نظم ماستر الفن المعاصر والمهارات الرقمية بمعهد الفنون الجميلة في مدينة تطوان، والذي يشرف عليه الأستاذ والناقد شرف الدين ماجدولين، أمس لقاءً حول موضوع "الوسائط، الصورة والعلوم الاجتماعية"، قدمته خديجة براضي الباحثة في علم الاجتماع في وسائل الإعلام بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة. وسلط اللقاء الضوء على علاقة العلوم الاجتماعية بحقل الفن المعاصر، والمدارس والمقاربات النظرية لسوسيولوجيا الفن والصناعة الثقافية والإبداعية. كما تناولت المحاضرة سلطة الصورة وأشكالها ضمن السياق الاتصالي الرقمي، والنقد الموجه لها من طرف الحقول البحثية للعلوم الاجتماعية والفلسفة.
وتناولت الباحثة في علم الاجتماع في وسائل الإعلام، العلاقة التكاملية بين العلوم الاجتماعية والفن، حيث يقوم الفن بتقديم رؤية إبداعية عن المجتمع، بينما تقوم العلوم الاجتماعية بتفسير هذه الرؤية وتأويلها. وجرى خلال اللقاء تفسير الفرق بين المقاربة التي تقدمها العلوم الاجتماعية للفن ونظيرتها في علم الجمال. إذ أوضحت براضي آليات مقاربة الظاهرة الفنية من قبل علماء الاجتماع، والتي تعتمد على دراسة السياق الاجتماعي الذي ينتج فيه الفن، ولا تقاربه كموضوع للجمال أو كقيمة جمالية. كما تحدثت براضي عن باراديغم الفن المعاصر الذي يحظى باهتمام الباحثين في سوسيولوجيا الفن، وضرورة إعادة تحيين المفاهيم المرتبطة بالفن اليوم، نظرًا للتغيرات التي يشهدها هذا الحقل. وقدمت الباحثة في علم الاجتماع في وسائل الإعلام، بعض النماذج للنظريات التي اهتمت بالفنون، كمدرسة فرانكفورت والطروحات التي قدمتها حول الصناعة الثقافية. وفي الشق الأخير من المداخلة، تناولت سلطة الصورة في عصر الوسائط.