تمكّنت عناصر الدرك الملكي بابن أحمد، بتنسيق مع المركز القضائي بسرية سطات، من فك لغز العثور على جثة مقطعة الأطراف ليلة الجمعة الماضية مرمية بحفرة على مستوى دوار الغزوانة بجماعة سيدي عبد الكريم التابعة لدائرة ابن أحمد إقليمسطات. الجثة، التي عثر عليها مقسّمة إلى أجزاء وملفوفة بإحكام، تعود إلى المسمى قيد حياته "ن، ز" المزداد سنة 1988، الذي كان يشتغل فلاّحا ويقيم بدوار الغزاونة التابع لدائرة ابن أحمد. وقد أفلحت عناصر الدرك الملكي في إيقاف الجاني الذي لم يكن سوى شريك الضحية في المجال الفلاحي والتجاري والمنحدر من الدوار نفسه. كلّ معارف الضحية "ن، ز" والجاني "ع، ز" المزداد سنة 1979 بدوار الغزاونة يعرفون العلاقة المتينة التي تربط بينهما، على مستوى الصداقة والمعاملات التجارية والفلاحية والمالية. ولا أحد من المعارف كان يعتقد أن تنتهي علاقتها بارتكاب أحدها جريمة قتل بشعة في حق الآخر. اختفى الضحية "ن، ز" عن الأنظار منذ الأحد 4 شتنبر الجاري دون سابق إشعار، بعدما كان رفقة شريكه في جلسة خمرية. وحين لعبت الخمر برأسيهما دخلا في نقاش حاد حول دين مالي في ذمة الجاني، ليتطوّر النّقاش إلى مستوى الحدّة، حيث أجهز الجاني على غريمه بحجر على مستور الرأس ليسقطه جثة هامدة وسط بركة من الدماء. بعدما تيقّن الجاني من مفارقة رفيقه الحياة، أحضر سكينا ونحر الضحية وفصل الرأس عن الجسد وقطع الأطراف، ووضع كل جزء في كيس بلاستيكي ولفّ الجميع في غطاء "مانطا". ولإخفاء معالم الجريمة، نقل الجاني الجثة ورماها في مطمورة بالقرب من دوار الغزاونة مسقط رأس الضحية والجاني، ثم انصرف وكأن شيئا لم يقع. ومنذ يوم الأحد وهو يداوم على زيارة لبيت شريكه، بل شارك الأهل في البحث عنه وتناول الغذاء أكثر من مرة لدى أهل الضحية في تمويه للحقيقة. بيد أن الجاني أحس بالندم ومحاسبة الضمير حين استفاق من غفوة الخمر، ووجد نفسه قد ارتكب جرما في حق شخص من المقربين كان يتبادلان الثقة في كل شيء من بيع وشراء ومعاملات وغير ذلك. الجاني بدأ يلمّح تدريجيا إلى ارتكابه الجريمة ويستعدّ للاعتراف وتقديم نفسه، إذ لم تمر 5 أيام حتى تقدم إلى مركز الدرك الملكي بابن أحمد مخبرا عن قتله شريكه وتقطيعه إلى أجزاء، ورمي جثته بمطمورة بالقرب من دوار الغزاونة. وقد اقتادت عناصر الدرك الملكي الجاني إلى مكان وجود الجثة، ليتبين لعناصر الضابطة القضائية أن الجاني صادق في إخباره وكل أقواله. وهكذا أشعرت عناصر الدرك الملكي بابن أحمد مركز الوقاية المدنية بالمدينة ذاتها في إطار التنسيق. وتجنّدت عناصر من الوقاية المدنية إلى مكان الجريمة، وقامت بانتشال جثة الضحية. وبعد المعاينة من قبل الدرك الملكي، جرى توجيه الجثة بواسطة سيارة إسعاف تابعة للخدمات الاجتماعية لجماعة سيدي عبد الكريم إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بسطات، حيث خضعت للتشريح الطبي لفائدة البحث الذي فتحته عناصر الضابطة القضائية مع المشتبه بقتل شريكه، بعدما وضع تحت تدابير الحراسة النظرية تنفيذا لتعليمات الوكيل العام للملك باستئنافية سطات، في انتظار عرضه أمام النيابة العامة بالمحكمة ذاتها للنظر في التهم المنسوبة إليه.