كشفت الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق أن الدراسات المتعلقة بمشروع النفق البحري، بين المغرب وإسبانيا، تسير وفق ما اتفق عليه بين البلدين. و قبل أشهر ، تم تعيين عبد الكبير زهود، مديرا عاما للشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق التابعة لوزارة التجهيز والماء. موقع القناة الأولى الإخبارية ، نقلت عن الشركة تأكيدها على أن القرار المقبل للمشروع يعتمد على استكمال الاستطلاعات والاستكشافات التي تم تحديدها، لاعتماد التقنية الملائمة لبناء النفق بفضل رصيد الدراسات المنجزة من طرف الشركة ونظيرتها الإسبانية SECEGSA، باعتماد رؤية متقاسمة لتعبئة المعاهد العلمية والتقنية على المستوى الوطني لكل بلد بشكل متناغم، وأيضا على الصعيد الدولي للتقدم في المشروع، بما تتيحه التطورات التكنولوجية والمعرفية في المجالات المرتبطة به. و كشفت الشركة أنه تم الوقوف على أن المشروع بإمكانه تأمين الربط السككي بين الدارالبيضاء ومدريد في غضون خمس ساعات ونصف. و ذكرت أنه تم في السنوات الأخيرة إجراء بحث إضافي لتحديد خصائص التكوينات الجيولوجية للأرض، إضافة إلى مسح بري واختبارات جيوتقنية في ثلاثة مواقع تجريبية (حفر بئر في بولونيا وطريفة بإسبانيا) ومجموعة من الآبار في مالاباتا بالقرب من طنجة. وأظهرت الدراسات أن أقصر مسافة بين القارتين تبلغ حوالي 14 كيلومترا، ولكن تبين أنها أيضا أعمق طريق، حيث يصل عمقها في بعض الأماكن إلى 900 متر. وتتركز التضاريس العريضة والعميقة بين بونتا بالوما على الساحل الإسباني ورأس مالاباتا على الساحل المغربي، ويمتد هذا الطريق على مسافة 28 كلم بعمق يصل إلى 300 متر. وأعاد التقارب السياسي و الدبلوماسي بين المغرب و إسبانيا و فوز البلدين الى جانب البرتغال بتنظيم كأس العالم ، طرح مشروع الربط القاري عن طريق نفق بحري يربط بين البلدين عند تقاطع المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. المشروع الذي أعلن عنه لأول مرة من قبل الملك الراحل الحسن الثاني ونظيره الإسباني خوان كارلوس عام 1979 ، يهدف إلى ربط إفريقيا وأوروبا بقطار تحت البحر ، عبر مضيق جبل طارق. وأنشأ البلدان شركتين لهذا الغرض ( الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق بالمغرب، والشركة الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق SECEGSA في إسبانيا). وطوال أربعين عاما ، أجريت عدة عمليات حفر و دراسات و تجارب للمشروع الضخم، ليقع الاختيار على إنشاء نفق تحت سطح البحر شبيه لنفق المانش الذي يربط بين فرنسا و بريطانيا ، يربط بين ساحل مالاباطا بخليج طنجة ،و وبونتا بالوما ، بالقرب من طريفة في جنوب إسبانيا. هذا المشروع الذي يُعتبر أحد أكثر المشاريع طموحًا في العالم ، سيتألف من نفقين للسكك الحديدية ومركز خدمات وطوارئ، و يبلغ طوله 38.5 كيلومترًا ، 28 منها تحت سطح البحر ، وأقصى عمق 475 مترًا. ووفقاً للشركة الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق SECEGSA، فإن هذا المشروع الطموح سيمكن من نقل أكثر من 13 مليون طن من البضائع و 12.8 مليون مسافر سنويًا على المدى المتوسط ، وهو ما يمكن أن يساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية لغرب البحر الأبيض المتوسط.