احتفاء بانتصار شيشونغ على الفراعنة في فترة حكم رمسيس الثاني أطلق نحو 17 تنظيما مدنيا أمازيغيا نداء بمناسبة تخليد رأس السنة الأمازيغية الجديدة. واختار نداء إيمازيغن في بيان لهم الاحتفال تحت يافطة "33 قرنا من حياة تمازغا"، من أجل إعادة الاعتبار للتاريخ والحضارة الحقيقيتين لبلاد تمازغا على حد قول البيان الأمازيغي. ويأتي احتفاء إيمازيغن برأس السنة الأمازيغية 2962"إيض يناير" الذي يوافق يوم الجمعة 13 يناير 2012 كما جرت العادة منذ نحو سنوات، وبذلك سيكون اليوم أول أيام السنة الأمازيغية الجديدة. مسار التسمية ومدلولاتها التقويم الأمازيغي هو التقويم الذي اعتمده الأمازيغ منذ أقدم العصور وهو مبني على النظام الشمسي. ويعتبر رأس السنة الفلاحية هو رأس السنة الأمازيغية. التقويم الأمازيغي تقويم غير معروف على نطاق واسع والأبحاث العلمية حول هذا التقويم قليلة سواء ما يتعلق بالمصادر القديمة أو الحديثة. ويعتبر "إض يناير" أو "ينير" (تعني الشهر الأول في اللغة الأمازيغية) أول الشهور في التقويم الأمازيغي. وما يزال الأمازيغ يحتفلون برأس السنة الأمازيغية، بل أن رأس عاشوراء وما يرافقه من طقوس كإشعال النار واللعب بالماء ليس إلا مظهرا من الثقافة الأمازيغية ولكن في قالب مؤسلم بحسب تعبير ناشط أمازيغي. ويعتقد الأمازيغ أن السنة الأمازيغية مبنية على واقعة هزم الأمازيغ للمصريين القدامى واعتلاء زعيمهم "شيشنق" للعرش الفرعوني وحسب الأسطورة فأن تلك المعركة وجدت مكانها في تلمسانالمدينةالجزائرية الحالية, غير أن معظم الباحثين يرجح أن شيشنق تمكن من الوصول إلى الكرسي الفرعوني بشكل سلمي في ظروف مضطربة في مصر القديمة حيث سعى الفراعنة القدماء إلى الإستعانة به ضد الإضطرابات بعد الفوضى التي عمت مصر القديمة جراء تنامي سلطة العرافين الطيبيين. وكيفما كانت الطريقة التي تمكن بها "شيشنق" من الحكم على مصر، فإن التقويم الأمازيغي قديم قدم الأمازيغ أنفسهم بل أنه قد يكون أقدم من التقويم الفرعوني الذي قد يعود إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد. ومنذ الماضي القريب كان يعول على السنة العجمية او الامازيغية فهي تساوي دخول الليالي السود اي دخول سنة فلاحية جديدة ويالتالي فالفلاح يمكنه ان يزرع الزيتون طيلة العشرة الايام من 13 يناير الى 23 يناير الموفق ل 1 امزوارو ايور(يناير)الى 10 امزوارو ايور. ويوم رأس السنة الامازيغية فمن المحرمات طبخ الأكل فتتغذى العائلة على البسيسة المشهورة بالساحل او الكسكس معد قبل يوم و يسقى بالحليب، غير أنه للأسف هذه العادات تراجعت في منطقة الساحل بل انعدمت والسنة الامازيغية(الفلاحية) لم تعد موجودة الا على اليوميات يعلق أحد المتتبعين. "إض يناير" وطقوس الاحتفال سيحتفل الأمازيغ في المغرب يوم الجمعة 13 يناير الجاري بحلول السنة الامازيغية الجديدة 2962 المعروفة اختصارا ب" إض يَنَّايَر" أو " يَنَّايَر " عبر إقامة بعض التقاليد المعهودة بهذا الاحتفال مثل تحضير أطباق وأكلات خاصة وإقامة حفلات تعكس تراث المنطقة. ويحتفلون بهذا العيد تعبيرا عن دخول رأس السنة الفلاحية الجديدة تتضارب الروايات حول منشئها إذ يعتقد البعض أن بداية السنة الأمازيغية يعود إلى انتصار الملك الأمازيغي "شاشناق" على الفراعنة في معركة وقعت على ضفاف النيل سنة 950 قبل الميلاد. ويقول رشيد مليكة في كتابه "البرابرة الأوائل بين حوض المتوسط والطاسيلي والنيل" إن الملك "شاشناق الأول" بعد النصر الذي حققه في النيل على الفراعنة أعلن عن ميلاد السلالة 23 ، وأنه منذ ذلك الحين شرع في التأريخ للسنة الأمازيغية. واليوم أصبح أمازيغ المغرب يحتفلون برأس السنة الأمازيغية من خلال إقامة طقوس تختلف من منطقة إلى أخرى فمنطقة القبائل التي تعد معقل الأمازيع تقوم العائلات بتحضير أطباق تقليدية، مثل الكسكس بلحم الديك يتم ذبحه في المنزل، كما تقوم بعض العائلات الأخرى بوضع الحنة للأطفال وأخرى تجعل هذه المناسبة فرصة لختان الأطفال. ويقول سعيد بوطرفة المتخصص في تقاليد الأمازيغ إن هذه الاحتفالات ترمز إلى العلاقة الموجود بين الإنسان والطبيعة. وفيما يحتفل أمازيغ الصحراء الجزائرية المعروفين باسم الطوارق بهذا اليوم بطريقتهم الخاصة ويعدّون أطباقا تقليدية ويقيمون احتفالات على أنغام ورقصات ترقية. وتؤكد بادي ديدة الباحثة أن الطوارق لا يفرطون في هذا الاحتفال كونه يمثل رمز تاريخي بالنسبة لهم. كما يحتفل سكان "الشنوة نسبة إلى جبال الشنوة الواقع بولاية تيبازة بإعداد أنواع من الخبز باستخدام أعشاب يتم جمعها في البراري". ونفس الاحتفالات تعرفها مناطق أخرى من الجزائر بما في ذلك غير الأمازيغية. فمنطقة تلمسان التي ينحدر منها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لا تفوت الاحتفال ب"يناير" ويجتمع أفراد العائلة مباشرة بعد صلاة المغرب لتناول العشاء معا وتوزيع الهدايا على الأطفال. وهناك اعتقاد في تلمسان أن "امرأة يناير" تطوف ليلا بالمنازل وتوزع الحلوى والهدايا. نشطاء أمازيغ يؤكدون اعتبر رئيس كونفدرالية الجمعيات ر الامازيغية بالجنوب " تامونت ايفوس " أن التقويم الأمازيغي يعد أقدم تقويم استعمله البشر على مر العصور، إذ استعمله الأمازيغ منذ 2962 سنة، أي قبل 953 سنة من ميلاد المسيح، وبخلاف التقويمين الميلادي والهجري، فإن التقويم الأمازيغي لا يرتبط بأي حدث ديني أو نحوه بل بحدث تاريخي. وأضاف الناشط الأمازيغي أنه عندما يحتفل الأمازيغ برأس كل سنة أمازيغية فلأن اليوم عيد طبيعي يرسخ ارتباطهم بالأرض التي عشقوها دوما ويكرس فهمهم الخاص للحياة، وهو فهم –يضيف رئيس تامونت نيفوس- الذي يتأسس على العقل بالدرجة الأولى. وحسب إفادات نشطاء أمازيغ، فإن ليلة الاحتفال التي تصادف الاول من yanuyur وهو الشهر الأول في السنة الأمازيغية، وكلمة yanuyur مركبة من yan أي واحد و ayur أي الشهر، ويطلق عيله أيضا id usggas أي ليلة السنة، وهو يوم يفصل بين فترتين، فترة البرد القارس وفترة الاعتدال. كما يعد البداية السنوية في الإنجاز الحقيقي للأشغال الفلاحية. يد أن تمت رواية أخرى تفسر اتجاه لجوء الأمازيغ إلى اعتماد التقويم الأمازيغي، غير أن الرواية الأكثر تداولا تعتبر أن اليوم الأول من هذا التقويم(قبل 953 ميلادية) يؤرخ لانتصار الأمازيغ بقيادة ملكهم شيشونغ (chichung) على الفراعنة في فترة حكم رمسيس الثاني. وبعد ذلك بدأ الأمازيغ يخلدون كل سنة ذكرى هذا الانتصار التاريخي. ومنذ تلك المعركة التاريخية -بجسب وصف أمازيغيين- أصبح ذلك اليوم رأس كل سنة جديدة حسب تقويم خاص ومن حقنا أن نحتفل ، يقول الناشط الأمازيغي بأعيادنا التي تعكس تراثنا الحضاري و الذي يغني التراث الحضاري في شمال افريقيا بأكملها ونحن ننتظر أن يتحقق ترسيم هذه المناسبة بالاعتراف بها وإدراجها ضمن العطل الرسمية للمغرب. مراسيم الاحتفاء برأس السنة الأمازيغية يجري الاحتفال رأس السنة الأمازيغية في المغرب بتحضير وجبة أمازيغية تدعى "ؤوركيمن". هذا الأخير يضم سبعة أنواع من القطاني تطهى فوق الحطب لمدة 24 ساعة تقريبا، ويتجه محتفلو رأس السنة الأمازيغية القيام بأي عمل في يوم الذكرى السنوي سوى جلب الماء وتحضير وجبة "تاگلا" أو "بركوكش"، وهو عبارة عن طحين يخلط ويفتل بالماء ويمزج بعد ذلك بزيت الأركان والعسل.وفي الليل يقام حفل كبير لأكل العصيدة "تاگلا" التي يتم حشو عظم ثمرة وسطها. العاثر على عظم ثمرة سعيد الحظ تلك الليلة وطيلة السنة الأمازيغية المقلة بحس أراعف وتقاليد إيمازيغن. يستمر السهر في ليلة الاحتفال "إض يناير" على رقصات أحواش وأنغام الروايس، وفي اليوم الأول من السنة الأمازيغية تحمل النساء قليلا من "تاكلا" أو "بركوكش" غير مملح إلى مكان خارج القرية، ينصرفن دون أن يتكلمن بعد وضعه في مكان معلوم وتسمى هذه العملية "أصيفض" أي إعطاء الجن نصيبه من الطعام، قبل أن ينضاف إليه الملح. في الصباح الموالي تقوم النساء وفتيات القبيلة بما يسمى "أزكوزيو أسگاس"، أي تخضير السنة وقد تجتمع النساء لوحدهن والفتيات لوحدهن ويذهبن إلى الحقول في ضواحي القرية حيث الربيع الأخضر، ويحملن على ظهورهن سلات "أزكيون"، ويجمعن مختلف الأعشاب من "أكلاس" الذي هو ربيع الشعير أو "تيفراضين" عسف النخيل والمراد بهذه العملية افتتاح السنة الأمازيغية الجديدة بلون أخضر لون الخصوبة والطبيعة والسلام. وفي نهاية الأمر يقوم الناس الذين حضروا "أوركيمن" بتوزيع هذه الأكلة اللذيذة على الذين لم يتمكنوا من تحضيرها وفق طابع يتزاوج فيها ما هو أصيل بما هو حضاري ذو عبق تاريخي. نحو إقرار عيد وطني دخلت العصبة الأمازيغية لحقوق الانسان على الخط بدعوتها في بيان لها الحكومة المغربية إلى اعتماد السنة الأمازيغية كمناسبة رسمية وطنية كباقي الأعياد والمناسبات الأخرى مؤدى عنها. تعليل الأمازيغيين كون السنة الأمازيغية تكتسي تأريخا للتقويم الأمازيغي منذ نحو 2962 سنة خلت، إضافة إلى عراقة وأصالة ما يوازي الاحتفال برأس السنة الأمازيغية "إض يناير" من مظاهر الاحتفال بدءا من "تاكلا" و "أوركيمن" و نحوها، وهي كلها مظاهر يمارسها الأجداد في بلاد تامازغا منذ مدة. الفرصة لا يتركها الأمازيغيون تمر، من دون التعبير مجددا عن هوياتهم، وتأكيد المطالبة على أكثر من صعيد على مطلب دسترة الأمازيغية وتكريسها إلى جانب العربية في بلاد المغرب، كما هو حال الشقيقة الجزائر التي يتخذها أمازيغ المغرب إسوة بهم بحسب تعبيرهم.