شكل مؤتمرو حزب الاتحاد الاشتراكي القادمون من الأقاليم الصحراوية كتلة قوية ساهمت بدرجة كبيرة في ترجيح كفة ادريس لشكر في انتخابات الكتابة الأولى لحزب الوردة . مؤتمرو الاتحاد الاشتراكي بالصحراء و الذين يؤطرهم بشكل كبير رجل الأعمال حسن الدرهم جهروا قبل أشهر بدعمهم المطلق لإدريس لشكر إبان زيارة هذا الأخير للجهات الصحراوية الثلاث حيث عمد إلى إهداء مناضلي كل جهة جملا سيرا على عادات أهل الصحراء وهو الشيء الذي فسر في حينه أنه تعاقد بين لشكر و اتحاديو الصحراء يقود الأول إلى مقود الحزب و يحصل بموجبه الطرف الثاني على مواقع متقدمة في غرفة القيادة. وفي حديث ل 'كود' مع بعض المصادر الاتحادية بمدينة العيون ، صرح العديد من المناضلين بأن منتسبي الاتحاد الاشتراكي ينتظرون التفاتة جدية من القيادة الجديدة للحزب ترتكز على تأهيل الكفاءات و الأطر المنتمية للحزب بالجهة و تبويئها مكانة ريادية تتجاوز التأثيث البروتوكولي- الفلكلوري الذي تعتمده بقية الأحزاب كلما تعلق الأمر بالصحراء و أهلها .
وفي هذا السياق ، أضاف مصدر من الشبيبة الاتحادية أن إنصاف الصحراء و ماضي أطرها في حزب الوردة يستدعي تمكين أحدهم من مراكز قيادية بالحزب لا تقل عن رئاسة اللجنة الإدارية أو رئاسة الفريق البرلماني للحزب . ونبه نفس المصدر ادريس لشكر من الوقوع في أخطاء القيادة السابقة التي كانت تجعل من الصحراء مسألة ثانوية في حساباتها سواء تعلق الأمر في المجال الانتخابي أو في مجال تقريب مناضليها من مركز القرار و اقتراحهم لشغل مهام و مسؤوليات رسمية وهو ما جعل الحزب في السنوات الأخيرة من بين أكثر الأحزاب هامشية و أقلها تأثيرا فيما يرتبط بالنقاش السياسي الذي تباشره الدولة مع الأحزاب بين الفينة و الأخرى على خلفية المستجدات التي يشهدها ملف الصحراء .
وقد ركزت مصادر 'كود' على ضرورة اختيار كفاءات و أطر مؤهلة و شابة من الأقاليم الصحراوية للمساهمة في التجربة الجديدة التي دشنها حزب الاتحاد الاشتراكي و التي قطعت مع سياسة التوافقات و فعلت صناديق الاقتراع حيث كانت الكلمة الفصل للمؤتمرين من أجل اختيار الكاتب الأول .
ويبدو أن منتسبي الاتحاد الاشتراكي يخشون من محاكاة القيادة الجديدة لبعض الأحزاب الأخرى التي تسلم زمام تدبير أمورها في الصحراء لرموز قبلية و عائلية في غالب الأحيان تكون أمية لا تهتم سوى بحصد الأصوات مهما كانت الوسائل و تستغل ذلك في تحقيق أهدافها الخاصة و من أجل تحصين مكاسبها و ثرواتها . كما يخشى أحد مصادرنا من توريد أحد الصحراويين الذي لا تربطهم أية علاقة تنظيمية أو مجتمعية سواء بالحزب أو المجتمع بالصحراء من أجل تمثيلها في قيادة الاتحاد الاشتراكي و في ذلك إشارة إلى ما قام به حزب الاصالة و المعاصرة عندما سلم كرسي أمانته العامة لصحراوي قطع ارتباطه مبكرا بالمنطقة و لم يعد يربطه بها سوى الانتماء العائلي و لا يملك أية قدرة على التأثير في الواقع السياسي و المجتمعي الذي تعيشه الصحراء بعد مغادرته لها .