للمرة الثالثة، يشهد الملعب الموجود أمام المحطة الطرقية بأولاد زيان بالدار البيضاء اندلاع النيران بالمخيم العشوائي الذي يستقر به المهاجرون غير النظاميين المتحدرين من دول جنوب الصحراء. واندلعت النيران فجأة في الجزء الموجود في واجهة المحطة، بعدما انفجرت عدة قنينات غازية من الحجمين الصغير والكبير؛ وهو ما حوّل المخيم التي يبيتون فيها ويتخذونها "منازل" إلى رماد. وعانيت جريدة هسبريس الإلكترونية اندلاع النيران التي أتت على كل ما بداخل المخيم، باستثناء الجهة المحاذية لشارع أولاد زيان التي عمل المهاجرون غير الشرعيين على حمل بعض الملابس والأفرشة قبل أن تصلها ألسنة النيران. واستنفر الحادث المهول مختلف السلطات بالدار البيضاء، حيث هرع كبار المسؤولين بعمالة الفداء مرس السلطان وعناصر الأمن، إلى جانب الوقاية المدنية التي استغرقت ما يزيد عن ساعتين من أجل إخماد النيران القوية، حيث ظلت تعمل جاهدة على إطفاء النيران التي طالت الأشجار والأعمدة الكهربائية المجاورة لسياج ملعب أولاد زيان. وعبّر عدد من المواطنين المغاربة القاطنين بدرب الكبير، غير البعيد عن موقع محطة أولاد زيان، عن تذمرهم من توالي هذه الحرائق، مطالبين من السلطات الولائية بالتدخل لوضع حد لهذا الوضع الذي بات يؤرق بالهم. من جهتهم، أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة الموجودين بالقرب من الملعب عبروا عن استيائهم من هذا الوضع، مشيرين إلى أن وجود هؤلاء المهاجرين يضر بهم، خاصة أن المكان الذي يوجدون به تنبعث من روائح كريهة تقض مضجع السائقين والركاب. أما المهاجرون المتحدرون من دول جنوب الصحراء، فالبعض منهم عبر عن استيائهم مما جرى، حيث سيجدون أنفسهم يبيتون في العراء خاصة في هذه الليالي الباردة؛ فيما طالب آخرون بمساعدتهم، مؤكدين أنهم يرغبون في العبور إلى الضفة الشمالية وليس الاستقرار بالمغرب. وخلّفت النيران وصول الدخان إلى الأحياء المجاورة، وكذا انتشار روائح كريهة؛ وهو ما أثار تذمر ساكنة هذه الأحياء، مطالبين بضرورة التدخل العاجل لتفادي تكرار هذه الحرائق. وليست هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها ملعب أولاد زيان اندلاع النيران فيه، حيث شهد في دجنبر من السنة الماضية حرائق مهولة ونشوب مواجهات بين مواطنين مغاربة مع مهاجرين متحدرين من دول جنوب الصحراء.