ودول أوربية. سلوكيات استهلاكية لتوفير الحماية - التزام قاعدة الحذر في التعامل مع أي دواء، وعدم الشراء إلا من صيدليات مرخصة وأطباء معروفين يثق فيهم المريض، وكن متأكدا من تسلم رصيد يثبت أنك اشتريت الدواء من تلك الصيدلية أو المستشفى. - امتنع -إلا إذا كنت متيقنا من الدواء والشركة، وفي حالات نادرة- عن شراء أدوية عبر شبكة الإنترنت؛ لأن ذلك ليس كالاستشارة من طبيب الإنترنت الذي لست ملزما بالأخذ بما قال. - دائما اعتَدْ فحص العبوة الداخلية والخارجية، وقراءة بلد المنشأ والشركة وتاريخ الصلاحية ورقمي ترخيص الشركة المستوردة والشركة المصدرة ووجود عناوينها إن كانت من بلد ثالث والترقيم الدولي للدواء... إلخ، ولا تتردد في الشك في صلاحية الدواء إن وجدت خللا أو نقصا في هذه المعلومات. - انتبه لأي علامات غريبة كخطأ في التعليب أو تغيير لاسم أو عنوان أو سوء تعبئة أو أقراص مكسرة أو أي اختلاف مع العبوة التي اعتدت استهلاكها سابقا. - تعود الرجوع إلى الطبيب والصيدلاني المختص عند شعورك بالقلق من دواء معين. - تشجع لرفع تقرير رسمي للجهات المختصة مباشرة عند ظهور أية أعراض مباشرة أو جانبية سلبية، أو عندما تلاحظ فشل الدواء في علاج مرضك بينما هو معروف بفعاليته.