شرع العشرات من المهاجرين المتحدرين من دول جنوب الصحراء، المتواجدين على مستوى مدينة الدارالبيضاء، وخصوصا منطقة أولاد زيان، بعد منعهم من ولوج الملعب المتواجد أمام المحطة الطرقية، إثر آخر حريق شب فيه، في تنفيذ محاولات لاقتحام بعض المؤسسات لاتخاذها مكانا للمبيت. وعمل عدد من المهاجرين غير النظاميين، الذين كانوا يستغلون ملعب أولاد زيان مخيما لهم، على محاولة اقتحام بعض المؤسسات، وعلى رأسها المدارس التعليمية، لتحويلها إلى مكان إقامة، غير أن تدخل السلطات المحلية حال دون ذلك. وتهجم بعض هؤلاء المهاجرين على إحدى المؤسسات التعليمية بأولاد زيان، وكذا ملعب آخر يتواجد بالمنطقة، محاولين المبيت فيهما، غير أن السلطات أوقفتهم، ما جنب المنطقة أزمة كان سيصعب إيجاد حل لها في حالة نجاحهم في عملية "الاحتلال". وبات هؤلاء المهاجرون، الذين تم منعهم بعد الحريق الذي شهده "مخيم أولاد زيان" قبل أسبوع، بدون مأوى، ما دفع العديد منهم إلى المبيت في المحطة الطرقية؛ فيما يتخذ البعض الآخر من مقبرة الشهداء مكان لهم، وآخرون يبيتون في الشوارع وبجانب بوابات بعض العمارات. وأثارت محاولات "احتلال" هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين لبعض المؤسسات مخاوف عديدة لدى الساكنة البيضاوية، التي حذرت من تأثير ذلك على حياتها وممتلكاتها، مطالبة السلطات المحلية بإيجاد حل لهذه المشكلة. وشهدت جنبات المحطة الطرقية أولاد زيان بالدارالبيضاء، الأسبوع الماضي، حالة استنفار كبيرة، حيث انتشرت تعزيزات أمنية من أجل منع هؤلاء المهاجرين من ولوج ملعب أولاد زيان، وإعادة "احتلاله" ونصب خيم فيه. وأشارت مصادر محلية إلى كون المهاجرين المتحدرين من دول جنوب الصحراء يحاولون العودة إلى الملعب أو احتلال مناطق أخرى ونصب خيامهم فيها، غير أن السلطات تواجه ذلك بالمنع، لاسيما أن شكايات عديدة قدمت من طرف المواطنين، ناهيك عن توالي الحرائق التي قد تتسبب في كوارث. وشهد "مخيم المهاجرين" الأسبوع الماضي استنفارا كبيرا بعدما شب فيه حريق مهول بسبب انفجار قنينات غاز بشكل مهول، ما خلف رعبا لدى ساكنة درب الكبير بالقرب من محطة أولاد زيان، التي خرجت من منازلها لمعرفة ما يجري، ليتبين أن للأمر علاقة بالمهاجرين على غرار المرات السابقة. وأفادت السلطات المحلية لولاية جهة الدارالبيضاء – سطات بأن حريقا اندلع في خيام بلاستيكية ومتلاشيات يستغلها مجموعة من المهاجرين غير القانونين المتحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء كمآو لهم قبالة المحطة الطرقية أولاد زيان بالدارالبيضاء. وتدخلت السلطات المحلية والأمنية ومصالح الوقاية المدنية، ليتم إخماد الحريق الذي لم يخلف أي إصابات بشرية. كما فتحت السلطات المعنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تحقيقا لتحديد ظروف وملابسات اندلاع هذا الحريق. ويأتي الحادث سالف الذكر أشهرا قليلة بعد المواجهات الدموية التي شهدها المخيم عينه، إذ عرف مناوشات كلامية بين بعض المهاجرين الذين يتحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء خلال مارس الماضي، تطورت في ما بعد إلى مواجهات أسفرت عن إصابة أحدهم بطعنات خطيرة، ليتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى.