سلط المشاركون في مائدة مستديرة، أمس السبت، في إطار الدورة الثالثة لمهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش، الضوء على أهمية الإرث الفكري لفرانتز فانون وتأثيره في النضالات المعاصرة. وأبرز المشاركون في هذا اللقاء، المنظم تحت شعار "فكر فرانتز فانون في مواجهة الزمن"، الأهمية التي يحظى بها فكر فانون، لا سيما في ظل الأزمات السياسية والاجتماعية في القارة الإفريقية وبلدان المهجر. وفي هذا السياق، أكدت الكاتبة والصحفية الفرنسية، رقية ديالو، أن إعادة قراءة الإرث الفكري لفانون اليوم يظهر أن آليات الهيمنة والاغتراب التي ندد بها ما زالت قائمة. وأوضحت أن كتابات فانون كانت سابقة لعصرها، حيث تناولت مواضيع مهمة لا سيما آثار القمع على الصحة النفسية، وهو موضوع حاضر بقوة في الحركات المعاصرة. من جانبه، تحدث الأكاديمي والكاتب السنغالي، فيلوين سار، عن كيفية تطور نظرته لفكر فانون مع مرور الوقت؛ حيث انتقل من قراءة أولية غير مؤثرة إلى إلهام كبير به دفعه إلى المشاركة في كتابة مسرحية مستوحاة من أفكاره. وأشار إلى أن أعمال فانون تتسم بأسلوب حاد يسعى إلى مخاطبة جمهوره كأفراد متساوين ومحددين بعناية وليس كجمهور مجهول الهوية. ومن جهته، قال الكاتب الفرنسي-الجيبوتي، عبد الرحمن وابيري، إن علاقة فانون باللغة تعكس "سعيا مطلقا للحرية"، حيث تعتمد على امتلاك اللغة والسيطرة على الخطاب للتعبير عن رؤيته للعالم. وأضاف أن مقالات فانون، رغم كثرتها وصعوبتها أحيان ا خلال القراءة الأولية لها، إلا أنها تثير المخيلة وتفتح آفاق ا جديدة للفكر. ويروم مهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش، الذي تنظمه جمعية "نحن فن إفريقيا" (We Art africains) إلى غاية 2 فبراير الجاري، الاحتفاء بالأدب والثقافة الإفريقيين. وتهدف هذه التظاهرة الثقافية، التي أضحت حدثا ثقافيا مميزا، إلى المساهمة في التأثير الثقافي والفني بإفريقيا من خلال إبراز ثراء أدبها وفنونها.