افتُتحت فعاليات المنتدى الثاني للجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، اليوم الخميس بمدينة الداخلة، بحضور عدد من الباحثين والخبراء من دول القارة لبحث مواضيع الذكاء الاقتصادي في المجالات الترابية على مدى يومين. ويأتي هذا المنتدى، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، في إطار الجامعة الحرة بالداخلة التي تنظمها جمعية الدراسات والأبحاث للتنمية، بشراكة مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي، تحت شعار "الذكاء الاقتصادي ومستقبل المجالات الترابية بإفريقيا". وقال ادريس الكراوي، رئيس الجامعة الحرة بالداخلة، في افتتاح المنتدى الذي حضره مسؤولون محليون، إن الذكاء الاقتصادي "يحتل راهنية حقيقية بالنظر للتحديات المستقبلية التي تنتظر المجتمعات والاقتصادات الإفريقية". وأضاف أن اختيار هذا الموضوع "يأتي في ظرفية عالمية بدأت تفرز أخطاراً جديدةً وأشكالاً جديدة من الحروب تنتج بدورها ظواهر نوعية على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والبيئي والعسكري والأمني والجيو-استراتيجي". وأشار رئيس الجامعة الحرة بالداخلة إلى أن لهذه الظواهر "تأثيرات عميقة على أمن واستقرار وتنمية القارة الإفريقية"، وهو ما يُحتِّم على الحكومات والجماعات الترابية والمقاولات والمجتمعات المدنية الإفريقية التسلح باليقظة الاستراتيجية والدراسات المستقبلية من خلال تطوير سياسات عمومية في مجال الذكاء الاقتصادي الترابي. ويحضر هذا المنتدى الثاني ثلة من الخبراء ومندوبون عن مؤسسات وجمعيات وطنية للذكاء الاقتصادي والفكر الاستراتيجي والدراسات المستقبلية من 26 دولة، يمثلون كافة مناطق القارة الإفريقية. وتميزت هذه الدورة بمبادرات تنفذ التزامات الجمع العام التأسيسي لمنتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، حيث تم التوقيع على اتفاقيات تكرس الالتحاق الرسمي لجمعيات وطنية للذكاء الاقتصادي بالمنتدى من دول إثيوبيا وموريتانيا والتشاد والنيجر. كما جرى التوقيعُ على اتفاقيات تفتح المجال لإحداث بنيات قارة على صعيد المجالات الترابية للجهات والجماعات داخل الدول الإفريقية، تُعنى بتقوية القدرات في الذكاء الاقتصادي الترابي من خلال تكوين الأطر لمواكبة مشاريع التنمية الجهوية لتتحول إلى أقطاب تنافسية. وبالإضافة إلى ذلك، عرف المنتدى تسليم الجائزة الأولى، وقيمتها 6 ملايين سنتيم، للمغربي عمر الزياتي عن بحث دكتوراه شارك به في المسابقة حول نموذج جديد للذكاء الاقتصادي موجه للمقاولات الصغرى والمتوسط، وجائزة ثانية، وقيمتها ثلاثة ملايين سنتيم، للبوركينابي توناكا إبراهيم خليل عن بحث ماستر حول تطور الذكاء الاقتصادي في المقاولات المشتغلة في الصناعة الغذائية. وقال الكراوي إن هذه "المبادرة الفريدة على الصعيد القاري تسعى إلى جعل المعرفة والعلم والنبوغ الإفريقي والذكاء الاقتصادي الجماعي في خدمة بناء الحلم الذي يرمي إلى التأسيس لقارة جديدة موحدة وقوية كما أرادها الملك محمد السادس". وتستمر فعاليات هذا المنتدى إلى غاية السبت من خلال ندوات تناقش مواضيع الذكاء الاقتصادي بحضور خبراء وباحثين أفارقة.