شعائر احتفالية اختلطت بطقوس خاصة تميزُ "عيد شم النسيم" عن باقي الأعياد والمُناسبات، والذي لازال تقليداً سنوياً يحتفل به المصريون منذ نحو 4700 عام. بين ضفتي النيل والحدائق والمنتزهات، تتنوع أماكن الاحتفال ب"شم النسيم" لاستقبال شمس الربيع عند شروقها بطقوس احتفالية توارثت من جيل إلى آخر منذ الفراعنة، والذي صادف هذا العام التاسع من أبريل، الذي يتزامن مع اليوم التالي لرأس السنة القبطية. احتفال بالمستطاع أبو فتحي، صاحب مركبات لجولات النيل، قال في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية إنّ "شم النسيم أو عيد الربيع يعد تقليداً سنوياً يحتفل به المصريون على مائدة طعام من نوع خاص، إذ تجتمع الأسر المصرية وتقضي يوماً حافلاً في أحضان الطبيعة وتتناول مختلف الأطعمة التقليدية، مثل السمك المملح المعروف ب"الفسيخ"". ويضيف أبو فتحي: "رغم التغيرات التي يعيشها المجتمع المصري إلا أنّ الاحتفال بالعيد لازال قاراً لدى كل الأسر، في حين تختلف مظاهره حسب المستوى المعيشي لكل فرد، بين قاصدي المزارع وضفاف النيل أو المنتجعات السياحية الكبرى". إقبال رغم التحذير ويرتبط "شم النسيم" لدى المصريين بكونه يوماً لتناول أطعمة مختلفة نسبيا، منها "الفسيخ"، وهو السمك المملح، الذي كان يرمز للخصوبة عند الفراعنة، والذي يتم تجفيفه على طريقة "القديد المغربي"، توضح رباب، بجانب البصل الأخضر، الذي كان الفراعنة يعتقدون أنه يطرد الأرواح الشريرة، والبيض الملون الذي يعد رمزاً للحياة. ورغم تحذيرات وزارة الصحة المصرية من شراء الأطعمة الخاصة بالمُناسبة من الباعة المتجولين، إلا أنّ هذه الأطعمة تجد زبائنها من كل الفئات العمرية، إذ يصطف العشرات من المواطنين على طول شارع "سليمان جوهر" بحي الدقي في طوابير، أمام محلات "الفسيخ والرنجة" في الأسواق، وسط انتشار باعة الليمون والبصل و"العيش" أمام المحلات. وتتراوح أسعار سمك الرنگة ما بين 40 و50 و60 جنيها حسب جودتها، والفسيخ تبدأ أسعاره من 140 جنيها، والمملحة تتراوح ما بين 130 و150 جنيها، والسردين من 40 إلى 60 جنيها، في الأسواق التجارية الكبرى. وقال خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن يوم عيد شم النسيم "مرّ على خير"، وإن غرفة الأزمات لم ترصد أي حالات تسمم نتيجة تناول الأسماك المملحة أو المدخنة أو الفسيخ. وأكد "مجاهد"، في مداخلة هاتفية لبرنامج يبث على إحدى القنوات الفضائية، أن غرفة عمليات الوزارة المنعقدة لمتابعة احتفالات الشعب المصري بأعياد شم النسيم رصدت 42 حالة مرضية ما بين إغماءات وتدافع وغرق. لا خلاف مع الشرع أثار الاحتفال بشم النسيم جدلاً كبيراً هذه السنة. وقال مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام إنّ "الاحتفال بشمّ النسيم من العادات المصرية التي لا يوجد فيها من الطقوس ما يخالف الشرع. ومن المعروف ومن المقرر أن العادات والأعراف طالما أنها لا تخالف الشرع فهى جائزة". وأبرز شوقي أنّه "لا علاقة لهذه المناسبة بأي مبادئ أو عقائد دينية، لا في أصل الاحتفال ولا في مظاهره ولا في وسائله، وإنما هو محض احتفال وطني قومي بدخول الربيع، يقوي الرابطة الاجتماعية والانتماء الوطني، ويعمم البهجة والفرحة بين أبناء الوطن الواحد".