شكلت الندوة الدولية المنظمة يومي 22 و 23 بالداخلة فضاء لتبادل الخبرات ومقارنة التجارب الدولية والوطنية حول مختلف الاستراتيجيات المعتمدة في مجال الذكاء الترابي. وتميزت أشغال هذا اللقاء برصد تجارب "رائدة"، من القارات الخمس، في مجال التنمية المجالية، والتي يمكن أن تشكل منطلقا أساسيا لانجاح استراتيجيات الذكاء الترابي أو "النجاعة المجالية". وفي هذا السياق، يؤكد رئيس جمعية الأبحاث والدراسات للتنمية السيد إدريس الكراوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة الدولية شكلت مناسبة للاطلاع على الإطار المؤسساتي الأنسب لاستيعاب مقاربات وسياسات الذكاء الترابي خدمة للتنمية الجهوية من خلال المقاولة، والتي - يضيف السيد الكراوي - يمكن أن تساعد الجهات الترابية لبناء أقطاب تنافسية على مستوى مجالها الترابي. وأشار إلى أن الأبعاد المؤسساتية للذكاء الترابي تهم الإطار المؤسساتي نفسه، فضلا عن إقامة شراكات بخصوص شبكات التعاون وأنماطه المختلفة بين مختلف الفاعلين داخل المجال الترابي. يشار إلى أن هذا اللقاء الدولي، الذي تنظمه الجمعية الدولية للذكاء الاقتصادي وجمعية الأبحاث والدراسات للتنمية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يتميز بمشاركة خبراء ومؤسسات مختصة في مجال الذكاء الاقتصادي في علاقاته بالتنمية الجهوية من آسيا وأمريكا وأوروبا وإفريقيا والمغرب العربي وجزر الكرايبي. ويتناول هذا اللقاء موضوع الذكاء الترابي المنشود كاستراتيجية عمومية وجماعية من أجل إعادة إنتاج مشترك للتنمية الجهوية وبلورة مقاربات التنمية الترابية عبر المقاولة. وتتميز هذه الندوة أيضا بإيلاء الاهتمام للمقاولة، وذلك برصد تجارب دولية في هذا المجال وتركيزها على التنمية في بعديها الترابي والجهوي كقاسم مشترك في هذه الدينامية. كما ستتوج الندوة بإصدار "إعلان الداخلة" الذي سيرسم الإطار المستقبلي لعمل الخبراء والمؤسسات المشاركة في هذا اللقاء. وتتمحور مواضيع هذه الندوة حول "سياسات الذكاء الترابي، تجارب دولية مقارنة" و"مجموعات المقاولات والدينامية الترابية" و"إدارة التنمية الجهوية، التنظيم والأدوات المبتكرة" و"تمويل تعزيز عناصر الجاذبية للجهات الترابية" و"شراكة الجامعة والمقاولة والجهة : نتائج وآفاق التطور" و"الأمن الاقتصادي للجهات الترابية".