أصبح مخيم "أفارقة أولاد زيان" بالعاصمة الاقتصادية موضع أزمات تختلف حدّتها بين الفينة والأخرى، آخرها الحريق الذي نشب في الساعات الأولى من يوم الأحد، حيث لم تُعرف بعد حيثياته ودوافع النزاع الذي وقع بين المهاجرين غير القانونيين؛ الأمر الذي أحدث موجة هلع وسط ساكنة المنطقة، التي استيقظت على وقع انفجار قنينات الغاز بشكل مخيف للغاية. انتقلت جريدة هسبريس الإلكترونية إلى مكان الحادث المأساوي، حيث استقت آراء الساكنة والأشخاص الذين كانوا على مقربة من "مخيم الأزمات"، إن صحّ التعبير، مثلما يسمّيه البعض؛ لكن غالبية المواطنين لا يعرفون بعد التفاصيل الكاملة للحريق المهول، إلا أنهم يؤكدون أن "الأوضاع لم تعد تُطاق". أحد الأشخاص الذين يشتغلون كل يوم في المحطة الطرقية "أولاد زيان" قال، في حديث لجريدة هسبريس: "أتيت ككل يوم إلى المحطة مع السادسة صباحا، لأتفاجأ بالكم الكبير من سيارات الأمن ورجال المطافئ، بفعل الحريق المهول الذي شب في المنطقة". وأضاف بلهجة غاضبة، وهو الذي اعتاد على النزاعات المتكررة التي تقع بين المهاجرين المتحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء: "ما وقع اليوم مصيبة في الحقيقة.. أصل الحريق نزاع شخصي مثلما يقال بين الأفارقة، لكن الملاسنات تطورت إلى معركة دامية، أفضت إلى الحريق الكبير الذي نتساءل جميعا عن حيثياته". وأكد المتحدث أن "المخيم بات مصدر قلق للساكنة المحلية، لأن الأفارقة الذين يقطنونه يهجمون على الساكنة والمسافرين أيضا"، مشددا بلهجة حادة: "شْحَالْ من واحد شْفْرُوه.. شحال من واحد تْعْدَاو عليه"، داعيا السلطات الأمنية إلى "ضرورة وضع حد لهذه الكارثة الإنسانية". وفي مقابل دعوة مُتحدثنا إلى ترحيل الأفارقة الذين يجاورون المحطة الطرقية "أولاد زيان"، يذهب أحد الساكنة إلى أهمية "تناول الموضوع من الزاوية الإنسانية"، مردفا: "هم أيضا بشر يجب مراعاة أحوالهم الإنسانية.. يجب أن نعثر لهم على مأوى لائق، حتى لا يبقى المخيم مصدرا للحرائق والنزاعات الدموية كل مرة". تختلف رؤى وتصورات ساكنة الدارالبيضاء بخصوص المخيم، لكن الجميع يدعو إلى توفير الأمن والحماية بالمنطقة، بغض النظر عن مدى تورطهم في الحريق الذي نشب اليوم؛ بل إنهم صاروا يستنجدون بالملك من أجل حثّ السلطات الأمنية على ضرورة وضع حد لهذه المأساة التي تتكرر بين الفينة والأخرى. وأفادت السلطات المحلية لولاية جهة الدارالبيضاء – سطات بأن حريقا اندلع صباح اليوم الأحد في خيام بلاستيكية ومتلاشيات يستغلها مجموعة من المهاجرين غير القانونين المتحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء كمآو لهم قبالة المحطة الطرقية أولاد زيان بالدارالبيضاء. وتدخلت السلطات المحلية والأمنية ومصالح الوقاية المدنية، حيث تم إخماد الحريق الذي لم يخلف أية إصابات بشرية. كما فتحت السلطات المعنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تحقيقا لتحديد ظروف وملابسات اندلاع هذا الحريق. ويأتي الحادث سالف الذكر أشهرا قليلة بعد المواجهات الدموية التي شهدها المخيم عينه، حيث عرف مناوشات كلامية بين بعض المهاجرين الذين يتحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، خلال مارس الماضي، إذ تطورت فيما بعد إلى مواجهات دموية أسفرت عن إصابة أحدهم بطعنات خطيرة، ليتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى. ودخلت عناصر الشرطة على الخط فور علمها بالجريمة، بعدما توصلت بإشعارات من قبل الساكنة التي تقيم جوار المحطة الطرقية "أولاد زيان"، إذ فتحت تحقيقا موسعا بغرض معرفة دواعي المواجهة التي نشبت بين الطرفين.