أكد محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، أن المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة، مشيرًا إلى أن بعض "المُتنفذين" في البلاد يسيرون في خط "موالاة الكيان الصهيوني"، من خلال فسح المجال أمامه لاستغلال ثروات الوطن وفرض مناهج تعليمية وثقافية وفنية تتعارض مع قيم الشعب المغربي. مضيفا أن هذه السياسات تأتي رغم استمرار الشعب المغربي في التعبير عن استنكاره على مدار أكثر من سنة في ساحات المدن. وقال عبادي، خلال كلمته في افتتاح ندوة فكرية حول "الشباب ورهانات البناء والتحرير"، إن الأوضاع في فلسطين تعكس جانبًا أكثر مأساوية. مشيرا إلى أن العالم أصبح أصمًّا عن سماع صرخات وآهات الفلسطينيين، وأعمى عن رؤية الأشلاء وأجساد الأطفال التي تُعرض صباح مساء على شاشات التلفزة. وتساءل: "أين من يتبجحون بالديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان؟ أليسوا هم من يمدّون عدوكم بأطنان القنابل الفتاكة التي تُستخدم لمحو الفلسطينيين من الوجود؟"
واستغرب قائد "الجماعة"، في كلمته التي ألقاها يوم الأحد 8 دجنبر الحالي، غياب نصرة الدول العربية والإسلامية للشعب الفلسطيني، رغم الروابط التي تجمعها به من لغة ودين وتاريخ. قائلا: "عددنا يقارب المليارين، وما نملكه من عدة وعتاد كفيل بدحض العدو، ولكن تحقق فينا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل". مشيرا إلى أن الوهن الذي أصاب الأمة هو نتيجة "حب الدنيا وكراهية الموت". وخصّ عبادي أهل غزة برسالة تحية، مشيدًا بثباتهم وشجاعتهم التي وصفها ب"الخارقة". قائلا: "ثباتكم واستماتتكم في المقاومة تحيي فينا وفي أحرار العالم ما كدنا نفتقده من كرامتنا الإنسانية، ومن أسمى تجلياتها نصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم". واستعرض عبادي الأحوال المأساوية التي يعيشها المسلمون في مناطق أخرى، مشيرًا إلى الحروب الطاحنة في السودان، وانتهاكات الحرمات في أماكن متعددة. وأوضح عبادي أن الاستعمار وأعوانه من الحكام عملوا على قتل "النخوة والكرامة والعزة" في نفوس المسلمين عبر سياسات التمييع والجهل والتضليل والتفقير. لكنه أكد أن هذه الأوضاع لن تدوم، قائلاً: "لا بد لهذا الليل أن ينجلي، ولا بد لهذه الغمة أن تنكشف، ولا بد للعدو أن يندحر".