لم تكد تمضي سوى بضع ساعات على إقدام السلطات، اليوم الأحد، بمدينة فاس، على تفكيك مخيم للمهاجرين من دول جنوب الصحراء، تزامن مع اندلاع حريق مهول، حتى شهدت العاصمة الاقتصادية حريقا مماثلا شب في ملعب يتخذه مهاجرون أفارقة آخرون مأوى لهم. الملعب الذي اندلع به الحريق، مساء اليوم، يوجد أمام محطة أولاد زيان للمسافرين، ويؤوي العشرات من الشباب المتحدرين من دول جنوب الصحراء. وقد رافق الحريق انفجار قنينات للغاز يستعملها المهاجرون للطهي، وهو ما أثار هلعا كبيرا في صفوف السكان المجاورين للمحطة، وكذا المسافرين الذين يقصدونها. واستنفر الحريق المهول مختلف السلطات المحلية بعمالة الفداء مرس السلطان. كما حل بمكان الحادث رجال الوقاية المدنية، الذين تمكنوا من إخماد النيران بعد أكثر من ساعة. وعملت عناصر الأمن، التي انتقلت إلى مكان الحريق، على إبعاد المارة وكذا المهاجرين الذين يستقرون في الملعب، تفاديا لتعرض أي أحد للإصابة. وفي الوقت الذي لم تسجل أي خسائر بشرية جراء هذه النيران، تم تسجيل خسائر مادية، حيث أتى الحريق على معظم الأفرشة والخيام التي يتخذها هؤلاء المهاجرون مأوى لهم. وبينما لم يتم الكشف بعد عن الأسباب الحقيقية لاندلاع النيران، وجه بعض الشباب المهاجرين، في حديثهم إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، اتهامات إلى بعض المشردين من مدمني "السيلسيون". وأوضح المهاجرون أن المشردين حاولوا أكثر من مرة إضرام النار في المخيم، مشيرين إلى أنه سبق لهم أن ضبطوا شابا وهو يحاول إضرام النار، فقبضوا عليه وأحالوه على مصالح الأمن. فيما نفى آخرون هذا الاتهام، وأكدوا أن لجوء المهاجرين إلى الطهي واستعمال قنينات الغاز هو الذي كان وراء الحريق، وألا علاقة لأي شخص من الخارج بهذا العمل الذي خلف أضرارا كبيرة. وليست هذه هي المرة الأولى التي تندلع النيران بهذه المنطقة، إذ شهدت الحديقة الموجودة ب"الدرب الكبير"، القريب من محطة أولاد زيان، التي كان يتخذها المهاجرون مكانا للمبيت، شهر نونبر الماضي، حدثا مماثلا وفوضى عارمة، تحولت إلى احتجاج من طرف القادمين من دول جنوب الصحراء.